فيما اعلن في بغداد الاحد عن استعدادات عسكرية ضخمة لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة داعش فقد وصلت قوات تضم 20 الف مقاتل الى محيط المدينة لبدء هجوم كبير اطلق عليه "كسر الارهاب".. في وقت رفض مركز عراقي بشدة دعوة ايرانية لتشكيل حرس ثوري في العراق داعيا الحكومة العراقية لاعلان معارضتها هذه التدخلات السافرة في شؤون البلاد.
إيلاف من بغداد: قالت خلية الاعلام الحربي اليوم في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" أن عملية تحرير مدينة الفلوجة (62 كم غرب بغداد) بمحافظة الانبار الغربية من سيطرة تنظيم داعش عراقية يشارك فيها الحشد &العشائري وجميع القطاعات العسكرية .. ودعت اهالي المدينة الى الابتعاد عن المقار والتجمعات التابعة لداعش فيما طالبت الاشخاص الذين لا يستطيعون الخروج من القضاء برفع رايات بيضاء على مكان تواجدهم.
وقالت الخلية "إن على جميع المواطنين في الفلوجة الابتعاد عن مقرات عصابات داعش وتجمعاتها اذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي". واشارت الى انه سيتم التعامل مع تلك المقار والتجمعات على انها اهدافا للطيران الحربي.. وناشدت جميع المواطنين في الفلوجة تقديم المعلومات وطلب المساعدة من خلال إرسال رسائل على الخط المجاني 195 مطالبة العوائل الذين لا يستطيعون الخروج من القضاء برفع راية بيضاء على مكان تواجدها.
وأضافت: "على جميع المواطنين الذين مازالوا داخل الفلوجة التهيؤ للخروج من المدينة عبر طرق مؤمنة ستوضح لاحقا .. وخاطبت اهالي الفلوجة قائلة ان "عملية تحرير المدينة من اجلكم ومن اجل اعادة الفلوجة الى اهلها وهي انتصار لكل عراقي وخصوصا ابناء محافظة الانبار".
واوضحت أن "عملية تحرير الفلوجة هي عملية عسكرية عراقية تشترك بها كل القطعات من الجيش وجهاز مكافحة الاٍرهاب والشرطة والحشد الشعبي والعشائري فضلاً عن القوة الجوية وطيران الجيش حيث ستخوض هذه القوات عملية التحرير بخيار وحيد وهو النصر وتحرير الفلوجة من دنس داعش الارهابي".
ومن جانبه أعلن قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت الاحد عن وصول 20 الف عنصر من القوات الاتحادية الى مشارف مدينة الفلوجة استعداداً للمشاركة في عملية تحريرها من قبضة تنظيم داعش. وقال الفريق جودت في بيان صحافي إنه وصل 20 الف مقاتل من قوات الاتحادية تسندهم الآليات المدرعة وكتائب المدفعية الى مشارف الفلوجة استعدادا لاقتحامها. واشار الى ان جحافل كبيرة من قوات الاتحادية اكملت جاهزيتها لتحرير الفلوجة".
وقد اطلقت خلية الاعلام الحربي تسمية "كسر الارهاب" على عملية تحرير الفلوجة الوشيكة وقالت إن معركة تحرير الفلوجة سيكون اسمها "كسر الإرهاب" وستكون بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والأفواج الخاصة وطوارئ شرطة الانبار والحشد العشائري. واوضحت ان الحشد الشعبي سيشارك بتحرير أطراف الفلوجة كالصقلاوية وقرى زوبع و الكرمة.
وعلى الصعيد نفسه اكد الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي أن معركة الفلوجة ستكون ذات طابع مفاجئ للعدو نتيجة الجهد الاستخباري المميز والمسح الدقيق لتحركاته". وقال الاسدي في تصريح صحافي "ان معركة الفلوجة ستكون ذات طابع مفاجئ للعدو لما اعددناه لتلك المعركة ولدينا مسح استخباري دقيق لخطط الأعداء" .. مشيرا الى ان أحد أسباب النصر على العدو هو تعاون أبناء العشائر وأهالي المناطق المحتلة في معركتنا ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة . وشدد على ضرورة&
رفع قوات التحالف الدولي مستوى التعاون الاستخباري مع القوات المسلحة والقوة الجوية وطيران الجيش العراقي لرصد تحركات عناصر تنظيم داعش.
وتقع الفلوجة ضمن محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد) ويقطنها حوالي 350 الف نسمة من عشائر عربية.. ومعنى الفلوجة في اللغة هي الأرض الصالحة للزراعة.
ويضم قضاء الفلوجة والنواحي التابعة له اكثر من نصف مليون نسمة وينحدر أغلب سكان الفلوجة من عشائر الكبيرة في العراق وهي عشائر الدليم بكل فروعها &:البو علوان والمحامدة والفلاحات والحلابسة والبونمر والبوفهد والجميلة ، والجبور والكبيسات، والبوعيسى والعزة والجنابيين وزوبع وقبيلة بني تميم بفروعها (العيايشة والبو ذهيبة والبو سهيل والبو فياض)، بالإضافة إلى مجموعة من العشائر الأخرى وكما يوجد بها مجموعة من الأكراد.
ويطلق على المدينة أيضا لقب مدينة المساجد لكثرة المساجد فيها والتي يصل عددها إلى 550 مسجد وكانت من ابرز معاقل تنظيم القاعدة بعد تغيير النظام العراقي عام 2003 وقد احتلها تنظيم داعش مطلع عام 2014 .
حرس ثوري!
إلى ذلك، رفض مركز عراقي دولي لحقوق الانسان بشدة دعوة ايران لتشكيل حرس ثوري في العراق على غرار ما هو معمول به في ايران ودعا الحكومة العراقية لاعلان معارضتها هذه التدخلات السافرة في شؤون العراق.
وأشار مركز الدراسات القانونية للتنمية وحقوق الانسان الدولي في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الاحد الى انه في تدخل واضح في شؤون العراق الداخلية وتقرير لمصير الشعب العراقي ومتزامنا مع جولة وزير المخابرات الايراني محمود علوي ومجموعة من اعضاء فيلق القدس والحرس الثوري الايراني في العراق دعا عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني &النائب محمد صالح جوكار إلى تشكيل قوات "حرس ثوري في العراق" على غرار ما هو موجود في إيران.
واضاف انه تطبيقا لمخطط الايراني ظهر علي الياسري الأمين العام لـ'سرايا الخراساني' العراقية يرتدي ملابس عسكرية على شاشات محطات التلفزيون الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وهو يوجه أوامره لمرافقيه المدججين بالسلاح، بصفته قائداً عسكرياً في ميليشيا 'سرايا الخراساني'، بإغلاق جميع الشوارع والميادين والطرق الفرعية في منطقة الجادرية بالقرب من مقر المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم في بغداد إذ يطلق على هذه المنطقة تسمية &"المربع الذهبي" ولا يستحي الياسري ان يعلن خضوعه لحكام ايران حيث اعترف في تصريحات تلفزيونية ببغداد إن "سرايا الخراساني" تتبع ولاية الفقيه في إيران علي خامنئي ولا تتبع حكومة العراق التي لم تعلن تبعيتها لولاية الفقيه.. مشيراً إلى أن 'الأمة الإسلامية بحاجة إلى مرشد حقيقي يوجه الأمة لحمايتها من الوقوع بيد الاستكبار العالمي" على حد قوله.
ورفض المركز بشدة ممارسات السلطات الايرانية ومحاولتها بسط هيمنتها على العراق "عن طريق ذيولها الذين سينفذون ما يقوله الجنرال سُليماني "قاسم سليماني قائد قوات القدس" حتى لو استدعى قمع الشعب العراقي الذي انتفض ضد الظلم والجور والطغيان والفساد .. وطالب الحكومة العراقية ووزارة الخارجية واللجنة الخارجية النيابية بان بادانة هذه "المواقف السيئة والتدخلات السافرة في شؤون العراق وان لا تبقى صامتة كما دعت الشعب العراقي والقادة الوطنيين والمرجعية الرشيدة "بان ينتفضوا ضد هذا المخطط المشؤوم ويفشلوه في مهده في مظاهرات جماهيرية".
وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني النائب محمد صالح جوكار قد دعا في السابع عشر من الشهر الحالي إلى تشكيل قوات "حرس ثوري في العراق" على غرار ما هو موجود في إيران.
وقال جوكار، وهو قيادي سابق بالحرس الثوري الإيراني في مقابلة مع وكالة "نادي المراسلين الشباب" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن "الحرس الثوري في العراق يمكن أن يتشكل من خلال دمج الفصائل والميليشيات الشيعية في العراق وجعل مليشيا "سرايا الخراساني نواة لها".
وبحسب هذا النائب، فإن "تجربة قوات الحرس الثوري أصبحت ناجحة ورائدة لدول المنطقة" وأن سجلها بات "حافلاً بالإنجازات"، في إشارة إلى التدخلات العسكرية للحرس الثوري في سوريا والعراق لدعم الحكومتين الحليفتين لطهران في كل من بغداد ودمشق.
وشدد جوكار، الذي وضعه الاتحاد الأوروبي في قائمة العقوبات في أكتوبر عام 2011 بسبب تورطه في انتهاكات حقوق الإنسان مع 29 مسؤولاً آخر، بالقول "إذا أرادت أي دولة في المنطقة تشكيل قوات مماثلة على غرار قوات الحرس الثوري الإيراني، فنحن جاهزون في إيران لتقديم تجربتنا والاستشارة بهذا الخصوص".
وقال إن على العراق تطبيق التجربة الإيرانية بخصوص "حرس الثورة ونحن على أتم الاستعداد لتزويد العراقيين بنمط وهيكلية هذه القوات، ليتمكن العراق من تشكيل قوات حرسه". وزعم جوكار أن تجربة الحرس الثوري نجحت في سوريا واليمن والعراق وقال ان "تجربة حشد الناس على تشكيل قوات شعبية تمسك بزمام الأمور كانت من أهم إنجازات قوات الباسيج في سوريا والعراق واليمن وهذا النمط من تحشيد الشارع يعد تجربة خاصة بالباسيج". وأضاف ان "إيران كان لها دور بارز في تشكيل الحشد الشعبي في العراق وتشكيل قوات ما يسمى الدفاع الوطني في سوريا، وفي تجربة الحوثيين في احتلال صنعاء".
&
التعليقات