اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في ساعة مبكرة من صباح الاثنين بالتوقيت المحلي انطلاق العمليات العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية من سيطرة تنظيم داعش التي يحتلها منذ مطلع عام 2014، مؤكدًا توفير طرق آمنة لخروج المدنيين حيث ان هناك 50 الفًا منهم محاصرين بداخلها.

وقال العبادي في تدوينة على موقعه بشبكة التواصل الاجتماعي، واطلعت عليها "إيلاف"، مخاطبًا العراقيين: "نعلن لأبناء شعبنا العزيز أن علم العراق سيرتفع عاليًا فوق ارض الفلوجة ... اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة ... لقد دقت ساعة تحرير الفلوجة..واقتربت لحظة الانتصار الكبير وليس امام داعش الا الفرار".

ومن جانبه، اشار قائمّقام قضاء الفلوجة الى ان هناك اكثر من 50 الف مواطن ما زالوا محاصرين في الفلوجة.. وقال في تصريح صحافي إن القوات الامنية اصبحت قاب قوسين من تحرير الفلوجة وانهاء سيطرة داعش عليها".
ويشارك في معركة الفلوجة 33 ألف مقاتل من القوات العراقية بمساندة القوات الشعبية والعشائر، وهي&تضم جهاز مكافحة الإرهاب في موقع رأس الحربة مع وجود قوات الرد السريع و20 ألف مقاتل للشرطة الاتحادية، فضلاً عن أبناء الحشد العشائري الذين تم تدريبهم من قبل الأميركيين.

وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع في أيدي تنظيم داعش في يناير عام 2014 أي قبل ستة أشهر من اجتياح التنظيم المتشدد مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة. وتقع الفلوجة على نهر الفرات وعلى بعد 60 كيلومترًا غرب بغداد، وكان عدد سكانها قبل الحرب يصل إلى نحو 300 ألف شخص.

ومن جهتها، دعت خلية الاعلام الحربي في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف"، اهالي المدينة الى الابتعاد عن المقار والتجمعات التابعة لداعش، فيما طالبت الاشخاص الذين لا يستطيعون الخروج من القضاء برفع رايات بيضاء على مكان تواجدهم .

وقالت الخلية "إن على جميع المواطنين في الفلوجة الابتعاد عن مقرات عصابات داعش وتجمعاتها، اذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي". واشارت الى انه سيتم التعامل مع تلك المقار والتجمعات على انها اهداف للطيران الحربي.. وناشدت جميع المواطنين في الفلوجة تقديم المعلومات وطلب المساعدة من خلال إرسال رسائل على الخط المجاني 195 مطالبة العوائل الذين لا يستطيعون الخروج من القضاء برفع راية بيضاء على مكان تواجدها .

واضافت الخلية: "على جميع المواطنين الذين مازالوا داخل الفلوجة التهيؤ للخروج من المدينة عبر طرق مؤمنة ستوضح لاحقًا .. وخاطبت اهالي الفلوجة قائلة إن "عملية تحرير المدينة من اجلكم ومن اجل اعادة الفلوجة الى اهلها، وهي انتصار لكل عراقي وخصوصًا ابناء محافظة الانبار".

واوضحت أن "عملية تحرير الفلوجة هي عملية عسكرية عراقية تشترك بها كل القطعات من الجيش وجهاز مكافحة الاٍرهاب والشرطة والحشد الشعبي والعشائري، فضلاً عن القوة الجوية وطيران الجيش، حيث ستخوض هذه القوات عملية التحرير بخيار وحيد، وهو النصر وتحرير الفلوجة من دنس داعش الارهابي".

وقد اطلقت خلية الاعلام الحربي تسمية "كسر الارهاب"على عملية تحرير الفلوجة، وقالت إن معركة تحرير الفلوجة سيكون اسمها "كسر الإرهاب"، وستكون بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والأفواج الخاصة وطوارئ شرطة الانبار والحشد العشائري . واوضحت أن الحشد الشعبي سيشارك بتحرير أطراف الفلوجة كالصقلاوية وقرى زوبع و الكرمة.

ويضم قضاء الفلوجة والنواحي التابعة له اكثر من نصف مليون نسمة وينحدر أغلب سكان الفلوجة من عشائر الكبيرة في العراق، وهي عشائر الدليم بكل فروعها : البو علوان والمحامدة والفلاحات والحلابسة والبونمر والبوفهد والجميلة ، والجبور والكبيسات، والبوعيسى والعزة والجنابيين وزوبع، وقبيلة بني تميم بفروعها: العيايشة والبو ذهيبة والبو سهيل والبو فياض،&بالإضافة إلى مجموعة من العشائر الأخرى، وكما توجد بها مجموعة من الأكراد.

ويطلق على المدينة أيضًا لقب مدينة المساجد لكثرة المساجد فيها، والتي يصل عددها إلى 550 مسجداً، وكانت من ابرز معاقل تنظيم القاعدة بعد تغيير النظام العراقي عام 2003، وقد احتلها تنظيم داعش مطلع عام 2014 . وقد تضررت الفلوجة كثيرًا من هجومين شنتهما القوات الأميركية على مسلحي تنظيم القاعدة في عام 2004.