يتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الصين لتوقيع اتفاقيات تعاون في المجالين الاقتصادي والعسكري والاستثمار في مجالات النفط والطاقة وتطوير الخدمات والبنى التحتية.
&
أسامة مهدي: سيبحث العبادي في بكين، التي يبدأ زيارة رسمية لها خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ تطوير العلاقات بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وسيكون التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني المحور الأساس في هذه المباحثات "حيث يتطلع العراق إلى توسيع التعاون الاقتصادي وتمويل المشاريع وزيادة حضور الشركات الصينية والاستثمار في مجالات النفط والطاقة وتطوير الخدمات والبنى التحتية"، كما قال مكتب المسؤول العراقي في بيان صحافي إطلعت على نصه "إيلاف" الأحد.
&
وأكد أن العراق يسعى إلى الحصول على دعم الصين للقوات المسلحة العراقية في مجالات التسليح والتدريب والمعدات العسكرية والتعاون الأمني والاستخباري.. موضحًا أنه سيتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
&
سيرافق العبادي في زيارته إلى بكين وفد رسمي، يضم عددًا من الوزراء والمسؤولين والمستشارين في مجالات الأمن والاقتصاد والمال والدفاع والنفط.
&
وكانت الصين أكدت للعراق أخيرًا دعمه عسكريًا وأمنيًا وسياسيًا وحرصها على تطوير علاقاتها معه في المجالات الاقتصادية. وعبّر مستشار الدولة في الصين الشعبية يانغ جيتشي خلال اجتماعه في بغداد مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي عن استعداد بلاده لتطوير العلاقات بين البلدين وتقديمها الدعم إلى العراق، الذي وصفه بأحد أكبر الشركاء التجاريين للصين في منطقة الشرق الأوسط في المجالات العسكرية والأمنية والسياسية وتقديم المزيد من المساعدات إلى النازحين العراقيين في المجالات الإنسانية.
&
وأكد جيتشي خلال زيارة إلى بغداد دعم بلاده للعراق في الحرب التي يخوضها ضد تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد. وأشار إلى "الدعم اللوجستي الذي قدمته الصين أخيرًا إلى العراق وإلى مواصلة العاملين الصينيين عملهم في العراق". &
ثلاثة محاور في مباحثات العبادي &
وقال العبادي اليوم إنه سيبحث خلال زيارته إلى الصين ثلاث قضايا أساسية، وهي النفط والاستثمار والتسليح.. مشيرًا إلى أن مسؤولين في القطاع المالي سيكونون ضمن الوفد لتسهيل التبادل التجاري والعقود. موضحًا أن هدف زيارته هذه هو تعميق العلاقات بين بكين وبغداد، التي تخوض حربًا ضد الإرهاب.
&
وقال إن العراق يتطلع إلى زيادة إنتاجه النفطي وتصديره للنفط "وأعتقد أن الصين تستطيع أن تساهم في ذلك، نظرًا إلى وجود شركات صينية أساسية تعمل في حقول النفط وفي مجال الإنشاءات والخدمات الأخرى، وتقوم بجهد حقيقي في العراق من أجل بناء البنى التحتية".
&
وأشار العبادي إلى أنه سيبحث كذلك الاستثمارات الصينية في مجالي البنى التحتية والاستثمار.. مشددًا في تصريحات خاصة لوكالة "شينخوا" الصينية بالقول إن "العراق يتطلع إلى الاستثمار، حيث تمتلك الصين قدرة كبيرة في استثمار الأموال في بلدان أخرى، بما فيها العراق، خصوصًا مع وجود النفط، الذي يعتبر ضامنًا لأي استثمار في البلاد".
&
أضاف أن العراق فيه مخزون نفطي هائل.. مشيرًا إلى أنه "وفقًا لتقديرات الخبراء، فإن آخر برميل نفط في العالم سيكون في العراق". وأشار إلى أن "المجال الثالث الذي سيتناوله خلال الزيارة هو الجانب العسكري، لأن العراق يخوض اليوم حربًا، ونتطلع إلى مزيد من التعاون العسكري مع الصين".. موضحًا أن مسؤولين في القطاع المالي سيرافقونه في زيارته هذه لكي يسهلوا التبادل التجاري والعقود، التي قد تكون طويلة المدى بين الجانبين. وقال إن "العراق يسعى إلى تطوير وتعميق العلاقات مع الصين في جميع المجالات، وخاصة الاستثمار وإعادة بناء البنى التحتية".
&
يذكر أن الصين غدت أكبر شريك تجاري للعراق وأكبر مستثمر في قطاعي النفط والكهرباء فيها، إذ وصل حجم التبادلات التجارية بين البلدين في العام الماضي إلى 24 مليار دولار، بزيادة 40 في المائة عن العام الذي قبله، حيث تعمل حاليًا أكثر من 52 شركة صينية كبرى في العراق في مجالات النفط والكهرباء والاتصالات وغيرها.
&
التعليقات