ظهر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في شريط فيديو من منزله وجه فيه دعوة إلى البرلمان لعقد جلسة طارئة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المواطنين من التفجيرات التي يشنها تنظيم داعش وكان اخرها اليوم حيث قتل واصيب حوالى 300 شخص.. وأكد أنّ الإرهاب يحاول الاستفادة من الخلافات الحالية بين السياسيين.

لندن: تم بث مقطع مسجل من هاتف لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوجه خلاله كلمة إلى العراقيين اثر التفجير المروع الذي ضرب سوقا شعبيا في منطقة الصدر في ضواحي بغداد الشمالية يهاجم فيها تنظيم داعش ويدعو مجلس النواب لعقد جلسة طارئة لبحث الخلافات السياسية واتخاذ اجراءات كفيلة بحماية المواطنين.

وأضاف العبادي في كلمته التي بعث بها من منزله واستغرقت دقيقتين وتابعتها "إيلاف" ان "بغداد تتعرض لهجوم شرس من قبل الإرهابيين الا انها صامدة".. وان حكومته "ستستمر في مواجهة الجماعات المسلحة لكسر شوكتها".

وأشار العبادي إلى أنّ الإرهابيين يريدون ترويع اهالي بغداد التي صمدت بوجه الإرهاب والجريمة محاولين اعادة عقارب الساعة إلى الوراء والوقيعة بين اتباع هذا الدين وذاك وبين هذا المذهب وذاك ولكنهم فشلوا في مهمتهم القذرة هذه وهاهي بغداد صامدة بوجه الإرهاب رغم التضحيات والجراح والمآسي.

وشدد بالقول: إنه رغم ذلك فإننا في بغداد ننتصر على هذه الشرذمة التي تحاول ان تعيث فسادا في ارض العراق وفي بغداد مدينة السلام. وأشار إلى أنّ محاولات الإرهاب هذه يائسة من قبل عصابات البعث وفلول القاعدة التكفيرية لاعادتنا إلى الوراء ومحاولة الاستفادة من الخلافات السياسية من اجل الايقاع بالمواطنين قتلا وذبحا وتدميرا.

وأضاف أنّ الرد على ذلك يستدعي انعقاد مجلس النواب بشكل سريع وانا ادعوه إلى الالتئام باسرع وقت لاتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المواطنين ويمارس عمله المطلوب كما يدعو لذلك المتظاهرون وكما يدعو المواطنون الذين انتخبوا اعضاءه وبذلك نكون قد وجهنا صفعة قاسية إلى الإرهاب وافشلنا مخططاته.

وكان مجلس النواب قد رفع جلسته التي عقدها اليوم إلى السبت المقبل فيما لم تصدر بعد استجابة من رئاسته لعقد جلسة طارئة كما طالب العبادي. وشهد سوق علوة الجميلة الشعبية شرق بغداد في وقت سابق اليوم تفجيرا بشاحنة مفخخة أسفر عن مقتل 60 شخصا واصابة نحو 200 آخرين بجروح وتبناه تنظيم (داعش).

ومن جهته وصف رئيس مجلس النواب سليم الجبوري التفجير بأنه واحد من الافعال المشينة وغير الاخلاقية والتي تستهدف المواطنين الامنين العزل تحمل بصمة الإرهاب ووحشيته وفكره العدائي المريض وهي محاولات لتمزيق وحدة الشعب وتعكير صفو انجازاته الاصلاحية التي يعد استمرارها بداية النهاية للتنظيمات الإرهابية والاجرامية على ارض العراق.

ودعا الجبوري في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه القوات الامنية إلى (أخذ الحيطة والحذر والتدابير اللازمة لحماية المواطنين وملاحقة العصابات الاجرامية والقبض عليها وتقديمها للعدالة).

كما دعا نائب رئيس الجمهورية المقال رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي إلى تعزيز حماية المواطنين من غائلة الإرهاب والعنف. وقال في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" انه في الوقت (الذي تتعرض فيه بلادنا العزيزة لمخاطر وتحديات عديدة على مختلف الجبهات فان الحكومة مطالبة بتعزيز حماية المواطنين من غائلة الإرهاب والعنف وتمتين الجبهة الداخلية على جميع الصعد السياسية والامنية والاجتماعية).

وقتل حوالى 60 شخصا وأصيب اكثر من مائتين اخرين في تفجير بشاحنة مفخخة استهدف سوقا في منطقة ذات غالبية شيعية في بغداد وتبناه تنظيم داعش وهز الانفجار منطقة مدينة الصدر في ضواحي بغداد.&

وقام مسعفون في المكان بجمع اشلاء بشرية بينما قام آخرون بنقل جرحى إلى سيارات الاسعاف او معالجة المصابين بشكل طفيف في المكان،. كما ادى التفجير إلى دمار كبير خصوصا في الشاحنات المبردة الناقلة للخضار وتسبب& عصف التفجير وسط السوق بتناثر البضائع. كما امكن مشاهدة عدد من الاحصنة التي تستخدم لجر عربات الخضار& وقد قضت في التفجير او اصيبت بجروح.

اما رئيس ائتلاف متحدون للاصلاح نائب رئيس الجمهورية المقال اسامة النجيفي فقد دعا الحكومة والاجهزة الأمنية إلى الارتقاء بالجهد الاستخباري وكشف حلقات الموت والضرب بشدة على الاٍرهاب المعادي للحياة والانسان.وقال في بيان اليوم ان الاٍرهاب الأعمى مازال يسجل جرائم غير مسبوقة بوحشيتها ودناءتها وتجاوزها على كل القيم السماوية منها او الارضيّة فدماء الشهداء والجرحى التي اريقت اليوم في مدينة الصدر تستصرخ الضمير الوطني والعالمي للقيام بفعل يرقى إلى حجم الجريمة والرد على تنظيم داعش الإرهابي والقضاء النهائي عليه.

وتبنى تنظيم داعش الهجوم وجاء في بيان تداولته حسابات مؤيدة للتنظيم على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي "بعملية مباركة مكن الله لجنود داعش تفجير شاحنة مفخخة مركونة وسط تجمع لعناصر من جيش الدجال والحشد الرافضي في احد اهم معاقلهم في مدينة الصدر".

وعادة ما يقول التنظيم في بيانات تبني التفجيرات التي تستهدف مناطق يقطنها شيعة يشير اليهم بمصطلح "الرافضة" انه استهدف الجيش وقوات الحشد الشعبي المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الامنية لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم منذ حزيران (يونيو) عام 2014.

وتخوض القوات العراقية بدعم من مسلحين غالبيتهم من فصائل شيعية وبمساندة طيران الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن معارك لاستعادة بعض هذه المناطق. ويأتي تفجير بغداد بعد ايام من تبني التنظيم تفجيرين انتحاريين استهدفا مساء الاثنين مناطق ذات غالبية شيعية في محافظة ديإلى شمال شرق العاصمة ما ادى إلى مقتل 30 شخصا على الاقل.&

كما تبنى التنظيم مؤخرا سلسلة تفجيرات في محافظة ديإلى الحدودية مع ايران كان اشدها تفجير انتحاري في سوق منطقة خان بني سعد في تموز (يوليو) الماضي ادى إلى مقتل 120 شخصا على الاقل.

وفي حين تمكنت القوات العراقية من استعادة بعض المناطق التي سقطت بيد التنظيم العام الماضي الا ان الاخير لا يزال يسيطر على مناطق رئيسة مثل الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) وتمكن في ايار/ (مايو) الماضي من السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار (غرب).
&
فيديو كلمة العبادي إلى العراقيين داعيا لجلسة طارئة للبرلمان:&