&فيما تشهد ساحة التحرير بوسط بغداد مساء اليوم تظاهرة احتجاج على فقدان الطاقة الكهربائية في درجات حرارة لامست 53 مئوية، فقد وجه المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني الجمعة انتقادات حادة الى حكومة العبادي لفقدان الخدمات وتصاعد البطالة وانتشار الفساد الذي قال انه أساس البلاء.. وحذرها قائلاً "إن لصبر المواطنين حدودًا"، مطالبًا بالاستجابة لمطالبهم وعدم التعامل مع احتياجاتهم بعنف.

الحكومات المتعاقبة لم تعالج نقص الخدمات وخاصة الكهرباء
وقال معتمد المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة من مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية، إن فقدان الخدمات العامة في العراق وخاصة النقص الكبير في الطاقة الكهربائية يتصاعد مع ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات غير مسبوقة لامست 53 درجة مئوية .. مشيرًا الى انه كان على الحكومات المتعاقبة معالجة هذه المشكلة من خلال خطط عملية فعالة لكن المؤسف ان كل حكومة تضع اللوم على سابقتها، ولا تقوم هي بالعمل على تخفيف معاناة العراقيين.&

ويوم الاربعاء الماضي، قرر رئيس الوزراء حيدر العبادي شمول سكن جميع مسؤولي الدولة بضمنهم سكن رئيس الحكومة والوزراء والرئاسات الثلاث ونوابهم والنواب والمحافظين ورؤساء واعضاء مجالس المحافظات والهيئات المستقلة والوكلاء والمستشارين والمدراء العامين بالقطع المبرمج للكهرباء.. كما منع منعًا باتًا استخدام تخصيصات الوقود من الدولة لتشغيل المولدات للسكن الخاص لجميع المسؤولين في الدولة.

&ومن جهتها، توقعت هيئة الانواء الجوية ان يشهد العراق خلال الايام الاربعة المقبلة درجات حرارة مرتفعة لتسجل اكثر من 50 مئوية في بغداد. وقال &معاون مدير قسم التنبؤ الجوي في الهيئة فخرية عبد الكريم إن" البلاد ستشهد خلال الايام الثلاثة المقبلة موجة حر جديدة اشد من سابقاتها لتلامس 53 درجة مئوية، ما دعا الحكومة لتعطيل الدوام الرسمي من الخميس الى الاحد المقبل.
وتشير مصادر عراقية الى أن حكومة البلاد قد انفقت على مشاريع الطاقة الكهربائية خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية حوالي 30 مليار دولار .&

تصاعد البطالة
واوضح الكربلائي أن هذا يترافق مع العجز عن توفير الفرص المناسبة في العمل والوظائف، التي توفر العيش الكريم للمحتاجين.. واكد وجود نسبة عالية من البطالة فيما الحكومات المتعاقبة تغفل معالجة هذه المشكلة برغم الامكانات الهائلة التي يتمتع بها العراق لو استغلت لما بقي هناك عاطل عن العمل.

ونوه الى أن كل هذه التداعيات سببها الفساد المنتشر في البلاد واصفًا اياه بأم البلايا وسبب الارهاب والانفلات الامني. وحذر من انه رغم ذلك، فإن المواطنين مازالوا صابرين محتسبين ويقدمون ارواحهم وابناءهم لمحاربة الارهاب الداعشي .. وشدد بالقول "لكنّ للصبر حدوداً" ولايمكن الانتظار أكثر من ذلك، ولذلك فإن على الحكومة المركزية والحكومات المحلية في المحافظات التعامل بإحترام مع مطالب المواطنين وعدم التعامل معهم بعنف واخذ تطلعاتهم بإحترام والعمل على التخفيف من معاناتهم.
وخاطب معتمد السيستاني المسؤولين قائلاً "حذاري من الاستخفاف بمطالب واحتياجات المواطنين وإنما العمل على تحقيق مطالبهم بجدية وصدق".

وكان وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي محمد شياع السوداني قد كشف في اذار (مارس) الماضي عن تجاوز نسبة البطالة في العراق 25 بالمائة.. وقال في تصريح صحافي إن نسبة البطالة في البلد ارتفعت في الآونة الأخيرة بسبب الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخراً، مشيرا إلى أن نسبة البطالة تجاوزت 25 بالمائة، وهنا المسؤولية تكون كبيرة للتعاطي مع هذا الأمر .
يذكر إن وزارة التخطيط العراقية كانت قد أعلنت العام الماضي أن نسبة البطالة في المجتمع العراقي بلغت 16 بالمئة .

التواصل مع أبناء المناطق المحررة
وعن التطورات العسكرية والمعارك التي تشهدها محافظة الانبار الغربية منذ اكثر من اسبوعين، قال الشيخ الكربلائي انه في الوقت الذي تواصل القوات البطلة ومعها المتطوعون منازلة الارهابيين في مناطق مختلفة من البلاد وخاصة في مركز المحافظة الرمادي ويحققون الانتصارات، فإنه يجب توسيع مشاركة ابناء المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" وخاصة من ابناء العشائر فيها والمعروفة بغيرتها على العراق ووحدته وكرامته.&

واشار الى أن مشاركة المتطوعين من مناطق العراق الاخرى مع ابناء العشائر هؤلاء يزيدهم اقتدارًا عسكريًا ومعنوياً، ويعزز تلاحم المواطنين ويؤكد وحدة الهدف والانتماء للعراق الواحد الموحد ويفوت الفرصة على كل من يسعى لفرقة ابناء البلاد.
واكد على ضرورة أن يتزامن هذا مع تحرك المسؤولين للانفتاح على مواطني المناطق المحررة والاستماع الى مطالبهم وطموحاتهم بثقة متبادلة والشعور بوحدة المصير والعيش المشترك على اساس من الشراكة الوطنية.

وكان العراق وقع امس مع الامم المتحدة والولايات المتحدة &اقرارًا بمنحة مالية لتحقيق الاستقرار الفوري وتأهيل المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" بلغت دفعتها الاولى 8 ملايين دولار .. وقال مكتب العبادي في بيان صحافي إن "الولايات المتحدة ستبدأ بموجب ذلك تسليم المبالغ بقسط أول قدره 8.3 ملايين دولار إلى الأمم المتحدة التي ستتولى ادارة تنفيذ المشاريع السريعة لإعادة تأهيل الخدمات الأساسية والحاجات الإنسانية، والتي ستتسلم مبالغ الدول المانحة تباعاً بموجب ما تم إقراره في مؤتمر باريس في شهر حزيران الماضي"، حيث كان العبادي شارك آنذاك بمؤتمر التحالف الدولي الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس، حيث رصد المؤتمر مبالغ مالية الى صندوق اعمار المناطق المحررة وأكد أن هناك تأكيداً من دول التحالف على دعم العراق.

تظاهرات احتجاج في باحة التحرير وسط بغداد
وتشهد ساحة التحرير في بغداد مساء اليوم تظاهرة احتجاج شعبية دعا اليها ناشطون عبر شبكات التواصل احتجاجًا على فقدان الخدمات والنقص الكبير في الطاقة الكهربائية.
واستبق مصدر حكومي رفيع الاحتجاجات بالتأكيد على أن التظاهر حق كفله الدستور، وأشار إلى أن الحكومة ستأخذ&في الاعتبار ما سيطالب به المتظاهرون خلال التظاهرة المزمع إقامتها اليوم لكنه اعرب عن خشيته من وجود مندسين داخل التظاهرة .. موضحًا وجود خطوات إصلاحية تقوم بها الحكومة في جميع المجالات ومنها قطاع الكهرباء.

&وقال المصدر إن "التظاهر حق كفله الدستور"، مبينًا أن "الحكومة ستأخذ&في الاعتبار ما سيطالب به المتظاهرون، ونوّد نبين الوضع الذي شكل عقبات بالنسبة للحكومة". وأضاف أن "من بين هذه الأمور سوء التخطيط الذي رافق قطاع الكهرباء للسنوات الماضية، والوضع المالي والأزمة المالية التي تمر بها الحكومة".

وأوضح المصدر في تصريح نقلته "ألومرية نيوز" أن "الحكومة الحالية لا تتحمل وضع المنظومة الكهربائية الحالية، وهي تسلمت زمام الأمور منذ ما يقارب 10 أشهر وتخوض حربًا شرسة مع عصابات داعش تكلفها مبالغ طائلة مع تدهور وانخفاض كبير لأسعار النفط".

وأشار الى أن "هناك خطوات إصلاحية تقوم بها الحكومة في جميع المجالات، ومنها قطاع الكهرباء واننا نسعى لتوفير الأمن وسلامة المتظاهرين ونخشى عليهم من المندسين"، لافتًا إلى أن "التظاهر حق كفله الدستور ونتمنى أن تكون التظاهرة سلمية وتبتعد عن كل ما هو يخل بالأمن ويسبب خللاً أمنياً، وان رجال الأمن سيقومون بحماية المتظاهرين".

وقال المصدر إن "الواردات النفطية انخفضت إلى اقل من النصف والإنفاق الحربي ارتفع لمحاربة داعش وتحرير كل شبر من العراق"، منوهاً إلى أن "قوات الأمن في الوقت الذي تحارب داعش، تقوم بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية لحماية المواطنين".

&