بعد ورود تصريحات عن بدء ساعة صفر معركة تحرير الفلوجة نفت وزارة الدفاع العراقية انطلاق هذه المعركة مع تسريبات عن استسلام نحو 3000 مسلح بعد مفاوضات خاضها شيوخ عشائر ورجال دين بالتنسيق مع الحكومة العراقية.

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: نفت وزارة الدفاع العراقية انطلاق عمليات تحرير الفلوجة في محافظة الانبار غرب بغداد. بعد أن كانت وسائل إعلام عربية وعراقية أعلنت أن ساعة الصفر الخاصة بتحرير الفلوجة بدأت فجر اليوم.

فقد نفى المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع يحيى رسول إعلان وزارته انطلاق ساعة الصفر لتحرير قضاء الفلوجة في الانبار من سيطرة داعش, مؤكداً في الوقت ذاته استعداد القوات الامنية الكامل لتحرير كامل المدن المغتصبة من عناصر داعش الارهابية".

وقال رسول في تصريح لوكالة أنباء واخ المحلية إن وزارة الدفاع لم تعلن حتى الان اعلان ساعة الصفر لتحرير الفلوجة من عصابات داعش, مبينا ان استعدادات وزارة الدفاع على اتم وجه, والخطط كاملة لكن هناك موعد محدد سوف تعلن عنه الوزارة "ساعة الصفر", من خلال بيان رسمي".

واضاف أن"الانكسارات للدواعش كبيرة جدا سواء في الروح المعنوية أو الخسائر البشرية ومعداتهم والقوات الأمنية والحشد الشعبي لم يتوقفوا في القضاء على داعش".

وكانت بعض وسائل الاعلام نشرت إعلان وزارة الدفاع، إنطلاق ساعة الصفر لتحرير قضاء الفلوجة في الانبار من سيطرة عصابات داعش الارهابية، كاشفة عن تعهد 3000 داعشي بتسليم انفسهم وعدم مواجهة القوات المُحررة بعد حصولهم على تعهدات بعدم الملاحقة من قبل شيوخ عشائر ورجال دين في الوقف السني نسقوا مع الحكومة العراقية.

وتحاصر القوات العراقية ومتطوعو الحشد الشعبي ومسلحو العشائر الفلوجة من أربع جهات استعداداً لاقتحامها من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذي سيطر عليها قبل سنة وشهرين.

وانتشرت تسريبات من محافظة الانبار تبين أن ساعة تحرير الفلوجة كانت قد حددت اليوم قبل أن يجري تأجيلها لفسح المجال لوساطات عشائرية من محافظة الانبار لتسليم 3000 مسلح من داعش قدموا تعهدا خطيا الى الوقف السني بالاستسلام وعدم مواجهة القوة المقتحمة.

ونجحت خلال الايام الماضية قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي ومتطوعو العشائر المعارك في تحرير مناطق تحيط بالفلوجة كان تنظيم داعش يستخدمها ممراً لدعم قواته في المدينة التي يعتبرها التنظيم مركزا مهما معنويا وجغرافيا لوقوعها على طريق بغداد الرمادي مركز محافظة الانبار (كبرى محافظات العراق مسلحة).

القيادي في قوات الحشد الشعبي كريم النوري أعلن اليوم السبت أن القوات الأمنية المشتركة والحشد الشعبي تقوم بعمليات ومعارك لتطهير محيط الفلوجة تمهيداً لاقتحامها، مشيراً إلى أن القوات تحرز تقدماً في جبهات القتال.

وقال النوري في تصريح لوسائل إعلام عراقية إن"القوات الأمنية والحشد الشعبي تمكنت من تحرير عدد من المناطق المهمة في محيط الفلوجة قبل البدء بعملية اقتحامها لتطهيرها من سيطرة عصابات داعش الارهابية بشكل نهائي".

وأضاف أن"معاركنا الحالية تمهيدية وسنحسم معركة الفلوجة قريباً بعزيمة قوات الحشد الشعبي"، مشيراً إلى أن" الدواعش يستخدمون المفخخات لمنع تقدمناً بشكل كبير واسرع وقت الى المدينة"، لافتا إلى أن" داعش مستميت على الفلوجة ويعتبرها نهاية لوجودة في الانبار".

وكان مصدر أمني عراقي أعلن عن وصول قوات كبيرة الى المنطقة القريبة من ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة لاستكمال خطة السيطرة على مركز ناحية الصقلاوية وطرد مسلحي تنظيم "داعش" الارهابي.

وقال المصدر إن "اللواء العاشر من الحشد الشعبي التابع لمنظمة بدر وصل اطراف ناحية الصقلاوية وانضم الى اللواء الثاني والخامس من قوات بدر الى جانب قوات من فصائل الخراساني ولواء اسد الله الغالب التي تتولى جميعها التقدم نحو مركز ناحية الكرمة".

وأضاف المصدر ان "عناصر تنظيم داعش بدأوا بأستخدام كل مالديهم من الاسلحة والمعدات العسكرية لايقاف تقدم قوات الحشد الشعبي بإتجاه مركز ناحية الصقلاوية التي تعد المنفذ الاخير بين الفلوجة ومناطق الانبار الغربية".

تأتي هذه التصريحات بعد توقف العمليات في الصقلاوية شمال الفلوجة يوم الخميس الماضي لحين وصول تعزيزات عسكرية كافية من أجل اقتحام الناحية التي تخضع تحت سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" الارهابي.

وقال متابعون عراقيون لإيلاف إن معركة تحرير الفلوجة انطلقت من حيث المبدأ اليوم لكن نجاح شيوخ عشائر من اقناع مئات الشبان من عشائرهم بالقاء السلاح وعدم القتال ضد القوات العراقية التي ستقتحم الفلوجة ساهم في تأخير العملية لافساح المجال لخروج هؤلاء المسلحين الذين حصل شيوخ عشائرهم على عفو من السلطات العراقية.

وكان قادة في الحشد الشعبي وضباط عراقيون وشيوخ عشائر من الانبار أعلنوا عن تحرير الفلوجة قبل حلول عيد الفطر الذي يصادف الجمعة يوم الجمعة المقبل.

يذكر قضاء الفلوجة الذي يبعد عن العاصمة بغداد 60 كم وعن مركز محافظة الانبار 40 كم شهد معارك وسيطرة للتنظيمات الاسلامية المتطرفة منذ عام 2003 حين احتضن مركز قيادة تنظيم القاعدة في العراق خلال سنوات 2005 حتى 2007 قبل أن تتمكن قوات الصحوة المكونة مسلحي العشائر من طرد التنظيم من المحافظة قبل ان يعود تنظيم داعش ليفرض سيطرته على القضاء من مايو 2014 ليتخده منطلقاً لمهاجمة واحتلال منطق عدة في محافظة الانبار آخرها مركز المحافظة الرمادي التي سقطت بيد مقاتلي داعش قبل شهرين.