تباينت مواقف القوى والشخصيات العراقية من الاتفاق النووي بين ايران والدول الست بين الترحيب والحذر فقد اعتبر العراق رسميا انه سيحقق الاستقرار في المنطقة بينما عبرت قوى سياسية عن املها في ان تقوم طهران بعد ان عقدت اتفاقا سلميا مع الشيطان الاكبر ان تسوي خلافاتها ودياً مع جيرانها المسلمين وان يكون حل الخلافات بالوسائل السلمية هو منهج دائمي في سياستها الخارجية وليس إنتقائياً.

وكانت بغداد احتضنت في ايار (مايو) عام 2012 جولة من المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا).

بغداد: سيكون للاتفاق النووي اثر كبير على استقرار المنطقة

فقد أكد العراق ترحيبه بالاتفاق النووي الايراني مشيرا الى الاثر الإيجابي الكبير للاتفاق على استقرار المنطقة والعالم, مشيدا "بالجهد الدبلوماسي الواضح الذي بذلته جميع الاطراف في سبيل الحل السلمي لهذا الملف واعتماد لغة الحوار خلال المفاوضات المعنيّة بشأنه".

وقالت وزارة الخارجية العراقية انها ترحب بما تم التوصل إليه من اتفاق خاص بالبرنامج النووي الإيراني بين دول مجموعة 5+1 والجمهورية الاسلامية في ايران بحسب تصريح صحافي للمتحدث باسم الوزارة أحمد جمال اطلعت "ايلاف" على نصه.

وفي وقت سابق اليوم أعتبر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري التوصل للاتفاق النووي الإيراني وتنفيذه ضروري لتحقيق الاستقرار في المنطقة .. وقال خلال مؤتمر صحافي في العاصمة التركية أنقرة إن "التوصل للاتفاق النووي الإيراني وتنفيذه ضروري لإرساء الاستقرار في المنطقة".

ومن جهته أكد أوغلو في المؤتمر أن "رفع العقوبات عن كاهل إيران بعد الاتفاق سيعود بالنفع على الاقتصاد الإقليمي وسيكون له أثره المباشر على تركيا".

علاوي والنجيفي والمالكي عن الاتفاق النووي

اما نائب رئيس الجمهورية زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي فقد اشار الى انه في الوقت الذي يرحب فيه "بالإتفاق النووي الدولي مع ايران الذي يسهم في منع انتشار السلاح النووي نرى أن الأمن الاقليمي كان يفترض ان يناقش ضمن المفاوضات للتوصل الى نتائج ملموسة ومهمة وايجابية لبناء امن اقليمي سليم يقوم على دعامات متينة ابرزها تبادل المصالح وتوازنها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة بلدان المنطقة".

واضاف علاوي في بيان صحافي تلقت نصه "إيلاف" أن هذا الاتفاق المهم وان كان يواجه في المستقبل القريب صعوبات وتحديات حقيقية الا انه يظل مهما لجهة الحد من انتشار السلاح النووي المدمر.

ومن جانبه اعتبر نائب رئيس الجمهورية الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي في رسالة الى المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي "ان الإنجاز الذي حصل اليوم لم يكن يتحقق لولا ثبات الارادة السياسية الحاسمة للجمهورية الاسلامية الايرانية الرامية للتوصل الى اتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق ايران المشروعة."

واكد المالكي "ان توقيع هذا الاتفاق يعد انتصارا لكل محبي السلام في المنطقة والعالم ونتطلع الى أن يعزز هذا التفاهم لبناء الثقة بين الشعوب وارساء أسس السلام والعلاقات الودية بين جميع دول العالم."

وخاطب المالكي خامنئي قائلا "نجدد لسماحتكم خالص التهاني ومن خلالكم الى الشعب الايراني الصديق بهذا الإنجاز الكبير وأتمنى لسماحتكم الصحة والتوفيق ولشعبكم مزيدا من العزة والرفعة".

أما نائب رئيس الجمهورية رئيس اتحاد القوى العراقية السنية اسامة النجيفي فقد عبر عن الامل في ان يكون الاتفاق النووي الذي ابرم اليوم بين ايران والدول الست الكبرى بوابة لفتح آفاق جديدة في التعامل الدولي ويطوي صفحة النزاع والتشنج التي اتسمت بها المرحلة السابقة.

وقال النجيفي في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه "نأمل ان ينعكس الجو الذي يخلقه الاتفاق امنا واستقرارا لبلدنا والابتعاد كليا عن تصفية الحسابات الدولية والإقليمية على الارض العراقية".

وشدد النجيفي على ضرورة ان تستغل الحكومة العراقية نتائج الاتفاق بحماية سيادة العراق الكاملة والاستفادة من الجوانب الأمنية والاقتصادية بشكل فعال وعبر التزامات تحترم إرادة الشعب العراقي ومصلحته وعدم السماح مطلقا بتحقيق تمدد او مصلحة لطرف دولي او إقليمي على حساب طرف آخر ليس لشعبنا خيار او مصلحة فيه . واكد ضرورة ملاحظة الأطراف الموقعة على الاتفاق حالة الامن والاستقرار في العراق والعمل الجدي من اجل تقديم مساعدات حقيقية لإنهاء معاناة الشعب الذي يواجه الاٍرهاب القادم من شتى بلاد العالم.

شخصيتان سنية وشيعية

وعلى الصعيد نفسه فقد اعتبر القيادي في الائتلاف الوطني الشيعي عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عباس البياتي الاتفاق بين ايران ومجموعة الدول الست بانه صفقة كبرى ستجنّب المنطقة ويلات حرب ثالثة في الخليج بعد الحرب الثانية التي لازلت المنطقة تعاني من اثارها الكارثية .

وعبر البياتي في بيان له اليوم عن تقديره لما وصفها شجاعة قادة الدول والمفاوضين في التوصل الى ذلك الاتفاق وقال إنهم رجحوا خيار السلم على الحرب والاستقرار على التوتر المستمر.

وأكد ان العراق سيكون من اكثر دول المنطقة استفادة من النتائج السياسية والأمنية لهذا الاتفاق وذلك لعلاقاته المتميزة مع كل من ايران وأميركا .. وقال ان عليه ان ينشط دبلوماسيا من اجل قطف ثمار المرحلة الجديدة بالانفتاح علي الدول التي كانت الى الامس القريب تتحسس من العلاقة الإيرانية - العراقية.

وشدد البياتي على ان الحوار والدبلوماسية قادران على حل اعقد المشاكل داعيا الكتل السياسية العراقية الى ان تستفيد من هذه التجربة الثرية .. معربا عن ثقته بأن التعاون العراقي الايراني الأميركي سيشهد تطورا كبيرا خلال الفترة المقبلة.

اما القيادي في اتحاد القوى العراقية السنية عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية ظافر العاني فقد طالب ايران بتسوية خلافاتها مع جيرانها المسلمين بعد عقدها اتفاقا سلميا مع الولايات المتحدة والغرب حول ملفها النووي.

وبارك للشعب الايراني "المسلم والجار" عقد اتفاق التسوية مع الادارة الاميركية لحل الخلاف النووي المزمن مع المجتمع الدولي .. معرباً عن الامل بان ينهي هذا الاتفاق الحصار غير المبرر الذي عانى منه الايرانيون سنوات طويلة وجربه العراقيون قبلهم.

وعبرالعاني عن الامل بأن يدفع الاتفاق ايران بالاتجاه الى عقلنة سياستها الخارجية تجاه جيرانها وان يكون بداية لتصفير مشكلاتها مع كل الاطراف المتخاصمة معها وان ينعكس على هجر سياسة التدخل الامني في ملفات المنطقة وفتح صفحة جديدة قائمة على التعاون الاقليمي وليس الاستقطاب والمحاور التي تضرر منها الجميع ورسمت صورة سلبية في الاذهان عن حكومة طهران.

وقال العاني مؤكدا "يحدونا رجاء بان ايران التي استطاعت ان تعقد اتفاقا سلميا مع من تسميه الشيطان الاكبر حريٌٰ بها ان تسوي خلافاتها ودياً مع جيرانها المسلمين الذين ترتبط واياهم بوشائج الحضارة والجوار والمصلحة في منطقة آمنة تساعد على النماء بما فيه خير شعوبها وان يكون حل الخلافات بالوسائل السلمية هو منهج دائمي في سياستها الخارجية وليس إنتقائياً وهذا ما ننتظره منها في قادم الايام ".

وفي وقت سابق اليوم توصلت إيران والقوى الكبرى الست إلى اتفاق نووي تاريخي من شأنه تخفيف العقوبات على طهران مقابل كبح برنامجها النووي ومن المتوقع أن يسمح الاتفاق بزيادة صادرات إيران النفطية بشكل كبير.