بعد ساعات من إنطلاق العمليات العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية الغربية، أعلن في بغداد عن تحطيم الدفاعات الأمامية لتنظيم داعش حول المدينة التي يحتلها منذ مطلع عام 2014، حيث وصل العبادي إلى غرفة العمليات للاشراف على تطور المعارك هناك، بينما دعا رئيس البرلمان إلى التعجيل بتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين.

إيلاف من لندن: وصل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى قيادة عمليات تحرير الفلوجة للاطلاع على سير العمليات العسكرية الجارية هناك والاشراف على سيرها بعد اعلن فجر اليوم بدء العمليات العسكرية هناك بمشاركة الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري، وبدعم من طيران التحالف الدولي.&

العبادي يؤكد اقتراب لحظة الانتصار الكبير

وقال العبادي في كلمة له إن علم العراق سيرتفع عاليًا فوق ارض الفلوجة، واليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة. وأضاف: "لقد دقت ساعة تحرير الفلوجة واقتربت لحظة الانتصار الكبير وليس امام داعش منفذ للفرار، وعقدنا العزم على تحقيق الانتصار واتفقت كلمة العراقيين على تحرير الفلوجة وستعود الفلوجة كما عادت مئات المدن والقرى والقصبات".&

وأكد العبادي في كلمته التي اطلعت "إيلاف" على نصها، "أن الانتصار في معركة الفلوجة هدية المقاتلين الابطال لأهلها ولأهل الأنبار ولكل نازح ومهجر ولكل عراقي في محافظات ومدن وقرى العراق الحبيب".. وأضاف: "كلنا يد واحدة لتحرير هذه المدينة التي نريد لها الحرية، وان المشاركة بالكلمة والموقف في معركة تحرير الفلوجة شرف لكل عراقي مثلما هو شرف لهم في كل معارك التحرير السابقة".

&

العبادي يتابع تطورات المعارك لتحرير الفلوجة

&

وأشار العبادي قائلاً: "لقد وفرت القوات الامنية طرقًا آمنة لخروج المدنيين من الفلوجة بشكل آمن، ومن لايستطيع الخروج يبقى في بيته وتتولى القوات العراقية حمايته، كما وفرنا مساعدات انسانية للمواطنين من اهالي الفلوجة، مؤكدًا أن كل صنوف القوات المسلحة والحشد الشعبي وابناء العشائر من اهالي الأنبار يشاركون في عملية تحرير الفلوجة من داعش الارهابي".

33 ألف مقاتل يشاركون في المعركة&

ويشارك في معركة الفلوجة 33 ألف مقاتل من القوات العراقية بمساندة القوات الشعبية والعشائر، وهي تضم جهاز مكافحة الإرهاب في موقع رأس الحربة مع وجود قوات الرد السريع و20 ألف مقاتل للشرطة الاتحادية، فضلاً عن أبناء الحشد العشائري الذين تم تدريبهم من قبل الأميركيين.

وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع في أيدي تنظيم داعش في يناير عام 2014، أي قبل ستة أشهر من اجتياح التنظيم المتشدد مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة. وتقع الفلوجة على نهر الفرات وعلى بعد 60 كيلومترًا غرب بغداد، وكان عدد سكانها قبل الحرب يصل إلى نحو 300 ألف شخص.

وأكدت قيادة الحشد الشعبي كسر خطوط الصد الامامية لداعش في المحور الشمالي للفلوجة، وقالت في بيان إن القوات العراقية المهاجمة تمكنت من كسر خطوط الصد الامامية لداعش في المحور الشمالي باتجاه منطقة البو خنفر، كما تمكنت قوات اخرى من استهداف عناصر تنظيم داعش التي تحاول عرقلة القوات باتجاه المستشفى الاردني، وقتلت عددًا منهم في حين تمكنت قوى أخرى من تدمير سيارة مفخخة في منطقة الصبيحات.

ومن جانبها، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية تحرير منطقتي السجر شمال الفلوجة والصبيحات شرقها من سيطرة داعش، إضافة إلى تحرير عشر مناطق أخرى جنوب الكرمة. وأشار قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان إلى مقتل 40 عنصراً من التنظيم خلال العمليات.

واوضح ان القوات تمكنت ايضًا من تحرير مناطق الشهابي ومعمل الشتايكر والليفية ومخازن الكرمة ومعمل السمنت وقرية البوعودة وجميلة ومعمل الزيوت الشامبو والبوحديد والناصر جنوب الكرمة شرق الفلوجة.

قتل والي داعش في الفلوجة

ومن جانبها، اعلنت قيادة عمليات بغداد مقتل والي داعش في الفلوجة واكثر من 30 عنصرًا للتنظيم خلال عملية تحرير الفلوجة.

وقالت القيادة إن القوات المشتركة تمكنت خلال عمليات كسر الإرهاب لتحرير الكرمة والفلوجة من قتل الإرهابي المدعو "حجي حمزة"، وهو ما يسمى بوالي الفلوجة، وعدد من مساعديه وجرح آخرين.. موضحة أن مصادر الاستخبارات رصدت هروب أعداد كبيرة من الإرهابيين في منطقة الروفة غرب بغداد وتدمير مواقع اتصالاتهم، كما تمكنت القوات المشتركة من قتل 30 عنصرًا للتنظيم في منطقة البو شجل شمال غرب بغداد.

وتجري عملية تحرير الفلوجة من 6 محاور قتالية : الاول هو المحور الشمالي باتجاه ذراع دجلة ومنطقة البو سودة، والثاني شمال الصقلاوية باتجاه منطقة البو شجل، والثالث محور الكرمة من جسر الكرمة باتجاه مركز الكرمة والرابع من الصبيحات من المعمل الازرق والخامس من منطقة الليفية وجميلة باتجاه منطقة الشهابي، فيما المحور السادس جنوب غرب الفلوجة باتجاه المستشفى الاردني.

توفير معابر آمنة لخروج المدنيين

دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى التعجيل بتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين من مدينة الفلوجة. واعتبر الجبوري خلال اجتماعه الاثنين مع قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي عملية تحرير مدينة الفلوجة بأنها المسمار الأخير لنعش الإرهاب في محافظة الأنبار.&

وأكد دعم ومساندة المجلس لأبناء القوات الأمنية والعسكرية في معركتهم الكبرى ضد قوى الإرهاب والتطرف.. مشددًا على ضرورة تجنيب المدنيين اضرار المعركة والعمل العاجل على توفير معابر آمنة لخروجهم، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تسلمته "إيلاف".

وأضاف الجبوري "لقد برهنت قواتنا الأمنية على دقتها واحترافيتها في معركة تحرير قضاء الرطبة، بعد ان حيّدت المدنيين وأبعدت عنهم نيران المعركة وهو ما نتمنى ان نراه حاضراً في معركة تحرير الفلوجة". وأكد ضرورة الاستفادة من النقمة الواسعة بين اهالي الفلوجة جراء الممارسات الارهابية والتعسفية لتنظيم داعش الارهابي طيلة فترة احتلاله للمدينة.. منوهاً إلى أنّ ذلك سيكون عاملاً هاماً في الاسراع بتحقيق النصر وحسم المعركة.

وكان قائمّقام قضاء الفلوجة اوضح أمس أن هناك اكثر من 50 الف مواطن ما زالوا محاصرين في الفلوجة.. وقال في تصريح صحافي إن القوات الامنية اصبحت قاب قوسين من تحرير الفلوجة وانهاء سيطرة داعش عليها".

وقد اطلقت خلية الاعلام الحربي تسمية "كسر الارهاب"على عملية تحرير الفلوجة، وقالت إن معركة تحرير الفلوجة سيكون اسمها "كسر الإرهاب"، وستكون بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والأفواج الخاصة وطوارئ شرطة الأنبار والحشد العشائري.

ويضم قضاء الفلوجة والنواحي التابعة له اكثر من نصف مليون نسمة، وينحدر أغلب سكان الفلوجة من عشائر الكبيرة في العراق، وهي عشائر الدليم بكل فروعها: البو علوان والمحامدة والفلاحات والحلابسة والبونمر والبوفهد والجميلة، والجبور والكبيسات، والبوعيسى والعزة والجنابيين وزوبع وقبيلة بني تميم بفروعها: العيايشة والبو ذهيبة والبو سهيل والبو فياض، بالإضافة إلى مجموعة من العشائر الأخرى.
&
ويطلق على المدينة أيضًا لقب مدينة المساجد لكثرة المساجد فيها، والتي يصل عددها إلى 550 مسجدًا، وكانت من أبرز معاقل تنظيم القاعدة بعد تغيير النظام العراقي عام 2003 وقد احتلها تنظيم داعش مطلع عام 2014. وقد تضررت الفلوجة كثيرًا من هجومين شنتهما القوات الأميركية على مسلحي تنظيم القاعدة في عام 2004.