حسم رئيس الوزراء العراقي اليوم الجدل الدائر حول مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في تحرير مدينة الموصل الشمالية ورفض السنة ذلك بتأكيده مساهمتهم في هذه العمليات مؤكدًا أن القوات الامنية تزحف إلى هناك حاليا داعيا المجتمع الدولي إلى المساعدة في تقديم الغوث للنازحين الذين سيزداد عددهم جراء العمليات العسكرية في الموصل.

إيلاف من لندن: قال سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم العبادي في ايجاز صحافي الاربعاء تابعته "إيلاف" انه في اطار اعلان الحكومة العراقية بان يكون هذا العام عاما للحسم في تحرير المدن وطرد داعش من العراق، وبعد ان استطاعت القوات العراقية بتضحيات مقاتليها السخية وبطولاتهم المشرفة وبدعم ومساندة ابناء الشعب العراقي وبإشراف مباشر وادارة ميدانية للقائد العام للقوات المسلحة ان تحرر مدينة الفلوجة وتنقذ عشرات الالاف من ابنائها من براثن الارهاب وها هي تتوجه إلى محافظة نينوى لتحرير مدينة الموصل حيث بدأت القوات جهدها القتالي وعملياتها العسكرية بالزحف نحو الموصل لتحرير اهلها من سيطرة الارهاب الغاشم وتحقيق نصر مؤزر على الارهاب لطرده من ارض العراق نهائيا ولإضافة نصر جديد يتوج سلسلة الانتصارات المتتالية التي أحرزها العراق ضد داعش.

واليوم قال مصدر امني ان الجهات الأمنية استقبلت كماً هائلاً من المعلومات عن اعداد وأماكن تواجد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل العاصمة المحلية لمحافظة نينوى. وأشار إلى أنّ القوات الأمنية تحصلت على معلومات كثيرة عن اعداد واماكن تواجد عصابات داعش الإرهابية في الموصل عن طريق أهالي الموصل. وأضاف ان هذا التعاون قد تنامى بعد ان ألقت القوات الأمنية منشورات فيها أرقام هواتف لغرف عمليات الأجهزة الأمنية لاتصال المواطنين في المدينة بها.

الحشد سيشارك في تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل

وأضاف الحديثي ان الحرب على الارهاب هي حرب كل العراق والمشاركة فيها حق بل هي واجب على العراقيين جميعا وما كان لهذه الانتصارات ان تتحقق لولا توحد العراقيين وتسابقهم في تلبية نداء الوطن للذود عن ترابه وحماية ارضه وتحرير مدنه.. وأشار إلى أنّ موقف القائد العام للقوات المسلحة والحكومة العراقية يظل ثابتا في السعي لتحشيد الجهد الوطني وتعبئة طاقات العراقيين في حرب العراق على الارهاب.&

وقال "اليوم تقاتل قواتنا بجميع تشكيلاتها المنضوية في منظومة الامن الوطني من جيش وشرطة اتحادية ومكافحة الارهاب وحشد شعبي وعشائري وشرطة محلية وبيشمركة وستقاتل لتحرير محافظة نينوى واستعادة مدينة الموصل فالحكومة العراقية بحكم مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والتزامها الوطني لايمكنها الا ان تسخر قدرات كل هذه التشكيلات العسكرية وتستنفر الطاقات القتالية لابناء العراق من جنوبه إلى شماله كي تحقق الانتصار الناجز على الارهاب وبحكم هذه المسؤولية وهذا الالتزام فان الحكومة حريصة كل الحرص على مشاركة مختلف التشكيلات في عملية تحرير محافظة نينوى وسيكون لكل من هذه التشكيلات دوره القتالي الذي يقوم به ومهمته العسكرية التي ينجزها تبعا لمقتضيات المعركة واستجابة لمتطلباتها الميدانية وبما يناسب طبيعة قدراته ويحقق المصلحة الوطنية العليا ويحفظ وحدة الصف الوطني العراقي في الحرب على الارهاب".

وأكد أنه حيث سيكون لكل تشكيل اسهامه المباشر في صفحة من صفحات العمليات العسكرية ومشاركته الفاعلة في مرحلة من مراحل التحرير ووفقا للخطط القتالية التي تضعها قيادة العمليات المشتركة فهي من تتولى ادارة المعارك وتحديد الادوار فيها لكل تشكيل في إطار منظومة الامن الوطني التي تخضع لامرة واشراف القائد العام للقوات المسلحة، حيث لايمكن للحكومة ان تقف بوجه أي عراقي يريد ان ينال شرف المساهمة في طرد الارهاب من ارض العراق او ان تحرمه من القيام بواجبه الوطني تجاه العراق ولايمكن لها ان تفرط باي جهد عسكري عراقي.

وكان تحالف القوى العراقية الذي يمثل التكتلات السنية المشاركة في العملية السياسية قد اكد مؤخرا رافض لمشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل المرتقبة. وقال التحالف في بيان إن هناك خصوصية لمعركة الموصل وعليه قرر أعضاء التحالف بالإجماع أن يتحمل أبناء محافظة نينوى الجهد الرئيس فيها مع رفضهم مشاركة الحشد الشعبي بشكل نهائي.

وحذّر التحالف من عواقب أي قرار لإدخال الحشد الشعبي في المعركة قائلا "إن من شأن ذلك أن يساعد عصابات داعش كما أنه سيضفي طابعا طائفيا على المعركة". &&

وأشار إلى أنّ "الحشد الوطني المكون من أبناء نينوى على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والقومية هو الأقدر على مسك الأرض والتعامل مع مواطني المحافظة".. مؤكداً أنّ "أية قوة مهاجمة ينبغي أن تحظى بالدعم والإسناد من المواطنين الذين يتخوفون من عمليات التدمير ومنع أو تأخير عودة النازحين التي ارتبطت بممارسات لبعض فصائل الحشد الشعبي. &

استعدادات مبكرة لمواجهة موجة نزوح كبيرة من الموصل

وأضاف المتحدث العراقي انه في اطار الاستعدادات لمعالجة الملف الانساني المرتبط بعمليات تحرير نينوى فان الحكومة العراقية بدأت بالفعل اجراءاتها بهذا الصدد منذ وقت ليس بالقصير حيث تتهيأ لمواجهة موجة نزوح كبيرة من المتوقع ان تنجم عن بدء العمليات العسكرية في محافظة نينوى ويتم إعداد مراكز الايواء والاغاثة للنازحين من الموصل والمناطق المحيطة بها وتوفير الاحتياجات الاساسية اللازمة لاستقبالهم.&

وأوضح أنه في هذا الاطار فقد اقر مجلس الوزراء امس الثلاثاء ايصال المواد الغذائية لألفي عائلة نزحت في نينوى بالإضافة إلى خمسة عشر الف عائلة اخرى نزحت من الفلوجة.

مناشدة المجتمع الدولي لتقديم الغوث للنازحين

وشدد على دعوة الحكومة العراقية للمجتمع الدولي وللمنظمات الانسانية والاغاثية الدولية لتقديم العون والمساعدة للعراق وزيادة مساهمتها في دعم جهود الحكومة العراقية لاحتواء الاعداد الهائلة من النازحين وتأمين احتياجاتهم الاساسية باعتباره حلا موقتا لمشكلة النازحين فضلا عن مساندة وتسريع الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لمعالجة مشكلة النزوح معالجة جذرية من خلال عودة النازحين إلى مدنهم المحررة والتي يجب ان يسبقها توفير الخدمات الاساسية وتأمين الاحتياجات الرئيسة لتحقيق الاستقرار في هذه المدن وتحفيز النازحين للعودة إلى ديارهم.

وأشار إلى أنّ الحكومة تتطلع لان يكون دور المجتمع الدولي اكثر فاعلية بما يتناسب وحجم ازمة النزوح وعدد المدن التي تعمل الحكومة العراقية على اعادة تأهيلها من جديد بعد الخراب الذي لحق بها ومستوى التدمير الذي تعرضت له بناها التحتية.

وشدد على ضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات والاخبار غير الموثوقة التي تصدر من جهات غير رسمية بخصوص سير العمليات العسكرية ما قد يؤثر سلبا في الانتصارات الكبيرة التي تحرزها القوات العراقية والروح المعنوية للمقاتلين.

والاسبوع الماضي قالت منسقة الأمم المتحدة للإغاثة الإنسانية في العراق ليزا غراند خلال مؤتمر في أربيل إن أكبر أزمة إنسانية ستحدث في العالم خلال العام الحالي ستشهدها مدينة الموصل بعد بدء العمليات العسكرية لاستعادتها من داعش.

وأعلنت عن خطة الإغاثة الإنسانية المشتركة لعملية الموصل وأشارت إلى أنّه فيما تغطي الخطة &المطروحة مدة 6 أشهر لإغاثة النازحين فإن الحاجة لا تزال لاكثر من 275 مليون دولار لمساعدة ما يقارب 400 ألف نازح.