اعتبر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي اليوم انتقادات وجّهها المرجع الشيعي الأعلى السيستاني إلى العبادي لعدم جدية إصلاحاته وفشله في إنجاز مكافحة الفساد بمثابة "كارت" أصفر بوجهه، الأمر الذي دفعه إلى التأكيد على أن العام الحالي سيكون للقضاء على الفساد نهائيًا.. فيما فجّر مسلحون خمسة مساجد للسنة في شمال بغداد بعد أيام من تفجير أربعة أخرى في جنوبها.

&
أسامة مهدي: قال النائب فادي الشمري، المتحدث باسم ائتلاف المواطن، الممثل للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، برئاسة عمار الحكيم، الأحد، إن ائتلافه قدم إلى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ورقة إصلاحات جذرية، مطالبًا بتنفيذها، خاصة مع انتقاد المرجعية الشيعية العليا في النجف لعدم جدية الإصلاحات المعلن عنها.&
&
وقال الشمري، في تصريح صحافي أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف"، إن حزمة الإصلاحات التي أطلقت من قبل العبادي لم تأخذ طريقها وفقًا للمواقيت التي وضعت لها، ما دعا مرجعية آية الله السيد علي السيستاني إلى التأكيد على السلطات الثلاث لرئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة بتحمل المسؤولية في اتخاذ خطوات جادة في مسيرة الإصلاح الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وملاحقة كبار المفسدين، حيث أكدت انقضاء عام كامل على تلك الإصلاحات، من دون تحقيق شيء على أرض الواقع.
&
أضاف أن انتقادات السيد أحمد الصافي معتمد المرجع السيستاني في خطبة الجمعة الأخيرة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) تعبّر عن يأس كبير من الخطوات الإصلاحية التي أعلن عنها رئيس الوزراء قبل عام مضى.. موضحًا أن هذا اليأس جاء بعدما باتت هذه الإصلاحات حبرًا على ورق، ولم تستطع أن تكون بمستوى طموحات وآمال الشعب العراقي.
&
ولفت الشمري إلى أن المرجعية نظرت إلى الصورة الواقعية، وقرأت بشكل جيد الواقع العراقي، وبطريقة لافتة للنظر، وجاء ذلك من خلال كلمة ممثلها (لا نزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر)، وهذا يعني أنها رفعت "الكارت" الأصفر المشدد بوجه الحكومة، المطلوب منها الآن أن تنتفض على حالها، وأن تشرع بتطبيق مشروع الإصلاحات الجذرية التي قدمها المجلس الأعلى الإسلامي ومفكرو البلد، وتنضيج القرارات وتفعيل الدراسات بشأنها.
&
وانتقد معتمد السيستاني السيد أحمد الصافي الجمعة عدم جدية الإصلاحات التي يقوم بها العبادي منذ الصيف الماضي، مهددًا بموقف آخر منها.. وقال إن المرجعية الشيعية العليا تطالب منذ العام الماضي السلطات الثلاث لرئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة والجهات المسؤولة الأخرى باتخاذ خطوات جادة في إصلاح أوضاع البلاد ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين.. مشيرًا إلى أن العام انقضى، ولم يتحقق شيء واضح على أرض الواقع، وهو أمر يدعو إلى الأسف الشديد.&
&
أضاف أن المرجعية تكتفي في الوقت الحاضر بهذا الموقف، في اشارة الى امكانية اتخاذ موقف اكثر وضوحًا من عزوف الحكومة عن اتخاذ اجراءات عملية وجدية ضد الفساد وملاحقة كبار الفاسدين.
&
وعلى الفور أكد العبادي أن العام 2016 سيكون عام القضاء على الفساد في بلاده. واشار الى ان الفساد ليس له دين أو مذهب"، وأشار الى وجود "تواطؤ" بين الفاسدين و"الإرهابيين" في العراق.
&
وكان العبادي اتخذ حزمًا عدة من الإصلاحات في آب (أغسطس) الماضي نتيجة الحراك الجماهيري الذي عمّ 11 محافظة للمطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات، منها تقليص التشكيلة الوزارية من 33 إلى 22 وزيرًا فقط، كخطوة أولى وتخفيض حمايات كبار المسؤولين بنسبة 90 بالمائة ورواتبهم، فضلًا عن إجراءات أخرى عدة.&
&
تفجير خمسة مساجد للسنة في شمال بغداد
هذا وفجّر مسلحون مجهولون خمسة مساجد بعبوات ناسفة في قضاء المقدادية في محافظة ديالى في شمال شرق بغداد. وتم تفجير المساجد الخمسة بعبوات ناسفة في قضاء المقدادية، وهي مساجد نازندة خاتون والقادسية والمثنى بن حارثة والجامع الكبير والقدس. كما قتل 23 شخصًا وجرح 45 آخرون في انفجار عبوة ناسفة وسيارة مفخخة استهدفتا مقهى شبابيًا في وسط القضاء.
&
وفي الرابع من الشهر الحالي، قالت وزارة الداخلية العراقية إن حصول هجمات ضد بعض مساجد أهل السنة في مدينة الحلة في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) تأتي "تزامنًا مع الضربات الموجعة التي تلقتها عصابات داعش في محاور القتال" التي استطاعت خلالها القوات العراقية قبل أيام من استعادة مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الغربية من سيطرته بعد ستة أشهر من احتلالها.&
&
وشددت الداخلية على أن هذه الاعتداءات محاولات يائسة لاستعداء الطوائف العراقية ضد بعضها، وثمة جهود تعمل لإحياء الاحتقانات المذهبية على خلفية أحداث تشهدها المنطقة، فإن هذه المحاولات تقوم بها عناصر مدسوسة لزرع الفتنة واستغلال الظروف الإقليمية الراهنة، لكن القوى العراقية المختلفة تثبت وحدتها وتضامنها، وتجلت إرادتها بشكل واضح في الإصرار على وحدة النسيج الوطني العراقي وحماية المجتمع من كل أشكال التصدعات.
&
وفجّر مسلحون مجهولون ثلاثة جوامع في مناطق مختلفة من محافظة بابل ومركزها مدينة الحلة (100 كم جنوب بغداد) بعبوات ناسفة. وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين فجّروا بعبوات ناسفة جامع عمار بن ياسر في حي البكرلي في وسط مدينة الحلة، وجامع الفتح في قرية سنجار (5 كم شمال الحلة) وجامعًا ثالثًا في ناحية الإسكندرية (55 كم شمال الحلة)، ما أسفر عن إلحاق أضرار مادية كبيرة بالجوامع من دون وقوع خسائر بشرية". وأشار إلى أن المسلحين قاموا بقتل إمام وخطيب جامع الرحمن بالرصاص أمام منزله في قضاء الإسكندرية (55 كم شمال الحلة) في المحافظة نفسها.
&
&&
&
&