في الوقت الذي يبدأ فيه المصريون الاستجابة إلى دعوات العصيان المدني التي تبدأ يوم الثلاثاء المقبل يغيب محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير، رغم إعلانه لدعم العصيان عبر تويتر.


القاهرة: رغم أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي هو صاحب دعوة الشعب المصري إلى العصيان المدني والخروج للتعبير عن الغضب الشعبي احتجاجا على استمرار الأوضاع السياسية وتدني مستوى المعيشة في مصر ووجود أكثر من 55% من المصريين تحت خط الفقر، إلا أنه يغيب عن اليوم الذي دعت إليه الحركات السياسية لتنظيم العصيان تحت عنوان quot;يوم الغضبquot; بسبب سفره إلى الخارج.

وقال البرادعي في تدوينة على موقع تويتر quot;أؤيد بقوة دعوة الشعب للتظاهر السلمي الحاشد ضد القمع و الفساد، عندما لا نجد أذنا صاغية لمطالبنا ما هي البدائل أمامنا؟quot;

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن البرادعي تصريحاته في عدد مجلة دير شبيغل التي تصدر الاثنين وأكد فيها تأييده للغضب الشعبي مشيرا إلى أنه إنه لا يستبعد أن تندلع موجة من الاحتجاجات في مصر بعد بضع مظاهرات أولية.

من جهته قال عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير لـquot;إيلافquot; أن سفر البرادعي راجع إلى ارتباطاته الخارجية المتعددة لافتا إلى أن البرادعي يبذل قصارى جهده من أجل دعم قضية التغيير في مصر.

وأشار إلى أن البرادعي له خطة وطريقة عمله التي يؤمن بها وربما يختلف معه فيها كثيرون ويتفق معه آخرون مؤكدا على أنه جزء من عملية التغيير المنشودة في مصر.

ولفت إلى أن الشعب المصري قادر على إحداث عملية التغيير بسبب سوء الأحوال التي وصلت إليه البلاد في الوقت الحالي بسبب أخطاء النظام الحالي مستشهدا بما تشهده مصر من تراجع في كافة المجالات وعلى كافة المستويات.

وشدد على أن حتمية عملية التغيير من أجل تحسين مستوى حياة الأفراد مؤكدا على ارتباط التغيير السياسي بالتغيير الاقتصادي وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطن المصري.

وقام أعضاء حركة شباب 6 أبريل وعدد من الحركات الاحتجاجية بالتنسيق فيما بينهم على أماكن الوقفات الاحتجاجية في المحافظات والتي من المتوقع أن يتم تنظيمها في أكثر من 20 محافظة من بين 29 محافظة من محافظات مصر.

ودعوا النشطاء السياسيين المعروفين لدى الجهات الأمنية الإقامة في أماكن غير أماكنهم الأصلية زاعمين وجود تعليمات أمنية بإلقاء القبض على كافة النشطاء السياسيين المسجلين ليل الاثنين من أجل إجهاض التظاهرات .

وأعلن أعضاء الحركة عن قيامهم بتوزيع آلاف المنشورات التي تتضمن الإعلان عن فعاليات يوم 25 يناير والهدف منه تعريف المواطنين بأهداف اليوم معلنين اقتدائهم بثورة الياسمين التي قام فيها الشعب التونسي بإزاحة الرئيس زين العابدين بن علي وإجباره على الهروب من البلاد فيما يصف أعضاء الحزب الوطني والسياسيين المصريين ما يقوم به نشطاء المعارضة مجرد حديث دون سند مؤكدين على أن التجربة التونسية تختلف عن مصر وهو ما برز مؤخرا في تصريحات أكثر من مسئول حكومي أبرزهم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط.

وقال أحمد ماهر المنسق العام للحركة لـquot;إيلافquot; أن هناك خوفا لدى النظام المصري مما يحدث مشيرا إلى أن كافة الأنشطة التي قامت بها الحركة لاقت ردود فعل وإن كان بعضها بشكل غير مباشر مشيرا إلى أن الحركة عازمة على الاستمرار في مطالبها من أجل إحداث عملية التغيير.

وأكد ماهر على أن تعرض أعضاء الحركة إلى الاعتقال والاحتجاز هو أكبر دليل على خوف السلطات الحكومية من الشباب مشيرا إلى أنهم يدركون أن الشباب قادر على إحداث عملية التغيير لاسيما وأنهم مستعدون للتضحية مهما كانت هذه التضحيات.

وتشهد مصر منذ اندلاع ثورة الياسمين في تونس تغييرا في لغة الخطاب الرسمي للمسئولين السياسيين لاسيما بعد تكرار حوادث إقدام الموطنين على الانتحار وحرق أنفسهم في الأماكن العامة والتي شهدت تكرارا ملحوظا خلال الأيام القليلة الماضية.

وتحاول الحكومة من خلال المؤسسة الدينية في مصر بشقيها الأزهر والكنيسة تهدئة المواطنين وحثهم على عدم الاستجابة إلى دعوات العصيان المدني حيث كانت أحد الموضوعات التي ناقشتها خطبة الجمعة في المساجد فيما أعلن عدد من قيادات الكنيسة عن رفضهم المشاركة داعيين الأقباط إلى عدم الاستجابة لمثل هذه الدعوات.

ومن المتوقع أن تشهد الاحتجاجات مصادمات بين قوات الشرطة والمحتجين الذين أعلنوا نزولهم إلي الشارع يوم الثلاثاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إلى أكثر من 50 ألف فرد بالإضافة إلي محاولات التنسيق الجارية مع عمال المحلة والذين قاموا بإضرابهم الشهير في عام 2008 في أعنف موجة احتجاجات عمالية شهدت مصر في العقد الأخير.

ويشارك فيما أطلق عليه يوم الغضب والذي يصادف عطلة رسمية بمناسبة أعياد الشرطة 17 تيارا سياسيا ما بين حركات شبابية وأحزاب أبرزها الجمعية الوطنية للتغيير وحملة دعم البرادعي ومطالب التغيير وحزب الغد جبهة أيمن نور وحزب الكرامة فيما لم يعلن حزب الوفد مشاركته وتغيب جماعة الأخوان المسلمين عن المشاركة.

إلي ذلك، دعا عدد من أعضاء اللجنة الالكترونية بالحزب الوطني إلى تنظيم يوم تأييد للرئيس مبارك والذي يتولى الحكم منذ أكتوبر 1981 حيث يحاول أعضاء اللجنة جذب عدد كبير من الشباب لتأييدهم إلا أن عدد الذين أعلنوا مشاركتهم من خلال فايسبوك لم يتجاوز المئات.