تتزايد ضغوط سياسية ونيابية وحقوقية على السلطات العراقية لتقديم 25 عنصرًا في تنظيم القاعدة إلى القضاء والاقتصاص منهم وإعدامهم في ميدان عام سريعاً اثر اعترافهم بمهاجمة حفل زفاف في منطقة التاجي في ضواحي بغداد الشمالية واغتصاب العروس، وقتلها وزوجها مع 70 شخصًا بينهم أطفال ونساء في عملية وصفت بأنها الأكثر إجراماً التي تشهدها البلاد خلال السنوات الاخيرة.
عناصر عراقية في القاعدة لدى عرضهم على شاشات التلفزيون |
دعت وزيرة المرأة العراقية ابتهال الزيدي السلطات القضائية بإحالة المتورطين بما وصفتها بمذبحة العرس التي ارتكبت عام 2006 واعتقل منفذوها مؤخرًا على المحاكمة وquot;إنزال القصاص العادل بهم بأسرع وقتquot;.
وأشارت إلى أنه بعد إدلاء منفذي المذبحة باعترافاتهم الجمعة الماضي علنًا على شاشات التلفزيون بارتكاب المذبحة التي راح ضحيتها 70 شخصاً بينهم اطفال ونساء فإنه من الواجب الآن البدء بمحاكمتهم.
وحذرت من أن أي تأخير في إحالة المتورطين على القضاء سيشكل استخفافا بمشاعر ذوي الضحايا وخدشا في تحقيق العدالة. وقالت quot;إن اعترافات المجرم فراس حسن فليح ومن معه فتحت جروحاً غائرة لم تندمل وسردوا تفاصيل الحادثة المروعة التي هزت مشاعر كل العراقيين يومها ومنذ وقوعها وإلى يومنا هذا ترنو جميع عيون شعبنا لاسيما ذوي الضحايا إلى يد العدالة لتنال وتقتص من المجرمين الذين امتدت أياديهم الغادرة لتخطف بسمة عروس بريئة في ليلة زفافهاquot;.
وشددت الوزيرة في تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot; اليوم على ضرورة ضبط النفس quot;وعدم الانجرار وراء المخططات الخبيثة التي تغذي الفتنة وتسعى إلى جرّ العراق إلى ما لا يحمد عقباهquot; بحسب قولها.
اما النائبة عن التحالف الوطني شذى العبيدي فطالبت بالإسراع في تنفيذ أحكام الاعدام بحق المدانين الذين صدرت بحقهم أحكام إعدام قضائية .واضافت في تصريح مكتوب ارسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; أن هناك العديد من الأحكام المعطلة والتي تشكل رادعا قويا للإرهابيين وكل من تسول له نفسه الاعتداء على امن وحياة المواطنين. ونددت quot;بالجريمة النكراءquot; التي ذهب ضحيتها 70 شخصاً من النساء والأطفال والشيوخ وطالبت quot;أن يعدم هؤلاء القتلة في ميدان عام امام العالم وامام ذوي الضحايا لانهم ارتكبوا جريمة يندى لها جبين الإنسانيةquot;، كما قالت.
وأثار عرض اعترافات المتورطين في عملية مهاجمة حفل الزفاف وصور فيديوية لعمليات قتل بمسدسات في الرأس لأشخاص ورميهم في نهر مشاعر غضب عامة لدى العراقيين الذين وصفوا الجريمة بأنها الابشع التي ارتكبت في البلاد خلال السنوات الأخيرة. وفي اعترافاته قال شخص يدعى فراس حسن فليح إنه ينتمي إلى تنظيم الجيش الإسلامي التابع للقاعدة ويعمل في منظمة لحقوق الإنسان بصفة مدير السجون والمعتقلات انه قد تورط بتنفيذ 14 عملية إرهابية من بينها اختطاف موكب حفل زفاف واغتصاب العروس وقتلها إضافة إلى ذويها بما في ذلك 15 طفلاً كانوا في الحفل . كما اشار الى مشاركته في قتل بائعي قناني غاز وحرق جثثهم، موضحا أن مجموعته كانت تتلقى فتاواها من شخص مصري الجنسية.
ومن جهته، وصف رئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب سليم الجبوري مذبحة حفل الزفاف بالجريمة البشعة. وشدد على ضرورة نيل منفذيها عقوبة تساوي الجرم المرتكب حتى تكون رادعة بحق كل شخص يحاول إيذاء العراقيين. وأضاف أن اللجنة تؤكد على القضاء ضرورة أخذ حق الضحايا محذرا من أنه ستتخذ موقفًا حازماً quot;في حال عدم تطبيق القانون بصورة صحيحة على المجرمينquot;.
كما طالبت وزارة حقوق الإنسان القضاء العراقي بأخذ حق ضحايا quot;مجزرة حفل الزفافquot;، وقال الناطق باسمها كامل امين إن وزارة حقوق الانسان quot;تضم صوتها إلى الجهات المطالبة بأخذ القصاص العادل من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي على مدار السنوات الماضية ، مبيناً أن هذه المطالب تعد من اساسيات عمل الوزارة من اجل المحافظة على الحقوق المدنية العامة للمواطن العراقيquot;.
وأضاف في تصريح نقلته اليوم صحيفة البيان الناطقة بلسان حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي أن الوزارة عملت خلال السنوات الماضية على كشف العديد من الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب العراقي خلال حكم النظام السابق واثناء الفترة التي اعقبت ذلك بعد عام 2003 من مقابر جماعية وتقديم الوثائق الى المحاكم المختصة.
ورفض آمين quot;ما يروج له البعضquot;عن رعاية وزارة حقوق الانسان لحقوق السجناء والمعتقلين وحدهم وترك ضحايا العمليات الارهابية وممارسات النظام السابق من دون المطالبة بحقوقهم . واوضح ان الوزارة اعترضت خلال الفترة الماضية على قانون العفو العام الذي يطالب بإطلاق سراح المجرمين داعيا القضاء العراقي الى العمل بحزم وانزال القصاص العادل بمرتكبي عملية مهاجمة حفل الزفاف في اقرب وقت.
الجريمة الأكثر بشاعة خلال السنوات الأخيرة
وقد روى القيادي في الجيش الاسلامي التابع لتنظيم القاعدة الجمعة الماضي خلال اعترافات نقلها التلفزيون العراقي اثر اعتقاله مؤخرا تفاصيل مروعة عن إحدى ابشع الجرائم التي هزت البلاد في السنوات الاخيرة وقتل فيها 70 شخصا كانوا يحضرون حفل زفاف قبل أن تلقى جثثهم في النهر. وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا لدى تقديمه الاعترافات إن القوات الامنية تمكنت قبل حوالى أسبوعين من اعتقال فراس فليح رئيس منظمة لحقوق الإنسان، وهي احدى منظمات المجتمع المدني المعنية بالسجون والمعتقلات.
وأوضح أن فليح الذي انتمى الى تنظيم القاعدة عام 2005 وكان يعمل في الوقت نفسه في منظمة مجتمع مدني يدعي أنها مدعومة من الأمم المتحدة و شارك في quot;الجريمة الابشع منذ اندلاع اعمال العنف الطائفي عام 2006quot;.
وأكد عطا لأن quot;المجرم من ابرز قياديي مجموعة تضم 34 شخصا مسؤولة حتى الان عن 15 عملية ارهابية ابرزها قتل 70 شخصا حضروا حفل زفاف بينهم نساء واطفال في عام 2006 من اهالي منطقة التاجي (20 كلم شمال بغداد). واوضح ان القوات الامنية تمكنت لحد الان من اعتقال 25 فردا من عناصر الشبكة .
واشار الى ان السلطات عثرت على عشرات الهويات المزورة في منزلين يعودان إلى فليح احدهما في التاجي واخر في بغداد .. وايضا على تسجيلات فيديو يوثق فيها الجرائم التي ارتكبها .
وقال فليح (33 عاما) خلال اعترافاته انه يحمل شهادتين جامعيتين احداهما في العلوم السياسية وكان عضوا في تنظيم الجيش الاسلامي منذ مطلع 2005 قبل ان ينضم الى تنظيم القاعدة مؤكدا انه كان احد قادة جريمة حفل الزفاف.
واوضح فليح أنه تم اغتصاب النساء واحدة تلو الاخرى ومن ثم قتلهن أيضا وتم وضع الأطفال مع كتل من الاثقال ورميهم في النهر وكان عددهم 15 طفلا . وأشار إلى أن عناصر في المجموعة هم : ابراهيم نجم عبود وسفيان جاسم شهاب وحكمت فاضل ابراهيم وضرغام قد اصطحبوا العريس والعروس الى المفتي الذي يكنى بابي ذيبة وهو مصري الجنسية وكان ذلك داخل جامع الحنبلي حيث امر باغتصاب العروس وقتلها مع زوجها.
وقال إن أفراد المجموعة انزلوا العروسين quot;الى سرداب الجامع وتم اغتصاب العروس أمام زوجها من قبلنا جميعا وبعدها اقتدناهما الى النهر حيث قام ابراهيم بقتل العريس ثم قام حكمت فاضل ابراهيم وجمعة الملقب ابو منجل بقطع ثدي العروس التي ظلت تنزف حتى فارقت الحياةquot;.
وروى عطا تفاصيل الجريمة نقلا عن الاعترافات قائلا إن quot;المجرمين قاموا بايقاف موكب زفاف يعود لشخص شيعي ينتمي إلى عشيرة بني تميم من اهالي الدجيل، وعروس سنية من اهالي التاجي بعد أن فجروا عبوة ناسفة على الطريق الرئيس من أجل دفعهم للدخول إلى طريق زراعي جانبيquot;. وأضاف أن quot;مجموعة يقدر عديدها بنحو عشرين شخصًا يرتدون زي الجيش وبينهم شخص ينتحل صفة ضابط برتبة نقيب ويدعى نجم العزاوي قامت باقتياد المشاركين في الموكب الى بيت وعزل النساء عن الرجال والاطفالquot;.
وقال إن الفاعلين ألقوا الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين عامين و12 عاما في النهر بعد أن ربطوا أجسادهم بالأثقال .. ثم قام افراد المجموعة في ما بعد باغتصاب العروس امام اعين زوجها داخل قبو في مسجد الحنبلي قبل أن يقطع احد المسلحين ثديها ويتركها تنزف حتى الموت. كما اعدم افراد المجموعة الرجال بعد وضع عصبات على اعينهم ثم قاموا برميهم في نهر دجلةquot;، مشيرا الى انها quot;العملية الابشع رغم الكثير من الجرائم التي ارتكبوهاquot;.
واكد عطا ان فليح تمكن من الالتقاء بسياسيين ورجال دين بحكم عمله في المنظمة الحقوقية، وقد تم العثور في منزله على صور وهو يصلي فيها الى جانب علماء دين، كما كان من الوجوه التي تكرر الحضور في ساحة التحرير للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلينquot;. وأشار إلى أن بائعي الغاز من سكان مدينة الصدر التي تقيم فيها غالبية شيعية كبيرة quot;كانوا يأتون الى منطقة التاجي لبيع الغاز للسكان عندما قامت المجموعة بقتلهم قبل أن يصبوا الزيت عليهم ويحرقونهم.
وفي اعترافات اعضاء المجموعة الاخرين قال حكمت فاضل ابراهيم (25 عاما) الذي يعمل شرطيا في حماية المنشات إنه شارك في 14 عملية بينها قتل سبعة من بائعي قناني الغاز. وأشار إلى أنه قام بذبح ابن عمه بواسطة السكين، لأنه كان يهدده بابلاغ الأميركيين عنه، وقال إنه رمى جثته في شارع في قضاء التاجي .
التعليقات