واشنطن: قاد الجنرال مارتن ديمبسي الذي سيعينه الرئيس باراك اوباما الاثنين رئيس اركان الجيوش الاميركية، قوات الولايات المتحدة في العراق واكتسب خبرة كبيرة من القيود المتزايدة التي يواجهها الجهد الحربي.

وكان ديمبسي (59 سنة) المتحدر من اصل ايرلندي يعطي دروسا في الادب الانكليزي لطلاب اكاديمية ويست بوينت العسكرية الشهيرة التي تخرج منها وفي الدفعة نفسها مع ديفيد بترايوس قائد العمليات في افغانستان.

لكن حتى الان كان الجنرال بترايوس الذي سيتنحى قريبا من قيادة القوات في افغانستان لتولي ادارة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) يطغى زميله في الدراسة.

وكان الجنرال ديمبسي قائد الفوج الاول المسلح في العراق (2003-2004) يشرف على الدبابات والقوات التي قاتلت عناصر الامام الشيعي مقتدى الصدر وتصدت لرجاله في مدن جنوب البلاد.

وسيساعده ما انجزه في العراق في مهمته الجديدة كمستشار للرئيس الاميركي في حين تعمل الولايات المتحدة على انهاء مهمتها في هذا البلد والبدء في تموز/يوليو في سحب مئة الف عسكري تنشرهم في افغانستان تدريجيا.

وقال ديفيد بارنو الضابط السابق صديق وزميل ديمبسي الذي سيصبح الضابط الاميركي الاعلى مرتبة، ومستشار مركز الامن الاميركي ان quot;من الخصال التي يتمتع بها المامه بشؤون الحرب التي ما زلنا نخوضهاquot;.

وخلافا لسلفه مايكل مولن الذي يلقى تقديرا لتكتمه وهدوئه، تغلب على الجنرال ديمبسي نزعة التعبير عن ارائه بصراحة وميله الى الفكاهة احيانا ويصل به الامر الى انه يغني امام الناس.

ويحب الجنرال الفخور باصوله الشعبية في ولايتي نيويورك ونيوجرزي، بشكل خاص اغنية فرانك سينترا quot;نيويورك، نيويوركquot; التي يغنيها بدون عقدة ولا تحفظ في اشرطة تبث على موقع يوتيوب.

وفضلا عن الجنرال بترايوس الذي كان زميله في الفصل، تعرف ديمبسي ايضا عندما كان استاذا شابا في مدرسة ضباط الجيش الاميركي على اشفق كياني، رئيس اركان الجيش الباكستاني الذي احتج مؤخرا على الغارة التي شنتها الولايات المتحدة للقضاء على اسامة بن لادن.

ويرى ديفيد بارنو ان الجنرال ديمبسي عرف بانه ضابط رفيع معتدل ومستقل لا تهمه المجاملات ولا يتردد في الاستناد الى آراء الذين يصغرونه سنا.

وقال انه quot;قادر على الالمام بمشاعر جيشه وما يواجهه الجنود الشبان والضباط الشباب والتواصل معهم افضل من اي كانquot;.

وتولى الجنرال ديمبسي مؤخرا مهمة رئيس اركان جيش المشاة ويرى المراقبون في تعيينه مؤشرا على تغيير حصل في اخر لحظة في البيت الابيض.

ويتوقع ان يركز قائد اركان الجيوش الجديد المتأثر بالاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط عبر خبرته كمساعد قائد العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى، اهم جهوده على المخاطر المحتملة المتوقعة من الزلزال السياسي الذي يشهده العالم العربي حاليا.

وبعد ان كان مسؤولا عن التدريب والاستراتيجية، اجتهد كثيرا كي يستخلص الجيش دروس الحروب التي يخوضها منذ نحو عشر سنوات.

ومن خبرته في العراق اكد خصوصا انه لاحظ مزايا الاعتدال واعطاء اهمية الى تقدم القوات بحذر بدلا من تدمير كل شيء بشكل عشوائي.