يرى خبراء ومحللون سياسيون أن فرص وصول مرشح الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر باتت صعبة للغاية، في ظل تراجع الأحزاب الدينية عن دعمه، وكذلك الانتقادات التي يتعرّض لها من الشارع.


محمد مرسي مرشح الاخوان للانتخابات المصرية

القاهرة: تعيش جماعة الإخوان المسلمين في مصر حالة من التخبط حاليًا، بسبب تدني شعبية مرشحها في الإنتخابات الرئاسية الدكتور محمد مرسي، لاسيما بعد رفض الأحزاب الدينية مساندته كما كان متوقعًا، ويأتي هذا في ظل الهجوم الذي يلقاه الدكتور مرسي من جانب الشارع، والذي ظهر في لقاءاته معهم.

ويرى الخبراء والمحللون السياسيون أن فرصة نجاح الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة تكاد تكون ضعيفة للغاية، بعد قرار الأحزاب الدينية التخلي عنه، وخاصة حزب النور والدعوة السلفية، إلى جانب رفض جناح كبير من الشعب فكرة ترشيح الجماعة لمرشح من الأساس.

ويؤكدون الخبراء استمرار صعود شعبية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بقرار من أحزاب الوسط، والنور، والبناء والتنمية، لمساندته على اعتبارهم كتلة تصويتية كبيرة لديهم تأثير على الشارع، ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه المجلس العسكري عن عزمه تسليم السلطة يوم 24 مايو/أيارإلى الرئيس الذي ينجح في الجولة الأولى، ورغم ذلك فإن هناكشكوكًا من قبل القوى السياسية في إمكانية وفاء العسكر بتسليم السلطة إلى المدنيين.

فرص معدومة

رأىالدكتور محمد حبيب، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين ووكيل مؤسس حزب النهضة، أن فرص وصول الدكتور محمد مرسيإلى القصر الجمهوري تكاد تكون معدومة. وقال لـquot;إيلافquot; إنه من غير المتوقع تكرار مفاجأة الانتخابات البرلمانية بحصول الإخوان على نسبة كبيرة من مقاعد مجلس الشعب.

مشيراً إلى أن الوضع مختلف، فالجماعة فقدت الشارع بقراراتها غير المدروسة، وكأنها في سنة أولى سياسة؛ مما أعطى الفرصة للجميع للهجوم على الإخوان، وتحميلهم أخطاء الفترة الانتقالية.

وقال: quot;نحن قد حذرنا مرارًا وتكرارًا من تحالف العسكري مع جماعة الإخوان، حيث أنه من الواضح سعيه إلى توريطهم، وتكرار سيناريو 1954، وكل هذه العوامل لا تصبّ في مصلحة نجاح مرشحهم الدكتور محمد مرسي، ومن الأفضل سحبه بدلاً من خروجه بفضيحة عبر الحصول على أصوات قليلة، ليس من بينها بعض الإخوان، والذين سيصوّتون للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، كما أعلن شباب الإخوان من قبلquot;.

مستبعدًا في الوقت نفسه قيام جماعة الاخوانبسحب مرشحهمفي إطار العناد، وطموحهم في السلطة الغالب على أي تفكير ورؤية مستقبلية للمشهد السياسي، على الرغم من أنهم يدركون جيدًا وقوعهم في مأزق شديد بترشيح مرسي لإدراكهم المسبق بقلة شعبيته، ولكنهم لم يجدوا غيره لترشيحه بديلاً من الشاطر.

واعتبر الدكتور حبيب أن فرصة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كبيرة جداً، فهو مرشح يحتفظ بالجمع بين التيار الإسلامي والليبرالي الوسطي، وهذا هو المطلوب في المرشح المقبل لرئاسةمصر بعيدًا عن المرشح الإسلامي المتزمت والتابع للنظام السابق.

ولفت إلى أن نوايا المجلس العسكري في تسليم السلطة صادقة، لاسيما أنه يواجه ضغوطاًقوية، مشدداً على ضرورة أن تعي القوى السياسية خطورة الفترة المقبلة، بحيث يكون هناك ضغط على العسكري لتسليم السلطة من دون اللجوء إلى إحداث فوضى، قد تعطيه الفرصة لإعلان الاستمرار بتأييد شعبي.

الأحزاب لا تحسم الإنتخابات

حسب وجهة نظر الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، فإن الانتخابات الرئاسية لن يحسمها إعلان الأحزاب تأييدها لبعض المرشحين، فالجميع تناسى أصوات 70% من الشعب الذينلا ينتمون إلى تيار سياسي، ولا يتأثرون بقرار حزب ما تجاه مرشح بعينه.

وقال عودة لـquot;إيلافquot;: quot;من الصعب القطع بفوز مرشح على الآخر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعلى الرغم من ذلك فهناك شواهد تشير إلى صعود فرص الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، خاصة بعد حصوله على تأييد حزب النور، والدعوة السلفية، وحزب الوسط، إلى جانب مساندة ائتلافات الثورة لهquot;.

كما تشير الشواهد إلى تدني فرصة مرشح الإخوان الدكتور مرسي بشكل كبير، وقد يكون ذلك بسبب شخصية مرسي نفسه، التي لا تتمتع بالكاريزما مقارنة بخيرت الشاطر، وقد يكون بسبب فقد الإخوان للكثير من تعاطف الشارع؛ لسعيهم إلى السيطرة على المشهد السياسي.

ويلفت عودة إلى أنه لا يجب إغفال أن فرص عمرو موسى في المنافسة قوية، وقد يكون أحد المرشحين الذين سيدخلون جولة الإعادة مع المرشح أبو الفتوح.

وتوقع عودة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر يومي 23،24 من مايو/ أيار الحالي، وأن المجلس العسكري صادق في تصريحاته بشأن تسليم السلطة في نهاية شهر مايو، لو نجح أحد من المرشحين في الجولة الأولى، وإن كان ذلك صعبًا؛ لكثرة أعداد المرشحين، مشيراً إلى أن المجلس العسكري أصبح غير قادر على تحمل المسؤولية، ويعلم جيدًا أن استمراره في السلطة يعني إحراق البلاد، ودخولها في حرب أهلية.

النجاح مضمون

من جانبه، قال النائب محسن راضيعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة لـquot;إيلافquot;: quot;إن الإخوان محافظون على تواجدهم في الشارع، وليس لديهم أي شك في فقدان ثقة الشعب، واصفاً ما يقال في هذا الشأن بأنه quot;يدخل في إطار الحملات الإعلامية المدبرة التي تهدف إلى تشويه صورة الجماعةquot;.

معتبرًا أن فرصة نجاح الدكتور مرسي كبيرة جدًا، وأنه سيحصل على أصوات ضخمة، وأنهمستمر حتى اللحظات الأخيرة في السباق الرئاسي، لافتاً إلى أن جماعة الإخوان لا تتأثر برفض الأحزاب الدينية مساندة مرشحها، مؤكداً أن الجماعة لديهاتأييد شعبي كبير قادر على إنجاحه.

وأشار إلى أن المجلس العسكري مجبر على ترك السلطة، ولن يسمح أحد باستمراره يومًا واحدًا بعد نجاح أحد المرشحين للرئاسة.