وصلوفد برلماني مصري، مكوّن من 40 شخصًا، إلى الرياض مساء الخميس للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل للتباحث في احتواء التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين على خلفية سحب الرياض سفيرها من القاهرة.

وفد مصري رفيع إلى السعودية لتدارك أزمة الجيزاوي

الرياض: وصل وفد برلماني مصري، مكوّن من 40 شخصًا، إلى الرياض مساء الخميس، للقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، للتباحث في احتواء التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين على خلفية سحب الرياض سفيرها وإغلاق السفارة في القاهرة.

وأكدت معلومات لـquot;إيلافquot; أن الوفد البرلماني المصري برئاسة الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب، ويضم أيضًا رئيس مجلس الشورى ووكيلي مجلسي الشعب والشورى، إضافة إلى عدد من البرلمانيين، منهم على سبيل المثال عصام العريان (الحرية والعدالة) ومصطفى بكري وعصام سلطان، إضافة إلى رؤساء الهيئات البرلمانيةquot;.

ويضم الوفد البرلماني أعضاء بارزين في جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك رئيسي مجلسي الشعب والشورى، وهما من الأعضاء القياديين في جماعة الأخوان.

الفيصل للوفد المصري: نحن قادرون على تجاوز الصغائر ولو كره الكارهون

وصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل زيارة الوفد المصري بأنها بادرة مقدرة، لكنها غير مستغربة من الشعب المصري.

وقال quot;ولا شك أنها تجسد بكل وضوح عمق ومتانة أواصر المحبة والأخوة والصداقة التي تجمع بين الشعبين والبلدينquot;.

واختصر الفيصل حديثه في نقاط ثلاث:

أولاً: وجود مئات الآلاف منهم لدى السعودية خير عون.

وأضاف quot;من الثابت إحصائياً أن الجالية المصرية الكريمة في المملكة من أكثر الجاليات رقياً في السلوك والتزاماً بالقوانين وتحلياً بمكارم الأخلاق وكريم التعامل، وهذا مجدداً ليس بمستغرب أبداًquot;.

ثانياً: السعودية تنظر إلى الشعب المصري quot;نظرة الأخ والصديق والمحب، نسعد لأفراحهم، ونحزن لأحزانهم، ونتمنى لهم كل الخير في كل الأوقات، ولا يمكننا مطلقاً أن نأخذ الأبرياء بجريرة أي مذنبquot;، إذ quot;لا تزر وازرة وزر أخرىquot;.

وأكد أنه quot;لم ولن نتخذ من الأخوة والمحبة والصداقة ستاراً لتبرير التدخل في شؤونهم أو فرض وصاية عليهم، فأهل مكة أدرى بشعابها، والشعب المصري العظيم أدرى بمصالحه من أي جهة خارجية، ومنطلقنا في المملكة أن الأخوة والمحبة والصداقة لن تكون صادقة إلا حين تلتزم بالاحترام المتبادل. ومن هنا فإننا لا ندعم لنتدخل في شؤون الآخرين، ولا نتبع دعمنا بالمنّ والأذى، بل ندعم الأشقاء، لأن مصيرنا مشترك، وأهدافنا مشتركة، ومصالحنا مشتركةquot;.

ثالثاً: لقد أثبت التاريخ، مراراً وتكراراً، أن أي تلاقٍ وتقارب وتعاون بين السعودية ومصر، كان دوماً يحقق المصلحة العليا للأمة العربية والأمة الإسلامية، علاوة على تحقيقه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين العربي السعودي والعربي المصري.

ولم يستبعد الفيصل وجود أصابع خارجية لا تريد الخير للسعودية ولمصر، مبينًا أنها قد تكون وراء أي تعكير في صفو العلاقات بين الدولتين.

وقال quot;نحن واثقون كل الثقة أن العقلاء من الطرفين قادرون على تجاوز الصغائر وإدراك ضخامة القواسم المشتركة بيننا، والتي تدفعنا دوماً إلى السعي نحو المزيد من التقارب والتعاون والتحالف، ولو كره الكارهون؛ وعلى عودة العلاقات الرفيعة ومستواها الراقي المعهود، ونعمل على تجنيب هذه العلاقة أسباب الأذى أياً كانتquot;.

وحذر الفيصل من أن كل من سيحاول الإساءة أو التطاول على أي من البلدين؛ quot;سيجد وقفة صارمة ترد كيدهم في نحورهمquot;.

الكتاتني: مصر والسعودية ستقودان المنطقة

من جهته، أكد سعد الكتاتني رئيس الوفد المصري أن العلاقة بين الدولتين وطيدة، لا يمكن أن تتأثر بحادث فردي.

وأوضح أن الوفد المصري، الذي يمثل كل طوائف الشعب المصري والأحزاب السياسية وشيوخ الأزهر والكنيسة والكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات وغيرهم، quot;أتوا جميعًا ليعبّروا عن تقديرهم للمملكة حكومة وشعبًاquot;.

وقال quot;نحن نستشعر أن الشعب المصري والشعب السعودي هما شعب واحد، فلن ننسى أبدًا المواقف الكريمة للمملكة العربية السعودية إبان حرب أكتوبر، والموقف النبيل والكريم للملك فيصل رحمه اللهquot;.
وأفاد أن مصر والمملكة بلدان وشعبان يجتمعان في الأهداف، مذكرًا بما يقوله الساسة دائمًا في تحليلاتهم بأن quot;مصر والسعودية يمكن أن تقودا المنطقةquot;.
وأضاف أن مصر بتاريخها والسعودية بتاريخها وإمكاناتها قادرتان على قيادة المنطقة quot;.
وأكد quot;مصر بعد الثورة تحتاج دعم الأشقاء ودعم المملكة العربية السعودية وكل الدول التي تتطلع إلى أن تقف مع مصرquot;.

بكر لإيلاف: الوفد يحمل رسالة إلى العاهل السعودي

وقال المستشار الإعلامي في السفارة المصرية في الرياض نبيل بكر في تصريح خاص بـquot;ايلافquot; إن أمير الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة سيجمعهما لقاء معالوفد.

وأضاف نبيل بكر أن الوفد سيعقد اجتماعًا مساء اليوم مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لبحث الأزمة التي حدثت بين الرياض والقاهرة، نتيجة قيام عدد من المتظاهرين بتوجيه عبارات غير لائقة ضد المملكة، على خلفية القبض على مهرّب حبوب ممنوعة في جدة أحمد الجيزاوي.

وقال نبيل بكر إن quot;الوفد الشعبي يحمل رسالة إلى خادم الحرمين؛ للتأكيد على أصالة العلاقات بين البلدينquot;.

وأوضح أن زيارة الوفد البرلماني المصري تأتي quot;لمساندة الجهود الرسمية لعودة العلاقات بين البلدينquot;.

وكان مجلس الوزراء المصري استمع إلى تقرير من وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو حول نتائج الاتصالات التي أجرتها الخارجية في هذا الصدد.

وأكد وزير الخارجية المصري quot;أن هناك انفراجة، وأن السفير السعودي أحمد القطان سيعود إلى مصر قريباًquot;.

وأوضح المسؤول الدبلوماسي السعودي في الرياض نبيل بكر quot;أن الزيارة تم التنسيق لها منذ أيام عدة بين الوفد والخارجية السعودية، وبناء على ذلك تم إرسال التأشيرات الخاصة بالوفد مباشرة من الخارجية السعودية إلى شركة الطيرانquot;، مؤكداً أنه لم يتم استخراج تأشيرات الوفد من داخل القنصليات السعودية في القاهرة.

وكانت السلطات السعودية قد اتهمت الجيزاوي بحيازة مواد مخدرة، لكن مناصريه وأسرته في مصر قالوا إنه اعتقال سياسي، بسبب مهاجمة الجيزاوي لبعض سياسات السعودية، ومطالبته بإطلاق سراح مصريين من السجون في المملكة.

في أعقاب ذلك، سحبت السعودية سفيرها من مصر قبل أيام، وأغلقت قنصلياتها لأسباب أمنية، بعد تظاهرات الاحتجاج التي شملت تعديًا بالألفاظ على المملكة، كما رسم المحتجون نجمة داود الصهيونية على جدران السفارة.

وتعدّ هذه زيارة نادرة لأعضاء في الجماعة بصفة رسمية إلى المملكة. وكان متحدث باسم جماعة الأخوان المسلمين قال إن أعضاءها لم يقوموا بزيارة السعودية بصفة رسمية منذ quot;وقت طويلquot;، لكنه أضاف أنهم سيزورونها، باعتبارهم ممثلين للبرلمان، وليس الجماعة.