بارزاني مجتمعا مع عبد الباسط سيدا

أجرى رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا مباحثات في إربيل اليوم حول الأزمة السورية وموقف الأكراد منها مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الذي أكد له أن شعب سوريا هو الذي يقرر مصيره ويرسم مستقبل بلاده، وسط تقارير عن إمكانية توقيع اتفاق بين المجلسين الوطني والكردي السوريين المعارضين.


لندن: بحث رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، مع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا والوفد المرافق له الذي يضم معارضين من الجزيرة والحسكة تأكيدا quot;للأخوة العربية الكردية في سوريا وقطع الطريق أمام أي موقف من شأنه تعكير العلاقات الأخوية بين العرب والأكراد في سورياquot; تناولت آخر تطورات الأزمة السورية حيث اكد بارزاني على ان شعب سوريا هو من يقرر مصيره وعليه أن يرسم مستقبل بلاده بنفسه كما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الإقليم مجددا حرصه على العلاقات العربية الكردية.

ومن جهته قال سيدا إن قدومه إلى اربيل يهدف إلى التباحث مع قادة المجلس الوطني الكردي السوري، مشيراً إلى وجود اتفاق مبدئي بشأن انضمامه إلى المجلس الوطني السوري. وأضاف أنه بعد توليه رئاسة المجلس الوطني السوري سعى جاهداً من أجل إعادة صياغة هيكل المجلس لكي يضم جميع مكونات المعارضة . وأوضح انه quot;في هذا الإطار هناك اتفاق مبدئي مع المجلس الكردي السوري تحت إشراف بارزاني، بغية انضمامه إلى المجلس الوطني السوريquot;.

ومن جهته قال أحمد سليمان المتحدث الرسمي بإسم الهيئة الكردية العليا الذي يزور اربيل أيضا انه لم يرتب لقاءات مع سيدا .. لكنه اشار في تصريحات تلفزيونية إلى ان الهيئة العليا الكردية مستعدة للحوار مع جميع اطراف المعارضة السورية من اجل بناء سوريا الجديدة يتمتع فيها جميع المكونات بحقوقهم.
واشار احمد سليمان إلى انه استمع لاراء مسؤولي اقليم كردستان حول الاتفاقية المبرمة بين المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غربي كردستان وتشكيل الهيئة الكردية العليا وما يمكن تحقيقه فيما يخص مستقبل الكرد في سوريا ومطاليبهم المشروعة. وشدد على حرص الهيئة العليا على اقامة علاقات طيبة مع جميع اطراف المعارضة السورية.

يأتي ذلك في وقت أعلن قيادي كردي سوري معارض أن أربيل ستشهد اليوم توقيع إتفاقية بين المجلس الوطني العربي السوري من جهة والمجلس الوطني الكردي ونظيره quot;الشعب لغربي كردستانquot; المعارضين لإقرار حقوق الكرد في ذلك البلد في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال القيادي الذي رفض الكشف عن إسمه quot;من المقرر أن تشهد أربيل مساء اليوم توقيع إتفاقية المجلس الوطني العربي ممثلاً في رئيسه عبدالباسط سيدا من جهة والمجلس الوطني الكردي ونظيره quot;الشعب لغربي كردستانquot; المعارضين بسوريا من جهة أخرى، يضمن مشاركة الكرد في العملية السياسية في مرحلة مابعد نظام الأسد بالإضافة إلى إقرار حقوقهم في ذلك البلدquot;.

وتشهد سوريا منذ آذار (مارس) عام 2011 انتفاضة شعبية تطالب بإنهاء حكم عائلة الرئيس بشار الأسد قبل أن تتحول إلى صراع مسلح أودى بحياة حوالي 20 الف شخص بحسب منظمات حقوقية.

وفي وقت سابق اليوم حذرت تركيا وإقليم كردستان من خطورة إثارة النظام السوري للصراع الطائفي والعرقي وأكدتا أن ذلك يهدد أمن واستقرار المنطقة وشددتا على عدم السماح لأي منظمات إرهابية او متشددة لملء الفراغ في سوريا بعد رحيل الأسد وقالتا إن الوضع في سوريا خطير وكارثي وشعبها لا يزال يعاني خسائر في الأرواح والدمار بشكل وصل لمستويات لم يسبق لها مثيل.

فقد أكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو خلال لقاء مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق quot;أن الوضع في سوريا خطير وكارثي والشعب السوري لايزال يعاني خسائر في الارواح والدمار بشكل وصل إلى مستويات لم يسبق لها مثيلquot;.

كما أعرب الجانبان التركي والكردستاني عن قلقهما العميق إزاء عدم الإستقرار والفوضى التي تعم سوريا وشددا على أنه سيتم النظر في أي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة هناك من قبل أي جماعة أو تنظيم متشدد واعتبار ذلك بمثابة تهديد مشترك تنبغي معالجته بتنسيق مشترك ويجب أن تكون سوريا الجديدة خالية من المجموعات والمنظمات الإرهابية المتطرفة في إشارة إلى تنظيم القاعدة وحزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي. واتفق الجانبان أيضا على مواصلة المشاورات والتعاون بينهما بما يضمن مصلحة السلام والإستقرار للمنطقة.

وتبدي تركيا قلقا من سيطرة حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا المتهم من قبل تركيا بقربه من حزب العمال الكردستاني، بالسيطرة على المناطق الكردية في سوريا. وتؤكد أنها لن تتسامح مع أي خطوة تهدد أمنها من سوريا وسط التعاون بين المتمردين الأكراد الأتراك والحزب الكردي في شمال سوريا لذا قامت تركيا بتحريك بطاريات صواريخ مضادة للطائرات على الحدود السورية بعد قيام دمشق بإسقاط طائرة استطلاع تركية في وقت سابق وقامت بنشر الدبابات على الحدود بعد ورود تقارير عن سيطرة الأكراد على خمس مدن شمال سوريا.

وكان مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى قال الثلاثاء الماضي إن قوات كردية قامت بتدريب اكراد سوريين في مخيمات اقليم كردستان العراق quot;لملء اي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوريquot;. وقال هيمن هورامي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني quot;الشباب الكرد السوريون عددهم قليل جدا، وتم تدريبهم تدريبات بدائية في مخيمات الاقليمquot;.

واضاف أن هذه التدريبات التي تلقاها الاكراد السوريون على أيدي قوات كردية تهدف إلى quot;ملء اي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوريquot;. وأوضح quot;نحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني نهتم بالشأن السوري بسبب تواجد اكثر من مليوني كردي في سورياquot;. وتابع quot;نحن في الحزب الديمقراطي وحكومة الاقليم لن نتدخل في الشأن السوري ولن نفرض أي صيغة سياسية حول كيف يجب ان يكون وضع الاكراد في سوريا ولكن ساندنا توحيد الصف الكردي في سوريا ليكون داعما اساسيا للمعارضة السورية ويكون داعما اساسيا للتغير الايجابي في سورياquot;.

يذكر أن الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد والحكومة المحلية في اقليم كردستان تتبنيان موقفين متناقضين من الاحداث الجارية في سوريا حيث تدعو الحكومة الاتحادية إلى حل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ اذار (مارس) عام 2011 وترفض تسليح المعارضة في حين تتبنى سلطات اقليم كردستان موقفا اكثر حدة ضد النظام السوري.