تصادف هذه الأيام ذكرى تعرض اليابان للعقاب النووي على يد الولايات المتحدة الأمريكية، والسؤال المنطقي هو : لماذا لايلوم العالم اليابان على جرائمها الهائلة في الحرب العالمية الثانية ضد دول آسيا وأمريكا التي جلبت عليها العقاب النووي كنوع من أنواع ممارسة حق الدفاع عن النفس من قبل أميركا؟

في العالم العربي إستطاعت الأحزاب الشيوعية والقومية والإسلامية التأثير على الرأي العام وغسل دماغه بالدعاية المضادة ونجحت في تشويه سمعة أميركا بكلام زائف مليء بالأكاذيب والشعارات الغوغائية، لدرجة لم نسمع في وسائل الإعلام العربية إلا نادرا كلاما عن جرائم الإتحاد السوفيتي والدول الشيوعية وتسببها في مقتل ملايين البشر، ولم نسمع كلاما عن جرائم الغزو الياباني لدول اسيا والأضرار الكبيرة التي أحدثها!

في الحرب العالمية الثانية إحتلت اليابان معظم دول أسيا القريبة منها، وإرتكبت أبشع جرائم الإبادة الجماعية حينما إحتلت الصين ودفنت بحدود ربع مليون مواطن صيني مدني أحياء تحت الأرض وقتلتهم، وهذا الرقم أكبر بكثير من ضحايا الضربة النووية التي تعرضت لها، ولكن لاأحد يتكلم عن جريمة الجيش الياباني تلك في الإعلام العربي وحتى العالمي!

وكانت اليابان حليفا لهتلر ونظامه النازي ومساندا لجرائمه، وبادرت بالإعتداء على الولايات المتحدة الأمريكية وضربت قواتها البحرية في بيرل هاربر، وكان طبيعيا ان تستعمل أميركا كافة الوسائل ومن بينها السلاح النووي للدفاع عن النفس.

ماذا عن ضحايا الضربة النووية من المدنيين؟.. الشعب الياباني كله تقريبا كان مساندا للنظام الامبراطوري العسكري ومخلصا له ومضحيا من أجله، وكان المدنيون يقومون بالإسناد الخلفي للجيش، وبالتالي لايوجد مدنيين بالمعنى المتعارف عليه، ومعظم الشعب الياباني كان شريكا في الجريمة، ومن يتحمل مسوؤلية الضربة النووية النظام الإمبراطوي والشعب الياباني وليست أميركا.

وأنا أستغرب لماذا لم تستخدم اميركا ايضا القنبلة النووية لضرب وكر جراثيم الإرهاب في مدينة قندهار الأفغانية، فقد كان سكان المدينة مشاركين وداعمين لعناصر القاعدة وبالتالي المدينة بأكملها كان يفترض ضربها لأنها إرتضت لنفسها الإنخراط في جرائم الإرهاب.

وكمواطن عراقي كنت أتمنى لو ضُربت مدينة الفلوجة بالقنبلة النووية وسُحقت جراثيم الإرهاب المختبئة في داخلها، فقد كان سكان الفلوجة جزءا من الإرهاب ووفروا له السكن والطعام والمال والسلاح والرجال وشاركوا الى جانب القاعدة في جرائم الإرهاب، وهي بعملها هذا تستحق العقاب الجماعي.

ستظل واحدة من أسوأ مشاكل العقل العربي.. مشكلة الهياج الغوغائي، وغياب الوعي السياسي المعرفي القائم على معاينة الواقع كما هو، وليس إسقاط الأفكار العدوانية الإيديولوجية عليه وقولبته وفق الأمراض التي يحملها الوعي السياسي المشوه الذي تلوث بما تقذفته عليه من أكاذيب قبيحة الأحزاب الشيوعية والقومية والإسلامية.

ولو أجرينا إحصائية على مدى تاريخ البشرية.. سوف لن أجد أعظم من الولايات المتحدة الأمريكية دولة خدمة البشرية في نشر مباديء حقوق الإنسان ومحاربة النازية والشيوعية والإرهاب، وتقديم الإكتشافات والإختراعات العلمية العظيمة وإهداؤها للبشرية، ويكفي أن أميركا قدمت للعالم الإختراعات : الكهرباء والتليفون والأنترنت وغيرها الكثير.

[email protected]