العقل الإجرامي لجراثيم الإرهاب لايتوقف عن التفكير والبحث عن وسائل تمكنه من إختراق أمن المطارات وتنفيذ عمليات إرهابية في الجو بتفجير الطائرات فوق المدن.


وبعد تشديد إجراءات الأمن وتفتيش الرجال والنساء، بقيت نقطة ضعف وثغرة تتعلق بالأطفال، فالمطارات عادة تتساهل في تفتيش الأطفال الصغار وخصوصا الرضع لأسباب إنسانية نابعة من إحترام وحب الأطفال، ودعونا نتخيل هذا السيناريو المرعب لو قامت القاعدة بتفخيخ جسد طفل واحد أو عدة أطفال صغارا ورضعا عن طريق عملية جراحية طبية تزرع المفخخات داخل أجسادهم والصعود بهم مع أمهاتم الحقيقات أو الوهميات الى الطائرات في عدة رحلات في وقت واحد والتغلب على وسائل الفحص الألكتروني في المطارات وتفجيرهم في الجو فوق مدن محددة تختارها في أوربا أو أمريكا!


ستظل مشكلة الإرهاب قائمة طالما إستمرت الرؤية الدينية الخاطئة التي تبشع الحياة وتشوهها وتعتبر ها وفق مفهموم (( الدنيا جنة الكافر.. وسجن المؤمن )) هذه النظرة التي تفرغ الحياة من معناها وتجعل المؤمن يشعر بالعبث واللاجدوى والكراهية للدنيا والناس والأهم يشعر بالكراهية لنفسه التي تنمو فيها الميول التدميرية بفعل هذه الثقافة الدينية الخاطئة.


ثم يقابل هذه الميول التدميرية نداء دخول الجنة والزواج من الحور العين ورؤية مالذ وطاب هناك... لاحظ خطورة هذه المعادلة: من جهة التثقيف الديني على بشاعة الحياة الدنيا وكأن الشيطان هو من خلقها وليس الله تعالى، وسوء الناس الذين وفق هذه النظرة أكثرهم خاطئون كفار.. ومن جهة ثانية تقدم لهم البديل وهو الذهاب سريعا الى حياة تفوق الخيال وتحقق جميع الأمنيات وهي الجنة ومافيها من مغريات!


وأمام هذا المخطط المحكم التدميري للعقل والروح.. من الطبيعي جدا يسعى قسم من البشر الذين الذين دخلوا الى ظلمات الفكر والسلوك الوحشي بإسم الدين والله، وان يفكروا ليل نهار حول كيفية تخريب هذه الحياة والقضاء عليها عبر تنفيذ الجرائم الإرهابية، والمغادرة فورا الى الجنة وإستلام المكافأة من الله على جريمة قتل الناس 72 حورية.


فهل الله الذي وهب الأرواح الى البشر وأعطاهم الحياة عاجز عن عقابهم اذا حصل إنحراف منهم، وأناط الأمر والحكم والقضاء الى إرهابي وحشي همجي لمساعدة الله الضعيف في تنفيذ عقوبة القتل؟


[email protected]