قد تستغرب ولكن تعتاد أن تكون قرب مراكز عسكرية في جنوب لبنان أو في البقاع ويعترضك رجال انضباط يسألونك عن اسمك وربما هويتك... ومع أن المنطق يقول ان هذا الاجراء من حق الجيش اللبناني فقط، ولكن في لبنان أصبح أمراً واقعاً أن يعترضك رجال غير الجيش اللبناني ويتعاطون معك من منطق سلطة.

كل ذلك بات معروفاً وربما ربما مبرراً في مناطق حدودية مع العدو الاسرائيلي خصوصاً بعد موجة العملاء التي سادت لبنان مؤخراً، ولكن أن تكون في رحلة مشي في الطبيعية في جبال نيحا الشوفية ضمن مجموعة بينها أطفال وطلاب مدارس ويعترضك رجال انضباط من حزب الله ويمنعونك من متابعة المشي الى المقلب الآخر من الجبل قبل أن تزودهم بأسماء كل المجموعة، فهذا أمر مستغرب.. وأن يصّر الرجال نفسهم على أن يأخذوا اسم المرشد السياحي واسم أمه ورقم سجلّه فهذا أمر غير مقبول... علماً أن المسؤولين عن الرحلة أبلغوا مخابرات الجيش اللبناني بالمشروع. والمضحك المبكي أن هذا المرشد السياحي ابن نيحا... المنطقة التي تمشي فيها المجموعة... مضحك مبكي أن يأتي غريب الى منطقتك ينشيء مركزاً عسكرياً فيها ويحقق معك اذا قررت أن تكتشف الطبيعة بحجة حمايتك!

ما هو الخطر الذي تشكلّه مجموعة قررت أن تقصد الطبيعة وتموّه عن نفسها في ظل المماحكات السياسية التي لا تنتهي في هذا البلد؟ أم أن منطق التحقيق والتقصّي أصبح سائداً على كل شيء في لبنان؟؟

نعم كانوا لطفاء، ولكنهم كانوا مسلحيّن في منطقة عقلك المتواضع يستغرب أصلاً وجودهم فيها، فنيحا ليست على الحدود مع العدو الاسرائيلي. قالوا ان عندهم أشغال في المنطقة! ويسأل عقلك المتواضع مجدداً ما هي الأشغال التي يقوم فيها عناصر مسلحة من حزب الله في جبال نيحا الشوفية؟ واذا كان هناك داعياً لمركز عسكري اليس جديراً أن يكون للجيش اللبناني؟