المجزرة الوحشية ضد الشعب السوري التي ترتكبها عائلة الأسد وعشيرتها وطائفتها .. هذه المجزرة تطرح سؤال : كم المطلوب ان يُقتل من أبناء الشعب السوري حتى يتحرك ضمير العالم بقوة ضد هذا النظام الدموي وينصر ثورة الشعب الذي يكتب أروع ملحمة شجاعة في تاريخ الشعوب العربية.
اذا كانت الحجة التخوف من نتائج سقوط النظام السوري ، فإن صعود التيار الإسلامي ، وحدوث عمليات إنتقام طائفي وإنقسام بالمجتمع ... هذه النتائج حتمية ولايمكن منعها حتى لو أنتظر العالم عشرات السنين ، الشعب السوري ضُربت فيه روح المواطنة بسبب السياسية الطائفية للنظام الحالي ، ولايوجد مجتمع موحد مهما كانت شعارات الثورة الجميلة و آماني التعالي على جراح الماضي وظُلم الأقلية للأكثرية ، فنحن امام إستحقاقات حتمية لابد من دفعها على شكل الإنشطار الطائفي والمناطقي والقومي والتصفيات هنا وهناك.
ولكن رغم كل هذه النتائج .. تظل الأولوية والإهتمام للحفاظ على حياة أبناء الشعب السوري ، وحريته ، بمعنى ان حتمية حدوث الإنتقام الطائفي وتشتت المجتمع ، وصعود الإسلاميين وغيرها من النتائج ... يفترض ألا تكون مانعة للعالم من التضامن الفاعل العملي مع ثورة الشعب السوري ، فمن المؤسف ان نشاهد العالم يتفرج على المجزرة الحاصلة ، وكأنها تجري في دول منسية كالصومال أو جيبوتي ، وليس في سورية أحد البلدان المؤسسة للحضارة الإنسانية ، والعنصر المؤثر في المنطقة!
أما الموقف المخزي العربي على الصعدين الشعبي والحكومي .. فهو موقف ناتج عن حالة العبودية، وعدم تقدير أهمية الحرية لأنفسهم وللشعوب الأخرى ، ومشكلة أخرى وقع بها العرب وهي عدم تفريقهم مابين كراهيتهم للنظام السوري ، ومابين الشعب .. مما خلق حالة اللامبالاة والشماتة ، فالشعب السوري شعب رائع وجميل ومتواضع ، وكل من زار أو عاش في سورية لمس عن قرب طيبة وإنفتاح السوريين على العرب لدرجة لاأحد يشعر بالغربة هناك.
مهما كانت النتائج .. فإن ثورة الشعب السوري قد إنتصرت وسجلت أعظم موقف شجاع بتاريخ هذا الشعب الذي استطاع تحطيم قيود الخوف وتحدي وحشية النظام.
والى كل سوري ثائر.. نشعر بالخجل ونحن نراقب بطولاتكم من على شاشة التلفزيون ولانستطيع مساعدتكم!
التعليقات