غمر الإرتياح الجاليات المسلمة في أوربا وأمريكا عندما تبين ان الذي إرتكب جريمة التفجير والقتل هو ليس مسلما وانما مواطن نرويجي مسيحي، والغريب انهم نسوا ان خلايا الإرهاب الإسلامية مازالت فاعلة في أروبا وأمريكا والدول العربية، وهي تنتظر الفرصة المواتية لممارسة جرائمها الهمجية ضد البشر.


والسؤال : هل إستلهم اليمين المسيحي الأوربي تطرفه وتفكيره بجرائم التفجيرات والقتل... من تطرف المسلمين ؟


من بين أهم أسباب تنامي وصعود اليمين المسيحي المتطرف هجرة المسلمين الى أوربا وتهديدهم لهوية بلدانها المسيحية، وممارساتهم غير الحضارية، ثم جاءت جرائم الإرهاب في أروبا وأمريكا التي نفذها المسلمون لتأجج مشاعر التطرف وتمنحها شرعية الدفاع عن الهوية والدين المسيحي.


عادة جراثيم الشر تنتشر عن طريق التأثر الواعي وغير الواعي، والإيحاء، والتماهي... وقبل ظهور جرائم الإرهابي الإسلامي، لم تعرف أوربا الإعتداءات المسلحة على يد اليمين المتطرف، تفجيرات مدينة أكلاهوما الأمريكية ثم ماجرى من تفجيرات في النرويج نفذها أفراد اليمين المسيحي.. حصلت تلك الجرائم بعد جرائم القاعدة في مناطق مختلفة من العالم.. مما يدل على حدوث عملية التأثر والإستلهام من التطرف الإسلامي حتى مع وجود التعارض الديني والأيديولوجي.. فإن هذا لايمنع من العدوى والمحاكات والتقليد.


ولعل مقولة (( الضحية يقلد الجلاد )) يمكن تكييفها وجعلها تتوافق مع تأثر اليمين المسيحي الذي يشعر إنه ضحية مستهدف من الجلاد التطرف الإسلامي الذي يكفره ويستبيح دمه، ويذبحه ويقطع رأسه أمام شاشة التلفزيون وهو يصرخ ألله أكبر... هذه العلاقة ما بين الضحية والجلاد نتج عنها تأثر سلبي وإستلهام لأساليب القاعدة الإجرامية.


للأسف الشديد سوف لن يختفي الإرهاب الذي ينفذه الإرهابيون المسلمون مهما كانت اليقظة الأمنية، وقوة التصدي له.. لأن هذا الإرهاب يستمد قوته وإستمراريته من تفسيرات خاطئة للدين، وأهاوم القرب من الله والحصول على الجنة، لقد ساهم الخطاب التكفيري للمسلمين وجرائم الإرهاب التي نفذتها القاعدة في إيقاظ مشاعر التطرف لدى الآخر كرد فعل على التهديدات التي تستهدف حياة المسيحيين وحضارتهم.

[email protected]