تطرح مشكلة إنخداع ملايين الناس في العالم بالمجرم جيفارا.. مشكلة غياب المعايير العقلانية والإخلاقية في تقييم الأشخاص والأحداث والأفكار، ونقدمه هنا كنموذج على تعرض الجماهير للخديعة والتضليل بشكل جماعي، وحقيقة جيفارا مختلفة جدا عن الصورة الرومانسية الزائفة التي سوقتها له الأحزاب الشيوعية وأظهرته على شكل (مناضل إسطوري)!

من حيث المعتقد الإيديولوجي يؤمن جيفارا بالشيوعية التي تدعو الى الشمولية وتكريس الدكتاتورية وإنتهاك حقوق الإنسان وتدمير فرديته وخصوصيته لصالح هرطقات وهذيان الأوهام الشيوعية، وهو صمت أو وافق على قتل ملايين الإبرياء في الإتحاد السوفيتي وغيرها من الدول على يد الأحزاب الشيوعية.

وعلى صعيد الممارسة، إرتكب جيفارا العديد من جرائم القتل الجماعي عند دخوله مع كاسترو ومجموعة المخربين الى كوبا، حيث قام بإعدام الكثير من المواطنيين الكوبيين من دون محاكمة بحجة انهم من اعوان النظام ، ثم حاول تخريب حياة الشعوب في بعض دول أمريكا اللاتينية وتحريضها على العنف بهدف تطبيق الشيوعية وإشاعة الدكتاتورية ورفض حقوق الناس في الحرية والديمقراطية.

وامام هذا الفكر المنحرف، والسلوك الإجرامي.. كيف خُدع الناس به، وإكتسب هذه الدعاية والشهرة؟ الجواب يطرح خطورة تعرض الجماهير الى غسيل الدماغ الجماعي وتضليلها من قبل الدعاية السياسية والإعلامية بالتزامن مع غياب المعايير العقلانية والإخلاقية عند التحليل والتقييم.

ولدينا نماذج كثيرة من عمليات الخداع التي تعرضت لها الجماهير على سبيل المثال : إنخداع قسم كبير من الجماهير العربية بالطغاة والمجرمين : صدام حسين، حافظ الأسد، جمال عبد الناصر، ياسر عرفات، إبن لادن، حسن نصر الله، الخميني... وغيرها من الأسماء التي حصلت على سمعة زائفة تخالف حقيقتها الإجرامية!

بعد إعتقال جيفارا وإعدامه.. أثبت التاريخ خطأ نهجه وسلوكه، وإنهارت الشيوعية، وإنتصر العالم الحر والليبرالية، ومباديء حقوق الإنسان التي ناضلت من أجل كرامته الفردية التي سحقتها الأيديلوجيات الشمولية : الشيوعية والقومية والدينية.

وعند تطبيق المعايير العقلانية والإخلاقية الوطنية.. نجد ان عناصر وكالة المخابرات الأمريكية الشجعان الذين إعتقلوا جيفارا ، قاموا بعمل نبيل وشريف من خلال محاربة الشيوعية دفاعا عن مصالح وطنهم و الحرية والديمقراطية لجميع الشعوب.

[email protected]