توقع المشاهد من قناة الحرة التي مقرها داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. ان تكون قناة متميزة تختلف عن الإعلام التلفزيوني التقليدي السائدة، وتقدم له شيئا جديدا ينقذه من الروتين الممل وهذا الهبوط والتكرار في معظم التلفزيونات الناطقة باللغة العربية، ولكن ما يؤسف له هو وقوع الحرة في نفس المشكلة وتحولها الى قناة عادية تكرر الصورة النمطية للإعلام العربي الفاشل!

بل تحولت الحرة الى قناة محافظة تقليدية تبث من عاصمة الحرية والفرح واشنطن ، وصرنا نادرا ما نشاهد المذيعات والمذيعيين على شاشتها وهم يبتسمون ويتبادلون كلمات المزاح!

تعرف قناة الحرة عن نفسها بإنها (( قناة تلفزيونية غير تجارية ناطقة باللغة العربية و مكرسة بصفة رئيسية لتقديم الأخبار والمعلومات وتغطية الأحداث في الشرق الأوسط والعالم)) وهذا التعريف يعبر عن رؤية خاطئة لوظيفتها التي هي بحاجة ماسة الى التغيير، فالمشاهد العربي لايحتاج الى المزيد من القنوات الفضائية التي تنقله له أخباره المعروفة لديه، وتكرر نفس التحليلات الإنشائية الغوغائية ، خصوصا ان دخول الانترنت كمنافس قوي في تغطية الأخبار والأحداث أفقد الفضائيات الكثير من أهميتها، وأصبح المشاهد لايجد وقتا لمتابعتها.


وتلفزيون الحرة لايقدم أي جديد في برامجه الحوارية وتقاريره ونشرات أخباره، فهو نسخة مملة من بقية الفضائيات التي أصبحت متشابهة لدرجة نرى نفس وجوه المحللين التي تتجول على الشاشات العربية وتجتر نفس الكلام، ولايعقل ان تكون وظيفة الحرة التي تبث من عاصمة الحضارة والعلم واشنطن إستضافة رجال الدين وشيوخ العشائر والشيوعيين وتتحول الى منبر يقدم الفرصة لظهور هذه الأصوات المثيرة للإشمئزاز، وتهدر الأموال على برامج فاشلة لاتقدم جديدا للمشاهد ولاتحظى بنسبة متابعة معتبرة !


لذا أقترح ان تتغير وظيفة الحرة وتصبح قناة أمريكية ناطقة باللغة العربية، بمعنى تكون مهمتها نقل الاخبار والأحداث داخل الولايات المتحدة الأمريكية فقط الى المشاهد العربي، والتعريف بالحياة والقيم الأمريكية العظيمة التي من الضروري إطلاع المشاهد عليها، وبهذا تكون فعلا قناة متميزة تقدم كل يوم شيئا جميلا وممتازا للمشاهد غير موجود لدى القنوات الأخرى الناطقة باللعربية.


ويترتب على تغيير وظيفة الحرة وتخصصها بنقل مايدور من أحداث وأخبار وحوارات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، والتبشير بالقيم الأمريكية الإنسانية والليبرالية، يترتب على هذا التحول الجذري مايلي :

أولا - إلغاء كافة مكاتبها في البلدان العربية، وإفتتاح مكاتب لها في أبرز الولايات الأمريكية.


ثانيا - الإستعانة بالكوادر الإعلامية الأمريكية الناطقة باللغة الانكليزية في تقديم البرامج والحوارات وترجمتها فوريا الى اللغة العربية صوتيا وليس كتابة .

وأقترح التركيز على العناصر الإعلامية العربية المسيحية في تنفيذ عمل الحرة.. لأن المسيحي العربي - بصورة عامة - أكثر إيمانا بالقيم الأمريكية الليبرالية من غيره، وأكثر حبا وإخلاصا للولايات المتحدة الأمريكية.


ومن الضروري جدا إلغاء الترجمة المكتوبة تماما من عمل الحرة، فالمشاهدين العرب بعضهم لايجيد القراءة، والبعض الآخر غير مستعد لمتابعة قراءة الترجمة نظرا لسرعتها وصغر حجم حروف الكلمات، لذا فإن الحرة اذا أرادت ألا تخسر المشاهد عليها الإهتمام بالترجمة الصوتية فقط لجميع برامجها وأخبارها.


ان تحول الحرة الى قناة أمريكية ناطقة باللغة العربية متخصصة بتغطية تفاصيل الحياة والأخبارالسياسية والعلمية والرياضية والفنية وغيرها داخل أمريكا، والتبشير بالقيم الأمريكية الجميلة.. هي وظيفة تنسجم ومع أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي تعمل على تعريف العالم بأمريكا وقيمها، وايضا تنسجم هذه الوظيفة مع حاجة المشاهد الى قناة تلفزيونية تقدم له شيئا جديدا مختلفا عن الإعلام السائد.

تنويه :

كتبت هذه المقالة حبا بالحرة وأمريكا، وليس من أجل الحصول على فرصة للظهور على شاشتها، وأعتذر مقدما عن تلبية الدعوات للإشتراك في البرامج التلفزيونية كافة.

[email protected]