تمر في هذه الايام ذكرى الغزوالصدامي للكويت وحقيقة هذا الغزو ان الكويت هي من quot; نفخت quot; صدام لذلك كان من الطبيعي ان تنال قسطها من حالة الانفجار الصدامية في ذلك الوقت بعد ان كان الشعب العراقي قد دفع اثمان باهضة قبل الغزو وايضا بعده والعامل المشترك بين ماقبل وما بعد كانت الكويت نفسها ففي الاول ساندت صدام الديكتاتوري الاقصائي والحربي بكل انواع الدعم المادي والامني والسياسي والاعلامي وفي الثانية وبعد غزو صدام طالبت الشعب العراقي ومازالت ان يدفع ثمن مواقف دعم الكويت لصدام وهذا كان وسيبقى سر المقتل في علاقة الكويت بالعراق .

اليوم ونحن في اب 2011 تتصرف الكويت اتجاه العراق وفقط اتجاه العراق بانها quot; امبراطورية quot; والعراق مجرد ضيعة او قرية صغيرة تعيش في ظلال تلك الامبراطورية الوهمية . وسرهذه الاوهام ان سمات وصفات الامبراطورية غير متوافرة في الواقع الكويتي المادي والديمغرافي والتاريخي وحتى الجغرافي والسياسي بل كل هذه السمات ومن باب الجدل متوافرة وبغزارة في جوهر العراق وتكوينه وامكانياته البشرية والاقتصادية والتاريخية والدينية المتنوعة لكن كثرة المؤامرات وعدم حصوله على فرصته المناسبة سبب تأجيل هذا الموضوع لا اكثر ولو على مستوى الاقليم والمنطقة والقارة .

الكويت اليوم لاتلعب بالنارمع العراق فحسب بل تجيد صناعة الخطر والكارثة على مستوى علاقة الواقع والوجود المتجاور وافاق المستقبل . فلم يعد يكفي الكويتquot; الاستحواذ quot; على ثروات العراقيين من خلال التعويضات التي تجاوزت 33مليار دولار لحد الان وهي اذ تاخذ هذه الاموال العراقية فانها تسلب لقمة الفقير من فمه وتقتسم مع العراقيين رغيف الخبز بدون أدنى وجه حق.

كما انها ومنذ عقدينquot;تشتركquot; بنفط العراق من خلال استخراج النفطمن جانب واحد وبطرق أفقية تارة ومن خلال الهيمنة على ابار عراقية تارة اخرى . والكويت لم يعد يكفيها ان تحث الامين العام للامم المتحدة وبعض الاطراف الرئيسية لبقاء العراق تحت طائلة البند السابع وارهاصاته التي اصبحت وبالا على العراق بل ان الكويت لم يعد يكفيها ان تحارب الخطوط الجوية العراقية وان تطارد طائراتها في كل مطارات العالم بل ان الامر وصل الى حد ان تضع منع دخول العراقي الى الكويت وبتصريح رسمي علني يضع بكفة واحدة المواطن العراقي مع الاسرائيلي!!

كل هذه التفاصيل وغيرها لم تعد تشفي الكويت, فذهبت اكثر من ذلك بعيدا هذه المرة وهي تضع طلقة الرحمة في هذه الجيرة والعلاقة quot; العربية والاسلامية quot; الغريبة التي أبتلي بها العراق قبل غيره واصبحت جزء من قدره الذي يجب ان يتعامل معه بحكمة وصبر وايضا بوجه اخر من الحزم والواقعية التي تفرضها تصرفات الكويت وليس غيرها . فبناء ميناء جديد ضمن حدود المياه الاقليمة العراقية الدولية لن يمر مرور الكرام كما تتصور الكويت ومن حرضها من بعض الحكومات الخليجية وغيرها من الدول , حتى وان تصورت الكويت ان الامور مجرد ممحاكة اعلامية ستنتهي بعد حين او حتى لو وقعت الكويت في شرك الاوهام التي تتعامل مع استثناء عراق جديد يعيد ترتيب اوراقه ويؤسس لبناء سياسي واجتماعي جديد لان ذلك الاستثناء لايمكن ان يكون هو القاعدة الثابتة والمتينة .

ومن الغريب ان يكون الاعلام الكويتي مشارك أساسي وخطير في تأجيج الامور مع العراق وفات على متطرفي هذا الاعلامانهم بتصرفاتهم هذه يستدعون مرة واحدة كل الهواجس والمخاوف عند الطرفين لذلك امنياتهم للعراقيين بحجاج جديد يقابله عند البعض امنيات بصدام جديد للكويت, وان نعت احدهم للعراقيين وكما جاء في الاعلام الكويتي بشعب quot; الشقاق والنفاق quot; سيقابله رد عفوي من العراق اكبر منه, ومن خرج بمقالة في صحيفة كويتية اخرى يطالب باسترجاع البصرة للكويت!! فسيخرج من العراق من يرد ان الفرع الكويتي من يجب ان يلتحق بالاصل العراقي وليس العكس. ومن خرج في الجانب الكويتي ليقول ان العراق دولة حديثة التأسيس والوجود سيقابله رد عراقي يقول له ابحث عنا في كتب السماء وستجدنا في حجر بابل واشور وسومر فنحن صناع احرفك التي تكتبها وتسخرها للانتقاص منا و نحن موطن ادم وحواء و ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام ونحن اهل مركب خاتم الانبياء محمد quot;صquot; ويزيدنا فخرا ان بلدنا موطن عترته الطاهره ومتوج بائمة الدين والقران علي والحسين quot;عليهم السلامquot;! واذا تجاوز الاعلامي المانع من على شاشة قناة العربية على حكومتنا الوطنية بانها صنع ايراني فسيكون الرد الشعبي العراقي بسيط وعفوي حيث سيقول نحن خرج منا فقط 12 مليون لانتخاب هذه الحكومة اكرر فقط 12 مليون فكم واحد خرج منكم لانتخاب حكومتكم! ثم الصناعة الايرانية ان وجدت بالفعل ممكن التغلب عليها من خلال صناديق الانتخابات لكن الصناعة الاخرى كيف يمكن تغيرها؟

هذا جرد بسيط من الاعلام الكويتي ومعه رد فعل الاعلام العراقي, فلماذا تجيد الكويت صنع مشاكل كبرى مع جارها الكبير العراق؟ ومع الاصرار الكويتي على خنق منفذ العراق البحري الوحيد لااعتقدان الكويت ستستمع براحتها على حساب العراق البلد او العراقيين الشعب, سوف يكون هذا الميناء المرتقب quot; شبعا quot; لكثير من العراقيين واذا كانت اسرائيل لم تذق طعم الاطمئنان والسكون مع حزب الله فقد يتكرر الام معالكويت وفق ماتوارد من اخباربأنها لنترى السكون والراحة والاطمئنان والامان من احزاب عراقية مسلحة ستجعل من شبعا الجديدة في العراق نقاط كسب في جعبتها السياسية, فمالذي تملكه الكويت ولا يملكه غيرها رغم امتلاكها عناصر القوة والردع؟

وهل اصلا ميزان القوة لصالح الكويت مقابل العراق؟العراق والكويت وكل المنطقة برمتها امام لغم قنبلة نووية مؤقوت تجيد صناعته الكويت لكن للاسف لاتقدر نتنائجه الكارثية جيدا.

على المستوى السياسي امام العراق عدةخيارات قد يكون اهمها اقفال الحدود البرية بشكل نهائي مع الكويت ليكون هذا الميناء مجرد اكوام حديدفي بوبيان . كما على الحكومات العراقية الحالية والقادمة ان لاتقع في فخ الكويت وبعض دول الخليج العربي المرسوم للعراق في هذا الميناء الكارثة, بل يكفي ترك الكويت وحدها تتعامل مع المجموعات العراقية المسلحة التي بدات تتجمع في الجنوب والبصرة للرد على هذاالميناء الكارثة, ولتتفضل القوات الكويتية لمطاردة هذه المجموعات المسلحة وليصدر مجلس الامن الف قرار من طراز 1701.

حقيقة الامر ان الكويت تصنع بوادر سمات غزو جديد لكنها يبدو لاتعرف حقائق الامور على الارض العراقية لان قواعد اللعبة تغيرت تماما ولم يعد لدينا في العراق quot; بطل قومي / قشمر quot;بل الخيارات تعددت بالرد, لذلك على حكماء الكويت ان ياخذوا دورهم في ارجاع الامور الى نصابها الحقيقي خاصة مع وجود حكومة عراقية وطنية منتخبة مازالت تصر على معالجة الامور بهدوء وحكمة وصبر لكن مع اصرارعلى عدم التنازل عن حقوق العراق, اما غير ذلك فان الكويت تصنع غزو جديد وتتصرف مع العراق بدور الامبراطورية القادرة المقتدرة المهيمنة المسيطرة وفات عليها ان كل ذلك مغموس في اناء الوهم والسراب وايضا الكارثة.


[email protected]