الحديث عن المدينة الغنية بالنفط والصراعات كركوك يصادفنا كل يوم عبر وسائل الإعلام لا سيما الإعلام الالكتروني الذي بدوره يحاول أن يجعل من هذه المعضلة محطة لجلب أنظار الرأي العام الدولي والمحلي,بعدما شهدت المرحلة الراهنة الكثير من الإخبار والتقارير تلوح بحدوث صراع مرير بعد خروج القوات الأمريكية من البلاد بحلول عام 2012 في المناطق ما يسمى المتنازع عليها.

حقيقة فأن الساسة بتصاريحهم هذه يحاولون إن يجعلوا من قضية كركوك مادة صحفية لكي تباع في سوق الصحافة,لكن.. الأمر يختلف عندما يصرح سياسي محنكً ولا يمد صلة بالمدينة وليس له أية خبرة في هذا الموضوع يحدد من خلاله المستقبل السياسي للمدينة وخصوصا فأن الوضع في المدينة يمر بمرحلة النقاهة إي يحاول الجميع جمع أوراقه السياسية من جديد لكي يعرف ما الذي كسبه وخسره في المرحلة الماضية من خلال دخوله المفاوضات حول مدينة كركوك,والاهم من ذلك فأن جميع المكونات الأساسية في المدينة قد وصلوا إلى قناعة يتم تنفيذها في المرحلة القادمة حول إن أية حلاً للمستقبل السياسي لمعضلة كركوك يتم عبر توافق ورضى الجميع.

إن التصريحات التي تأتي في الوقت الغير الملائم فأنها تضرً المجريات في مدينة كركوك,والأغرب من ذلك هنالك نرى بعض الساسة كانوا في ضمن كتل تدافع عن بقاء مدينة كركوك ضمن النسيج العراقي وتستبعد الحوار خارج هذا المضمار.وألان بعدما تركت كتلها بسبب مناصب اليوم تحاول عبر هذه التصريحات تبرر خروجها من تداعيات الفشل!.

منذ تأسيس البرلمان العراقي عبر التعيين والانتخابات التشريعية فأنه وبعد الكثير من المناقشات وسن قوانين وحتى بعد إدخال المادة 140 إلى الدستور العراقي لم تستطيع الكتل إيجاد حلول لهذه المعضلة,حتى في بعض الأوقات كادت هذه المعضلة تعصف العملية السياسية برمتها لكن نظرية التأجيل الذي ورثناه من أيام المعارضة قد أصبح مصير تباحث في هذه القضية.

والسبب في كل ذلك هو انعدام مفهوم الجلوس مع المقابل من اجل الخروج بموقف يرضي جميع الجهات ذات العلاقة بهذا الموضوع بواسطة المائدة المستديرة,وليعلم الجميع أن الطريق المؤذي الى حلحلة هذه القضية الصعبة تمر من داخل كركوك ومن بين أحشاء أبناءها والمستقبل السياسي هو بيد التوافق بين المكونات الأساسية وعسى على بعض الساسة بعدما أعلنوا إفلاسهم السياسي والذين ليست لديهم خبرة في هذه القضية أن يكونوا عنصر مساعد في الحلول وليس عنصر لإشعال فتيلة التراشق الإعلامي.