لو كنت مصريا مسلما ليبراليا أو واحدا من شباب الثورةلاتهمت الأقباط اليوم بالخيانة، لو كنت واحدا من الكتاب المسلمين الذين يدافعون عنالأقباط ويتحملون في سبيل ذلك الهجوم والشتائم والتكفير من بني دينهم وعقيدتهم، لتوقفت عن الدفاع عن الأقباط وقلت quot; يستاهلوا كل ما يجري لهمquot; ولما اضعت وقتي في الدفاع عن قضية باعها بعض رموز أصحابها، ولو كنت أخوانيا أو سلفيا ربما لما صدقت ما حدث اليوم من بعض قيادات أو بعض ما يقولون عن أنفسهم قيادات الأقباط، لقد أعطي هؤلاء هدية للتيار الديني ما كان يحلم بها باجتماع ما يسمي قيادات quot; الهيئة القبطية العامةquot; بجماعة الإخوان المسلمين.

أنهم ليسوا بقيادات بل تلاميذ، فليس لديهم القدرة علي قراءة الموقف السياسي ولا قدرة علي تقدير الظروف التييمر بها الوطن، أنحنوا للنظام المخلوع وهاهم ينحنون للنظام القادم، والثمن في الحالتين هو دم الأقباط، دم الأقباط ومستقبل الوطن اللذان وأقسم بالله لن أجامل أحد علي حسابهما،حتي لو كان هذا الأحد هو صديقي يوسف سيدهم وصديقي نجيب جبرائيل والذي كنت احسبه بطلا وشجاعا وأيهاب رمزي والمثقف شريف دوس، ولو كان بينهم أبي لأنتقدته، فلا صديق ولاصاحب ولا أخ ولا أب هو أغلي عندي من قضية وضعت عمري لأجلها وأحلم بالشهادة فيسبيلها ومستعد للتضحية بدمي من اجلها في أي وقت.

ونظرة لتاريخ هؤلاء نجد أن السيد يوسف سيدهم قد بدأ حوارا مبكرا مع الإخوان ثم أعلن وبعد عدة تجارب، أنه لا فائدة من الحوار معهم، ولا ندري ما الفائدة التي أكتشفها الرجل في هذه الإيام؟؟ والثاني نجيب جبرائيل سياسي متعدد الألوان كان حليف النظام المخلوع لأخر نفس لم نجده في التحرير واكتفي بالبيانات التي تؤيد النظام من مكتبه، ولا أحد ينسي له تحالفه مع النظام في أزمة حزب الغد ووضعه يده مع مصطفي موسي ضد أيمن نور، وها هو يضع يده في يد الإخوان ولا نعرف غدا مع من سيضع يده؟؟؟ أما شريف دوس فيكفي أن أقول عنه أنه يوم حادثة نجع حمادي ظهر علي شاشات التلفزيون وكان كالأسد وبعد انتهاء الحلقة التي شاركه فيها مايكل منير، تلقي اتصال تليفوني من أحد ضباط النظام، فقام بالإعتذار لمايكل منير عن إصدار البيان الذي كانا قد اتفقا علية بعد التسجيل، وقام بالابتعاد نهائي ان أي برنامج يناقش المذبحة لمجرد تليفون جعله يرتدي quot; الطرحةquot; ويجلس في البيت، أما أيهاب رمزي فأنا حزين لموقفه ومتعجب كيف تم إستدراجه وهو الشجاع البطل الذي رفض المساومة في قضية أبو فانا وفضل الانسحاب من القضية علي ان يساوم علي حق الأقباط وأقول له عد لرشدك وعد لشجاعتك لتعود مرة أخرى ثقتنا فيك.

أنه ذكاء الإخوان الذين يريدون أن يرسلوا رسالة للغرب مفادها أن الأقباط سيتعايشون معنا حالة وصولنا للحكم، ليذيبالخوف عند الغرب من وصولهم للحكم، ويزيل الخوف عند العالم من القضاء علي مدنية وليبرالي مصر ويا لها من سذاجة قبطية يخجل لها الجبين.

وسارع الجميع حفظا لماء الوجهبعد الاجتماع بأنهم حضروا ممثلين عن أنفسهم وليس عن ما يسمي بالهيئة القبطية العامة، ولا أعلم علي من يضحك هؤلاء أليس انتم المؤسسين للهيئة وانتم عناصرها وماالفرق بينكم وبين الهيئة إذا؟؟؟ لقد ماتت هيئتكم قبل أن تولد لقد فقدنا ثقتنا فيكم ولن تعود غير بالاعتذار عن هذا الاجتماع والتعهد بعدم عقد مثل هذه الاجتماعات مستقبلا.

البعض يتشدق بمبادئ الحبوالتسامح التي هي يجب أن تكون خصال الإنسان المسيحي وأقول لهؤلاء أتركوا أيهاالجبناء المسيحية ومبادئها ولا تخلطوها مع ألعابكم القذرة، وإذا كنتم فعلا رجالا متدينين هل تجرؤون علي الاجتماع مع إسرائيليين مثلا؟؟؟ أم أن هنا تقف مبادئ المسيحية وحبها يقتصر فقط علي جماعة تخطط لتطهير مصر من المسيحيين وتحويل الوطن لولاية إسلامية وهابية تحت علم دولة مجاورة؟؟؟


لا يفوتني أن أقدم اعتذارا لكل التيار الليبرالي وأخوتنا وشركاؤنا في الوطن وفي الحلم بدولة مصرية مدنية تضم كل المصريين عما قام به هؤلاء وأعلن ومعي ملايين من الأقباط الشرفاء أننا غير موافقين علي مثل هذه الاجتماعات ونعلن براءتنا من هؤلاء ومن هيئتهم، كما أننا نعلن انه ليس لنا حليف في مصر غير التيار الليبرالي ولن نعطي أصواتنا ولن ندعم او نساند سوي التيار الليبرالي.

أما هؤلاء الذين يريدون لنا أننحني ظهورنا ليركب عليها الإخوان فنقول لهم لن ننحني ولن نجتمع مع هؤلاء وسنكشفكمللشعب القبطي والشعب المصري الحر وسنقف لأفعالكم بالمرصاد، ولن يرضينا سوي دولة مدنية يتساوى فيها جميع المصريين مسلمين ومسيحيين وبهائيين ولا دينيين، سنظل نكافح ونناضل من أجل حلمنا لقد اعتدنا علي النضال، الفرق بيننا وبينكم أن حالة وصول الإخوان والتيار الديني للحكم سيقوموا بالقضاء على كلا الفريقين ولكن سيقضون علينا ونحن رجالا ممسكين بسلاحنا حافظين كرامتنا وانتم سيقضون عليكم بعد أن ينتزعوا أغلى شئ عندكم.