الشرق الاوسط كلمة اذا سمعها أحد ما لا يلبث أن تدخل ذهنه افكار و خيالات سرمديه كالحروب و الحقوق المسلوبة و قطع الرؤوس. في ذلك الشرق المظلم كانت ومازالت المحاولات مستمره في سبيل زرع الأفكار المسمومة في الاذهان، تلك الافكارالتي تشيد بان الشرق الاوسط هو التاريخ و القيم والأخلاق وبأن أوروبا و بلدان الغرب كفر ولا قيم ومبادئ فيها.

يا أيها الشرقيون المتفاخرون بالقيم والمبادئ التي لا تمتلكونها أقسم بانكم متفاخرون بالاشيئ هذه هي الحقيقه التي تعرفونها ولا تعترفون بها...
أخيراَ و بعدما خرجت من مزبلة الدنيا(الشرق الأوسط) بل الأحرى أخرجوني منها لانني أطالب بحقوقي، أخيرا رأيت أوروبا التي زورتموها باقوالكم السامه التي خرجت من أفواه كريهة وعرفت بان أوروبا هي بلاد الحق و الحريات، بلاد تحترم القيم حتى الإسلامية منها على عكسكم: فالديانات السماوية منكم بريئه يا قطاعي الرؤوس.
كوني كرديا سورياً ساقوم بأخذكم في جولة عبر صفحات الدفتر السوري وتاريخه وإعترافات حكامه المتناقضة مع أفعالهم الشنيعة.

فقد دافعّ الأكراد بدمائهم رخيصة في سبيل سورية في سبيل "عزتها و كرامتها و تحريرها" إبتدائا من الإحتلال العثماني حتى الآن وقد برزّ من بينهم أسماء بارزه من أمثال إبراهيم هنانو و أحمد البارافي وغيرهم كثيرون. فأنظروا الآن كيف يتعامل حكامها مع الشعب الكوردي الذي يقارب تعداده الثلاثة ملايين من بينهم أكثر من مئتان وخمسين الف شخص مٌجردين من الجنسيه السورية حيث لا يتمتعون باي حق من حقوق البشرية،لانه لا وجود لهم أصلاً بحسب البيانات السوريه( الدقيقة... ). إنظروا كيف يقومون بالإعتقالات العشوائية بين صفوف هذه الشعب الأعزل ومن بينهم طلاب الجامعات.
نعم حتى الطلاب الذين يُنظر إليهم في أوروبا على إنهم القاعة الصلبة التي تُبنى عليها الدول المتقدمة تقوم الحكومة السورية الدكتاتورية باعتقالهم وفصلهم من الجامعات بدلاً من الإستفادة منهم في بناء مستقبل زاهر للدولة.
ويا ليتهم يتوقفون عند إعتقالهم فقط بل يتهمونهم بتهمة الخطرعلى أمن الدولة ومن ثم يٌساقون الى الخدمة الالزامية ليكونوا جنوداً بين صفوف الجيش السوري. فكيف يٌساق أحد ما منهم على إنه خطرعلى أمن الدولة الى الخدمة الإلزامية ليدافع عنها؟.
سؤال يطرح نفسه فقط في دولة لا قوانين فيها إلا قانون الطوارئ والفساد والكذب. لكن الأكراد أفشلو محاولات إمحاء الهوية الكوردية واثبتوا حقيقة وجودهم على أرض أبائهم وأجدادهم في مواقع عديدة وآخرها إنتفاضة الثاني عشر من آذار عام الفين وأربعة وكان ذالك إنتصاراً مشهودا له.
حيث تبين ذلك في المقابلة التي أجرتها قناة "الجزيرة" مع الرئيس السوري بشار الأسد عندما إعترف بوجود القومية الكردية وقال بان القومية الكوردية جزءٌٌ من النسيج و التاريخ السوري. ولكن وللاسف تبين إن ذلك "النسيج" من صناعة سورية من نوعية ديكتاتورية من النخب الاول حيث ما لبثّ سرعان أن تمزق، فعمليات الاعتقال مستمرة كمسلسل مكسيكي طويل الحلقات، ولكن لا بد من نهايته يوماً ما. وما زالت الدولة تسمى نفسها بالجمهورية العربية السورية، أي انهم لا يزالون ينكرون وجود قومية غير عربية في سورية.

أرأيتم عشاق الكراسي ماذا يفعلون؟. إنها فعلاً آفة شرق أوسطية يتفاخر بها زعماء تلك الدول و يتسابقون على طول مدة بقائهم على تلك الكرسي.

أخيراً أريد أن اقول لكم يا أيها الحكام بأن ذلك الكرسي الذي تجلسون عليه سرعان ما يتحطم ويتحول الى عيدان شائكة تنغرز في أجسامكم، فتنحوا عنه ـ أيها الجيفة ـقبل أن تدور عليكم الدوائر فتختبئون كالجرذان مثل غيركم.

زيفار حسن نوري