يحق للاخوه العراقيين الحقد على من فجر نفسه في الحلة من سكان الاردن من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على اراضيه، ويحق للعائلات الثكلى العراقية ان تحنق على الاردن لكون من قتل ابناؤهم هو من الاردن. ولكن الحقيقية التي لا بد من معرفتها والتي تخشى الحكومة الاردنية الاعتراف بها ان القاتل رائد البنا هو فلسطيني من لاجئي عام 48 في الاردن، وليس اردنيا، ولان الحكومات الاردنية المتعاقبة منحت اغلب اللاجئين في الاردن والضفة الغربية الجوازات الاردنية فان هؤلاء اللاجئون يعاملون في خارج الاردن على انهم اردنيون بحكم الجواز الذي بحوزتهم.

ما يهمنا في هذا الاطار هو ان كل الدول المحترمة عندما يرتكب شخص ماساه بحق البلد الذي استضافه، ويسئ الى حسن الضيافة ودول الجوار، تقوم الدوله بالتعريف به وباصله، كان تقول فرنسي من اصل مغربي، وبريطاني من اصل باكستاني، وامريكي من اصل عربي، وارجنتيني من اصل سوري وهكذا، الا الاردن الذي تعاني من ازدياد اعداد اللاجئين يوما بعد يوم، حيث فاق عددهم اكثر من نصف السكان، وهؤلاء باتوا يشكلون ورطة في وجه الاردن ومشكله سكانية وانسانية مرشحه للانفجار بين ليلة وضحاها، ولا احد يعرف او لديه الجراءه على فتح هذا الملف، عندما يرتكب فلسطين ماساه بحق الاردن فلا يجرؤ احد القول ان هذا فلسطيني بدعو ان في ذلك عنصرية ضد.

المشكلة تكمن بان الاعلام الاردني مرعوب ويسطر على اغلب صحفه الفلسطينيون، حيث كانت الصحيفة التي نشرت الخبر فلسطينية ناشئه وجديدة، والتلفزيون الاردني الذي بادر البارحه للاعتذار كان قد استضاف اربعة شخصيات فلسطينية اضاف الى المذيعة يعيشون في الاردن. حيث تحدث مستشار جلالة الملك الشيخ الخطيب التميمي (فلسطيني )تبعه النائب ابو زنط( فلسطيني)، تبعه في الحديث على التلفزيون النائب ابو غيث (فلسطيني) ولم يتصل التلفزيون باي مسوؤل اردني الاصل سوى الناطق الصحفي باسم وزارة الداخلية الذي ابدا استياءه من الحادث الاجرامي. وكان الاردنيون مغيبون قصدا او نائمون، حتى ان الناطق باسم الحكومة الوزيرة اسماء خضر( فلسطينية) جاء ردها مبطن لا يشفي غليل. لا ادري الى متى يتعرض ابناؤنا في الخارج وسفاراتنا للاعتداء والتهديد بفعل ما يقوم به نفر يعيشون في الاردن وحملون جوازه ولا يحترمون اهله اذ يرتكبون المجازر باسم الاردن والانتصارات باسما بلادهم الاصلية. كان الاحرى (بالمجاهد ) البنا ان يذهب لتفجير نفسه في فلسطين اقدس بالف مره من تفجير نفسه بين العراقيين.

وعلى الحكومة الاردنية ان تعري كل من يحاول النيل من سمعة الاردن وان تسحب الجواز الذي اعطي له مؤقتا كي يتدبر به امره الى حين عودته من حيث اتى، لا ان يسافر به ليقتل الناس. وبالمناسة فانه يسكن في مدينة السلط الكثير من العائلات الفلسطينية التي نزحت ولجات في الحربين 48 و67 مثل النابلسي والبنا وغيرها، يعيشون الى جانب عشائرها العربية الاصلية، اضافة الى عيش الكثير من اللاجئين في الاردن اما في المخيمات ال 13 المنشره في المملكة او في المدن الرئيسة، وتحجم الحكومة عن الاعتراف بالمشكلة الفلسطينية في الاردن الا انها حديث المجالس والمنتديات بين الاردنيون. اذ يقدر عددهم بنحو ثلاثة مليون لاجئ ونازح ومهجر من اصل خمسه مليون عدد سكان الاردن.

اذا المنفذ فلسطيني والجريدة التي زفت الخبر في الاردن فلسطينية، واالنواب المتحدثون عن القضية في التلفزيون الاردني فلسطينيون ومذيعة نشرة الاخبار فلسطينية، ام المسبات والشتائم تاتي للاردنيين، وللسفارات الاردنية ولابناؤنا في الخارج. الى متى تبق الاردن ملطشة لكل من هب ودب، سوال يجب ان يجيب عليه الاردنيون فقط.

د. منور غياض ال ربيعات

محلل سياسي

استاذ في الاعلام الدولي