برلين: اتصفت اللقاءات الدورية الألمانية-السعودية التي انتهت ليلة أمس وتجرى كل عامين منذ 30 عاما هذه المرة بالإيجابية جدا وجمعت في برلين وفدين ضخمين، الوفد الألماني ترأسه وزير الاقتصاد الألماني فولفاغانغ كليمنت رافقه حوالي 30 شخصية رسمية و60 رجل أعمال ألمانيا والوفد السعودي تحت رعاية وزير المالية والاقتصاد إبراهيم العساف وحضر معه 50 شخصية رسمية ومن قطاعات مالية وصناعية واقتصادية.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "إيلاف" من مصدر في وزارة الاقتصاد الألمانية تركزت اللقاءات والمشاورات في الدرجة الأولى على كيفية تشجيع التعاون الاقتصادي والاستثماري وزيادة المشاريع الألمانية في المملكة، عبر تزويد كل طرف الطرف الآخر بالمستجدات الاقتصادية والتطورات لديه، وتعميق التعاون وتحديد أي المجالات يجب التركيز عليها فيما يتعلق بالمشاريع الحيوية.

وأجرى رجال الأعمال، بهدف التشاور فيما بينهم وذلك ضمن ما أسمي " بحوار رجال الأعمال الألمان والسعوديين" محادثات مهمة لتحديد إمكانيات استثمارية للجانب السعودي في ألمانيا خاصة في الأقاليم الشرقية وللطرف الألماني في المملكة على أصعدة مختلفة خاصة تطوير البنية التحتية مثل بناء شبكة سكة الحديد سوف تربط البحر الأحمر بالخليج العربي إضافة إلى مشاريع في قطاع النفط والغاز الطبيعي والصناعات الكيمائية ومشروع لتحلية مياه البحر.
وركز المجتمعون على قضيتين اعتبرتا من القضايا المهمة في العلاقات الثنائية، الأولى قطاع الطبابة الألماني الذي يريد كسب المزيد من المرضى السعوديين للمعالجة في المستشفيات الألمانية التي تأثرت بشكل كبير بسياسة الإصلاح التي نفذتها الحكومة الألمانية رغم تطورها التقني والعلاجي. والثانية زيادة التعاون على صعيد تأهيل اليد العاملة السعودية على أساس نظام التأهيل الألماني Duell System، ويجمع بين الدراسة والتدريب المهني، بعد انتهاج المملكة سياسة "سعودة" اليد العاملة من أجل التخفيف من اليد العاملة الأجنبية. وفي هذا الصدد تم توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد التقني العالي في مدينة بريمن وغرفة التجارة والصناعة في الرياض، حيث سيحدد الجانب السعودي في أي اتجاه يريد تحديث اليد العاملة السعودية وتطويرها، ينفذه خبراء تأهيل من المعهد.
وخلال الاجتماع تمت مناقشة مخطط لتطوير البنية التحتية التابعة للقطاع السياحي في المملكة بإشراف خبراء سياحة ألمان، فمن المتوقع تزايد عدد السياح السعوديين والعرب إلى المناطق السياحية السعودية.
لكن تم التركيز على قطاع الطبي فالمانيا تريد كسب المزيد من المرضى السعوديين اللذين يعالجون في الخارج خاصة بان تنفيذ مشروع اصلاحي حكومي لقطاع الطبابة اثر بشكل سلبي على المسشتفيات الالمانية لكن ايضا التعامل مع القطاع الصناعي المتوسط الذي ينتج التقنية العالية وينتجون الى جانب الشركات الكبرى مثل سينما وغيرها .
وفيما يتعلق بالتأهيل المهني تريد المانيا ايضا تقديم العون من اجل رفع مستوى اليد العاملة في المملكة خاصة بعد الاتجاه الى سعودة القطاعات الاقتصادية كافة من اجل الاعتماد على المواطينن وتخفيض اليد العملة الاجنبية.

لكن اليد العملة السعودية مازالت دون المستوى المطلوب لعدم وجود نظام تاهيل مهني وهناك تريد السعودية الحصول على مزيد من الخبرة الالمانية خاصة فيما يتعلقة بالتأهيل المزدوج Duel Beruf Ausbildung System. وفيما يخص ذلك تدرب شركة سينمس حاليا قوى عمل في معاهد ومصانع في المملكة نفسها خاصة بعد البدء في توظيف نساء سعوديات في بعض المجالات المهنية. وفي رأي مسؤولة في شركة سينمس فإن هؤلاء العاملات نشيطات بشكل ملفت ويردن ابراز كفاءاتهن ومؤهلاتهن بشكل جيد .