موسى الخميسي من روما: أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أن الحملة الدولية لتثقيف سكان الريف في أمريكا اللاتينية التي سيتم إطلاقها في سياق ورشة العمل الإقليمية التي تُعقد في العاصمة التشيلية ، سانتياغو في الفترة من 3 إلى 5 أغسطس/ آب 2004 تحت شعار "الأمن الغذائي وتثقيف سكان الريف" ، من شأنها أن تُسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية وتساعد في الحد من الجوع وسوء التغذية والفقر في أمريكا اللاتينية .

ويشارك في تنظيم ورشة العمل المذكورة التي ترعاها منظمتي "فاو" و"يونيسكو" معهد عموم أمريكا اللاتينية للتعاون في قطاع الزراعة، البنك الدولي والمديرية العامة للتعاون الإيطالي من أجل التنمية.

ومن المتوقع أن يشارك في الورشة نحو 100 من صُنّاع القرار ومخططي التنمية في وزارتي الزراعة والتربية ومنظمات المجتمع المدني، حيث ستركز الورشة على أفضل التوجهات التي تُسهم في تعزيز ثقافة سكان الريف في أمريكا اللاتينية.

وسوف تكون الدراسة الإقليمية التي أجريت مؤخراً حول تعليم سكان الريف وتثقيفهم في كل من البرازيل وتشيلي وكولومبيا وهندوراس والمكسيك وباراغواي وبيرو ، الموضوع الأساسي للبحث والنقاش في الورشة المذكورة.

ومما يُذكر أن غالبية الأُميين والمصابين بسوء التغذية في أمريكا اللاتينية يعيشون في المناطق الريفية.

ففي غواتيمالا ،على سبيل المثال، تُعد نسبة سكان الريف الأعلى في أمريكا اللاتينية وفئة البالغين من الأعمار بين 25 و59 سنة في المناطق الحضرية قد حظيت كمعدل في عام 1998 بست سنوات ونصف السنة من التحصيل الدراسي، في حين لم تتمتع نفس الفئة من سكان الريف إلاّ بعام واحد وتسعة أشهر من التحصيل الدراسي.

وإستناداً إلى خبيرة المنظمة السيدة لافينيا كاسبريني "أن الأمية وتدني المستوى التربوي يحد من الإنتاجية ،والقدرة على الكسب والتلاحم الإجتماعي ناهيك عن زيادة فرص التعرض إلى الجوع والفقر المطلق".

وتجدرالإشارة إلى أن الأبحاث الأخيرة توضح أن التعليم الإبتدائي للمزارع على مدى أربع سنوات يزيد بنحو 9 في المائة من نسبة الإنتاجية مقارنة بالمزارع غير المتعلم. وحين تتوفر ثمة مُدخلات مثل الأسمدة والبذور الجديدة أو المكائن الحقلية ، فإن نسبة الإنتاجية ترتفع إلى 13 في المائة.

وفي رأي السيدة كاسبريني "أن توسيع دائرة التعليم وتحسينها يمكن أن يكون أحد أهم الوسائل الفعالة للحد من الفقر والجوع وسوء التغذية حيث أن معدلات سوء التغذية تنخفض مع زيادة نسبة التعليم لا سيما في أوساط المتعلمات الإناث".


سياسات جديدة:
ويتزايد عدد الدول النامية التي تبدي إهتماماً بتعليم سكان الريف وتثقيفهم حيث أخذت تتبنى تلك الدول سياسات تجعل من السهل على سكان الريف التمتع بفرص التعليم.

ففي كولومبيا على سبيل المثال ، تبنّت نصف المدارس الريفية تقريباً نظاماً جديداً يؤكد على إتباع منهج التعليم التشاركي الذي يجمع بين القضايا الوطنية وصيغ محلية ذات صلة بثقافة وإحتياجات سكان الريف.

وفي المكسيك يؤمن البرنامج الثقافي للصحة والتغذية دعماً نقدياً إلى أكثر من 2,6 مليون أسرة فلاحية فقيرة ما دامت تلك الأُسر تواصل إرسال أطفالها إلى المدارس.

كما يؤمن البرنامج المذكور ملحقات لتغذية الأطفال الرضع وصغار الأطفال ضمن الأسر المشاركة، إذ بعد مرور ثلاث سنوات من التعليم ارتفعت نسبة الإنخراط في سنة الإنتقال الحرجة من المرحلة الإبتدائية إلى مرحلة التعليم الثانوي الى 20 في المائة للإناث و10 في المائة للذكور.

وتأتي الحملة المشتركة بين"فاو"و"يونيسكو" في إطار مبادرة الشراكة العالمية لتثقيف سكان الريف التي تقودها منظمة الأغذية والزراعة وتنفذها بالتعاون مع منظمة "يونيسكو" وأكثر من 100 جهة شريكة بما فيها المنظمات غير الحكومية والجامعات. وتدخل هذه الحملة أيضاً في نطاق المتابعة لمؤتمر القمة العالمي الذي إنعقد في جوهانسبيرغ حول التنمية المستدامة.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك مليار أُمي في هذا العالم بمن فيهم نحو 130 مليون طفل، وأغلبهم يعيشون في المناطق الأقل نمواً حيث تتركز الغالبية العظمى من الذين يعانون نقص التغذية والبالغ عددهم 840 مليون نسمة.