جوهانسبرج: قال محللون يوم الثلاثاء ان ارتفاع أسعار النفط أصبح عبئا مزدوجا على افريقيا اذ أدى الى ارتفاع التضخم في دولها الفقيرة المستوردة له في الوقت الذي عزز فيه سلطة نظم حكم فاسدة في دول منتجة. وانخفضت أسعار النفط الامريكي يوم الثلاثاء بعد يوم من خفض المملكة العربية السعودية أسعار مبيعاتها النفطية الى أوروبا والولايات المتحدة. الا أن سعر الخام الامريكي مازال يبلغ نحو 43 دولارا للبرميل وهو ما يمثل عبئا كبيرا خاصة على العديد من الدول الافريقية التي تعد من أفقر دول العالم.
وقال نويلاني كينج كونرادي من ان.كي.سي اندبندانت ايكونوميستس عن ارتفاع اسعار النفط "انه يرفع التضخم في الاساس ثم يتعين تقييد السياسة النقدية. وهذا يوءثر سلبا على الدخل القابل للانفاق." وأدت زيادة سريعة في الطلب على النفط وضالة الطاقة الانتاجية الاحتياطية الى ارتفاع اسعار النفط الى أعلى مستوياتها هذا العام لتقترب من 50 دولارا للبرميل من الخام الامريكي الشهر الماضي. وقال كينج كونرادي "من حيث حجم الاحتياطيات بالدولار فان الغطاء الاستيرادي (للدول الافريقية) ضعيف عامة."
حتى جنوب افريقيا التي تعتبر قوة اقتصادية اقليمية بدأت تشعر بوطأة الاسعار وحذر بنكها المركزي من أن أسعار النفط تمثل خطرا على أهداف التضخم. وقالت زامبيا الاسبوع الماضي ان التضخم السنوي سيرتفع من المعدل المستهدف وهو 15 في المئة الى 20 في المئة بسبب أسعار النفط. وأغلب سكان زامبيا يعيشون على أقل من دولار في اليوم. وارتفع التضخم في كينيا الى 15.8 في المئة في 12 شهرا حتى أغسطس اب من 8.5 في المئة في يوليو تموز. وتمثل أسعار النفط عبئا كبيرا على دولة مثل مالاوي التي انخفض متوسط نصيب الفرد من الدخل السنوي فيها الى 119 دولارا هذا العام ليسجل أدنى مستوى على الاطلاق.
وفي الدول الفقيرة المعتمدة على استيراد النفط يمتد أثر الاسعار الى جميع جوانب الاقتصاد فترتفع تكاليف النقل ومعها أسعار المواد الغذائية ويتحمل العبء الاكبر أكثر طوائف الشعب فقرا. ويتوقع محللون أن تستفيد قلة من الدول المنتجة للنفط في القارة من الارتفاع غير المتوقع للاسعار. وتلاحق شبهات الفساد أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في افريقيا جنوبي الصحراء وهي نيجيريا وانجولا وغينيا الاستوائية. ومن بين الثلاثة فان غينيا الاستوائية ستحقق أفضل مكاسب من ارتفاع الاسعار بناء على نسبة الانتاج الى عدد السكان. وتنتج غينيا 350 ألف برميل يوميا لكن عدد سكانها يبلغ نحو نصف مليون نسمة فقط أي أن الانتاج يكاد يعادل برميلا لكل مواطن. لكن انتاج نيجيريا يعادل برميلا لكل 65 نسمة اذ يبلغ مليوني برميل يوميا وعدد سكانها 130 مليونا.
وفي انجولا التي تنتج مليون برميل يوميا فان المعدل يبلغ برميلا لكل 13 مواطنا. لكن نسبة ضئيلة جدا من الثروة التي هبطت من السماء يصل الى المواطنين في غينيا الاستوائية التي يحكمها الرئيس تيودورو أوبيانج نجويما مباسوجو بيد من حديد منذ استولى على السلطة في 1979. ويقول البنك الدولي ان النمو السريع في الصادرات النفطية ظهر أثره في تحسن كبير في الموءشرات الاقتصادية لغينيا الاستوائية لكنه انعدم تماما في الجوانب الاجتماعية. ولم تحدد أنجولا ما ستفعله بالثروة النفطية المفاجئة لكن ما وصل منها في الماضي الى مواطنيها وأغلبهم فقراء قدر ضئيل. وتقول منظمات لحقوق الانسان ومانحون ان مليارات الدولارات من أموال النفط اختفت من خزائن الدولة في انجولا على مر السنين. ومع نقص طاقات التكرير أو انعدامها في دول منتجة فأن الفقراء تتزايد مشاكلهم اذ يشعرون بوطأة الاسعار كمستهلكين عندما يرتفع النفط.
التعليقات