سيعقد وزراء الدول المصدرة للنفط " أوبك" اجتماعهم العادي في فينيا يوم الأربعاء القادم. و سيناقش وزراء النفط أوضاع الأسعار وماحدث من تطورات الجديدة منذ آخر اجتماع لهم في شهر تموز (يونيو) في بيروت. وكذلك الأوضاع الحالية و أسعار النفط تحديدا لصالح الدول النفطية، وخاصة الدول التي تمتلك طاقات انتاجية و تصديرية، و للاستفادة القصوى من الأسعار القوية السائدة منذ أكثر من 3 أشهر.
الحقيقة أن منظمة " أوبك " ،في الوقت الحالي، لا تستطيع عمل اي شي لتخفيف حدة الأسعار التي لامست الـ 50 دولارا للبرميل. وهناك مواضيع مهمة لابد من مناقشتها في اجتماع يوم الأربعاء القادم و خاصة موضوعي سقف الانتاج و الذي لم تعد أي دولة من دول المنظمة تلتزم به حيث كل دولة تنتج بأقصى طاقاتها في محاولة لتهدئة أسعار النفط . ووصل فعلا معدل انتاج دول المنظمة الى 30 مليون برميل في اليوم و بالرغم من ذلك لم تهدأ الأسعار بل ارتفعت نتيجة لزيادة الطلب العالمي على النفط. والموضوع الآخر هو الاطار التسعيري لأسعار النفط والذي لم يتغير منذ إعلانه أواخر 1998 والذي يترواح بين22-28 دولارا للبرميل.
والاطارالتسعيري أو سلة "أوبك "هو عبارة لمعدل 7 نفوط مختلفة لدول المنظمة و المكسيك. والاطار التسعيري لم يعد فعالا أو مناسبا في ضوء المتغييرات و التغييرا ت التي تحدث و حدثت لأسعار النفط منذ بداية هذا العام. حيث وصل معدل سلة" أوبك" الى حوالي 38 دولارا أي بزيادة 10 دولارات للبرميل.
اجتماع دول منظمة " أوبك" في منتصف الأسبوع القادم لن يؤدي الى انخفاض أو الحد من ارتفاع أسعار النفط للفترة القادمة أي خلال فترة الشتاء. حيث لم تعد "أوبك" قادرة على قيادة و تهدئة الأسعار و ذلك بسبب عدم امكانية دول المنظمة من زيادة انتاجها من النفط حيث جميع الدول لم تعد لديها قدرات انتاجية اضافية وان وجدت الطاقة فان نوعية الخام المنتج هو من النوع الثقيل و ذو نسبة عالية من الكبريت ولاتصلح للأسواق الأميركية.وهناك احتمال بأن النوع الثقيل من النفط قد وصل درجة التشبع من الامدادات في معظم الدول المستهلكة للنفط حيث بدأت بعض الدول المصدرة بعرض خصومات على النفوط الثقيلة.
عدم قدرة و امكانية " أوبك " اثبات وجود كميات و طاقات فائضة من النفط لسد الطلب العالمي وخاصة في الفترة الحالية و مع تزايد الطلب العالمي، من جميع الاتجهات سواء من الصين و الهند و الولايات المتحدة، أدتا الى عنصر أساسي بالغ الاهمية هو عدم قدرة الدول النفطية في تلبية وسد احتياجات العالم من النفط و خاصة في فترة الشتاء القادم حيث يزيد الطلب عادة على 2 مليون برميل في اليوم.
و لهذ لا تستطيع المنظمة اتخاذ أي قرار سوي حول زيادة سقف الانتاج الحالي و لاتستطيع في نفس الوقت من تغيير النطاق السعري للنفط و تحت الظروف الحالية و المتغيرة و من جميع النواحي سواء السياسية أو الاقتصادية. ولا أحد يعرف حاليا أصلا كيف ستكون حالة و أسعار النفط للفترة القادمة و حتي نهاية السنة الحالية.
و لهذا لا يريد وزراء نفط دول "أوبك" تغيير الاطار تسعير الأسعار و خاصة ان أسعار النفط أصبحت من خارج نطاق المنظمة و هي الان تحت رحمة العرض و الطلب العالمي. و لاتريد المنظمة ان تتدخل و لماذا تتدخل طالما حتى و ان تدخلت فهل تستطيع المحافظة عليها و هي لاتمتلك الآلية لتصحيح الأسعار في الظروف الحالية و في غياب الاحصائيات و الأرقام لمعرفة الرقم الفعلي لاستهلاك النفط في العالم. و لهذا لن تتراجع أسعار النفط الى ان يتحقق ويتساوي العرض مع الطلب العالمي. و الفترة الحالية هي فترة راحة لمنظمة" أوبك" خالية من الضغوط العالمية.
*محلل نفطي [email protected]
التعليقات