ساري الساري من الرياض:تخطط شركة أرامكو السعودية بآمال كبيرة للدخول في الأسواق الهندية الضخمة في مجال التكرير والتسويق من خلال مشاريع الشراكة حيث تستهدف الشركة تصعيد مشاركاتها العالمية واغتنام الفرص الاستثمارية الناجحة التي تعزز قوة أداء الشركة.
وأكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين عبدالله جمعة في تقرير وزع اليوم الاثنين أن أرامكو وشل كانتا تسعيان معاً للدخول إلى السوق الهندية وكنا على وشك التقدم بعروضنا للدخول إلى شبكة التكرير الهندية غير أن ذلك لم يتم ولكننا لا نزال نراقب السوق الهندية الضخمة بحثاً عن فرص أخرى للشراكة لأننا نعتقد أن الهند تمثل سوقاً على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لأرامكو السعودية.
وأشار جمعة إلى نجاح تحالف أرامكو وشل في مشروع موتيفا بالولايات المتحدة وهو مشروع للتكرير وبيع الوقود بالتجزئة وقال نحن نتحدث باستمرار مع شل حول التعاون والدخول في مشاريع مشتركة تعود علينا بالنفع ونعتز بعلاقتنا مع شل في موتيفا ونرى أن الأمور تسير بصورة جيدة للغاية خاصة في ظل الأرباح العالمية التي تشهدها أسواق التكرير والتسويق في هذه الفترة.
أما مشروع ساسرف فهو أيضا من المشاريع المشتركة الممتازة التي تعود بالفائدة على المملكة وعلى كل من شل وأرامكو السعودية وتقوم شركة أرامكو السعودية بإمداد مشروعي ساسرف وموتيفا بالزيت الخام وهو ما يمثل فائدة كبيرة بالنسبة لنا. إضافة إلى الإيرادات التي نجنيها من أعمال التكرير والتسويق وفوق كل ذلك تأتي العلاقة الممتازة بين موظفي شل وأرامكو السعودية ولسوف نستمر في البحث عن فرص التعاون المشترك لأن علاقتنا تقوم على الثقة المتبادلة وتقدير كل من الشركتين لما تتمتع به الشركة الأخرى من روح مهنية حقيقية.
ونوّه بشركة الربع الخالي المحدودة وهي المشروع المشترك بين شل وتوتال وأرامكو السعودية والتي وقعت اتفاقية مع حكومية المملكة العربية السعودية للتنقيب عن الغاز الطبيعي والسوائل المصاحبة في منطقة امتياز تبلغ مساحتها 210آلاف كيلومتر مربع وقد منح المشروع المشترك هذا الامتياز بعد مفاوضات جرت على مدى السنوات القليلة الماضية في إطار ما يعرف بمبادرة الاستثمار في قطاع الغاز في المملكة.
وقال لقد اهتمت أرامكو السعودية دائما بمشروع الربع الخالي شأنها شأن شل وتوتال لأننا ببساطة نرى فيه صفقة جيدة ولذا فقد حرصنا على المشاركة فيه. وأوضح رئيس أرامكو بأنها فرصة ممتازة للأطراف الثلاثة فهذا المشروع المشترك سوف يتيح لكل طرف فرصة الاستفادة من أوجه القوة لدى الطرف الآخر كما انه يتعين لأي صفقة تجارية أن تفي بالمصالح والاحتياجات التجارية لجميع الأطراف المشاركة فيها وهو ما اعتقد أن مشروع جنوب الربع الخالي سيحققه في ظل هذه المساحة الشاسعة لامتياز جنوب الربع الخالي التي تمثل نحو 10% من إجمالي أراضي المملكة ولا تزال بكراً حتى الآن فإننا جميعا يحدونا الأمل في اكتشاف حقل غاز ضخم أو عدة حقول غاز ضخمة. لأن ذلك سيعود بالنفع على شعب المملكة واقتصادها وعلى جميع أطراف المشروع المشترك.
وقال أن أرامكو السعودية قدمت 10ملايين ساعة تدريب لموظفيها خلال العام الماضي وهو رقم لا تستطيع شركات كثيرة مجاراته.
وعن أهمية الدور الذي سيلعبه الغاز في مستقبل المملكة قال لقد اتخذت المملكة قرارا استراتيجيا منذ السبعينات بعدم تسييل الغاز لتصديره بل استخدامه في تنمية الاقتصاد المحلي بما يخدم المواطنين في المملكة ومنذ ما يزيد على عقدين من الزمان قامت أرامكو السعودية بإنشاء شبكة الغاز الرئيسية العائدة لها وكانت هذه الشبكة هي الاساس الذي استند عليه في بناء المدينتين الصناعيتين الكبيرتين في المملكة وهما الجبيل على الساحل الشرقي وينبع على الساحل الغربي كما أننا نوفر الدعم لمنافع الكهرباء والماء في المملكة. كما تواصل الشركة تطوير حقول الغاز التي اكتشفتها على مر السنين واكتشاف المزيد منها وهدفنا الآن هو اكتشاف أو اضافة 5تريليونات قدم مكعبة من الغاز إلى احتياطياتنا كل عام ومن ثم فإن خطة العمل الخمسية للشركة تهدف إلى إضافة 25تريليون قدم مكعبة إلى احتياطياتنا من الغاز، ان للغاز في يومنا هذا أهمية كبيرة جدا في تطوير الاقتصاد الوطني وسيظل كذلك في المستقبل وإذا ما اتيح لنا من خلال مشاريع الغاز المشتركة الجديدة اكتشاف أحد حقول الغاز العملاقة التي يمكن أن تفي باحتياجات الداخل مع وجود فائض يمكن اسالته وتصديره فلن نتردد في القيام بذلك.
وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية لشراكة أرامكو السعودية على الصعيدين الداخلي والخارجي قال جمعة أننا نريد أن نبقى ضمن كبريات شركات الزيت في العالم أن لم نصبح الأكبر على الإطلاق وان يستمر إسهامنا في دعم الاقتصاد العالمي فالشركة هي أكبر الشركات المنتجة للزيت في العالم والمملكة لديها أضخم احتياطيات زيت في العالم حيث تمثل ربع احتياطيات العالم من الزيت. أضف إلى ذلك أن الطاقة الإنتاجية لأرامكو السعودية وقدرتها على رفع هذه الطاقة من مستوياتها الحالية يؤهلنا للعب دور بالغ الأهمية في سوق الزيت العالمية لفترة طويلة قادمة، اما على الصعيد المحلي فإن الشركة هي التي تمد المملكة باحتياجاتها من الوقود حيث تقدم الدعم والمساندة لمنافعها كما توفر القيم لصناعة البتروكيماويات فيها ونحن نعمل جادين على وضع أسس استراتيجية محددة للشركة أهمها: بلورة أفضل السبل لدعم موارد وثروات الزيت والغاز لتشكل قاعدة صلبة ننطلق منها في تنمية وتطوير اقتصاد المملكة.