أعلنت "أبراج كابيتال" أكبر شركة استثمار للملكية الخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تتخذ من دبي مقراً لها عن استحواذها على حصة غالبة من أسهم الشركة الأردنية لصيانة الطائرات "جورامكو". واشترى "صندوق أبراج الاستثماري" هذه الحصة البالغة 80% من الملكية الأردنية الاستثمارية مقابل 55.1 مليون دولار واحتفظت الخطوط الملكية الأردنية بالحصة المتبقية والبالغة 20%.

تم توقيع الاتفاقية أمس الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمَّان في مقر الهيئة التنفيذية للتخاصية بحضور عادل القضاه رئيس الهيئة و الدكتور أمية طوقان رئيس مجلس إدارة الملكية الأردنية الاستثمارية؛ وعارف نقفي الرئيس التنفيذي لشركة أبراج كابيتال في إطار عملية خصخصة اتسمت بدرجة عالية من الشفافية وضمت قائمتها النهائية 5 متنافسين دوليين.

وأشار القضاه إلى أن عملية الخصخصة تمت من خلال عطاء تنافسي دولي اتسم بالشفافية وأنها تهدف إلى تعزيز الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص. وأكد أن الشراكة مع "أبراج كابيتال" ستتيح تنفيذ خطط توسعية فورية تؤدي إلى نقلة نوعية في تطوير خدمات الشركة مما سيجعل الأردن من أهم المراكز لخدمات صيانة الطائرات في المنطقة. كما ستؤدي الخطط التوسعية إلى إيجاد فرص عمل جديدة في سوق العمل المحلي".

وأضاف: "اتسم الأداء ومنذ بداية برنامج التخصيص في العام 1996 بكل كفاءة ونزاهة وشفافية كما اكتسب من خلال مسيرته مصداقية كبيرة انعكست إيجاباً على تشجيع القطاع الخاص المحلي والعربي والدولي للمساهمة في المشاريع الإنتاجية التي خضعت للخصخصة. وقد روعيت في تنفيذ البرنامج النواحي الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء إضافة إلى مراعاة حقوق العمال والعاملين في المؤسسات التي تجري خصخصتها والعمل على جذب وضخ استثمارات جديدة مباشرة وغير مباشرة من قبل القطاع الخاص. ولعل هذا الإنجاز دليل جديد على المناخ الاستثماري الجاذب في المملكة".

وفي أعقاب توقيع الاتفاقية قال عارف نقفي ان عملية الاستحواذ هذه تشكل إنجازاً بالغ الأهمية بالنسبة للشركة و للمنطقة بشكل عام. فهذا النوع من الشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص يعزز نمو الاقتصاديات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويحفز نمو أسواق المال وفرص العمل وبالتالي يرفد النمو الاقتصادي الشامل".

وتشمل الاستثمارات الحالية التي يديرها "صندوق أبراج الاستثماري" العديد من الشركات منها "أرامكس إنترناشيونال" و"شركة أموال" و"بي إم إيه كابيتال" و"سبينيس لبنان القابضة" و"سابتك الإمارات" بالإضافة إلى "جورامكو". وكان الصندوق قد انسحب من الشركة العمانية الوطنية للاستثمار القابضة "أونيك" المدرجة في سوق مسقط المالي بمعدل عائد داخلي نسبته 84% ويخطط في الوقت الراهن لإدراج "أرامكس انترناشيونال المحدودة" في أسواق المال الإقليمية.

ووصف هومايون شهريار المدير التنفيذي ومدير الاستثمارات المباشرة في أبراج كابيتال هذه الصفقة بأنها مسك الختام بالنسبة لاستراتيجية "صندوق أبراج الاستثماري" التي حققت جميع أهدافها تقريباً. وقال إن قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط يشهد نمواً سريعاً وأن أي صفقة شراء للطائرات في المنطقة ستعزز أعمال الصيانة والتصليح والفحص الشامل".
ولفت شهريار إلى أن "الموقع الاستراتيجي للملكة الأردنية الهاشمية على ملتقى الطرق بين أوروبا وآسيا يؤهل جورامكو للاستئثار بحصة سوقية كبيرة في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

من جهته قال بشير عبد الهادي الرئيس التنفيذي لشركة جورامكو إن عملية الخصخصة تمثل خطوة مهمة بالنسبة لتطور الشركة التي هي رابحة أساساً وتشهد نمواً مطرداً. وأضاف: "تعد جورامكو واحدة من ثلاث شركات في المنطقة تعمل في هذا القطاع الذي يشهد نمواً متزايداً. ونحن نخطط حالياً لتعزيز مواردنا وزيادة استثماراتنا في تقنية المعلومات والبنية التحية والتسويق كما سنقوم ببناء حظيرة صيانة جديدة تتراوح مساحتها بين 16- 20 ألف متر مربع لتلبية الطلب المتزايد في أسواق المنطقة".

وأوضح نقفي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستشهد قريباً موجة من الخصخصة لعدد كبير من شركات القطاع العام. وأشار إلى أن الأردن وعدة من دول الخليج قد اتخذت خطوات في هذا الاتجاه وحققت فوائد كبيرة على صعيد خفض عجز الميزانية وتعزيز أداء الشركات وربحيتها.

واختتم نقفي بالقول: "من المتوقع أن تتم خصخصة أكثر من 100 شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى عام 2010 وتقدر قيمة استثمارات هذه الشركات بأكثر من 50 مليار دولار. ومما لا شك فيه أن تحرير مبلغ بهذه الضخامة من خلال عمليات الخصخصة سيؤدي إلى تطورات مذهلة ستنعكس إيجاباً على حياة ملايين الناس في المنطقة العربية