وعود بتحسين أوضاع المعيشة والحياة المترفة:
الخيوط الجديدة للإيقاع بالشباب الفلسطيني
رزق علي عروق:تتجه الأنظار الأميركية نحو الحياة الفلسطينية خاصة بعد حالة التهدئة التي تعيشها الاراضي الفلسطيني في ظل الهدنة المتبادلة التي اعلنتها الفصائل الفلسطينية في وقت سابق الشهر الماضي.
الشباب الفلسطيني هم المرحلة القادمة وهم عماد المجتمع الفلسطيني، ولكن هناك من لا يريد لهم اي دور في بنائه, وانما يسعون الى جرهم بعيدا عن قيمهم ومبادئهم .
لم تكد الهدنة تعلن ويبدأ الشباب مرحلة جديدة ، حتى بدأت الاستخبارات الاميركية بمضاعفة نشاطها الذي كانت قد كثفتها بشكل كبير في الاراضي الفلسطينية وخصوصا خلال الاجتياحات والنكبات والمجازر.
واقع جديد يعيشه الشباب في فلسطين المحتلة في الحقبة الجديدة التي يعيشها بعد هدوء ملحوظ لانتفاضة الاقصى التي يجمع الكثيرون علي أنها أصبحت في فعل كان. بعد اجماع كبير علي وقف نشاطاتها, الميدانية سواء العسكرية او الجماهيرية.
حالة الهدوء التي يعيشها الفلسطينيون في اجواء الهدنة , مهدت لبيئة خصبة لنشر الدعوات الاميركية من خلال استخباراتها وعبر المتكررة الصحف ووسائل الاعلام الفلسطينية وحتى الاسرائيلية الناطقة بالعربية والعبرية.ومن هذه البرامج التي حاولت اميركا تغرير الشباب الفلسطيني من خلالها
برنامج غزة للحماية الامنية، برنامج الزائر، تسهيل معاملات ""Green Card" للهجرة الى الولايات المتحدة الاميركية والحصول على الجنسية الاميركية و برنامج الترجمة الفورية للجيش الاميركي.
مطلوب عملاء للمخابرات الاميركية في غزة
الصحف الفلسطينية وعلي رأسها صحيفة القدس المقدسية التي تصدر من منطقة تابعة للسيطرة الاسرائيلية المباشرة . نشرت باسهاب اعلانات صادرة عن السفارة الاميركية في تل أبيب وجهات امنية تابعة للسفارة لم يتم الكشف عنها .
وتناولت هذه الاعلانات برنامج أمني جديد اطلق عليه" برنامج غزة للحماية الامنية" ..للوهلة الاولى اعتقد الشبان ان الاعلان صادر عن احدى الجهات الحكومية الفلسطينية الا انه لاحقا تبين ان الجهة المسؤولة عنه هي جهات اميركية ممثلة بالسي أي ايه.وبعد معمعة وتحول الامور الى لعبة كلامية مباشرة بين وسائل اعلام واشارة بالبنان الي شخصيات فلسطينية ، تم تمرير الاعلان بسهولة فائقة ليصبح في متناول الشباب الفلسطيني. وفي تفاصيله ، يرتكز الاعلان على عرض طلبات توظيف لشبان من حاملي الجنسية الفلسطينية خاصة، وهي "الخضراء" ويعيشون داخل غزة ،للعمل ضمن البرنامج مقابل عائد مالي مغر ووعود بتحقيق الرفاهية وسبل المعيشة الخ....!
ولعل السبب الاساسي الذي ادى الى انشأء هذا البرنامج هو مقتل ثلاثة من عملاء المخابرات الاميركية في حادث انفجار مركبة كانت تقلهم شمالي قطاع غزة في وقت سابق من العام 2002 واعتقل على اثرها اربعة من قادة ألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، وهو فصيل مقاوم شكله شبان فلسطينيون أثناء انتفاضة الاقصى.
ومنذ ذلك الحين والوكالة الاميركية تدر أموالا طائلة في سبيل نشر اعلاناتها في الصحف الفلسطينية
وقد وصلت قيمة الجائزة للابلاغ عمن وصفتهم بالارهابين الفلسطينين الذين لا يريدون الخير والامان للفلسطينين خسمة ملايين دولار، حسب ما جاء في اعلان نشرته صحيفة القدس المذكورة أنفا.
ويرفع القائمون على البرنامج شعارات أبلغ ما توصف عادة بالرنانة، " من أجل الامان ـ الاستقرار الطمأنينية- السلام" واضاعة الفرصة على الارهابين وهكذا شعارات .
واجه البرنامج حملة اعلامية مضادة هدفت الي التوعية ولمن يحمله هذا البرنامج من مخاطر على المجتمع الفلسطيني،واعتبار المتعاون والمنخرط في صفوف البرنامج من المتعاونين مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي .كما وصف المشروع بأنه اختراق أميركي جديد للحياة الاجتماعية الفلسطينية .ويذكر ان عقوبة التعاون مع الاحتلال الاسرائيلي هي الاعدام .
" الزائر" و " Green Card"
برنامجان جديدا قديمان يخضعان لإشراف وزارة الخارجية وشؤون الهجرة الاميركية مباشرة . البرنامج عبارة عن دعوة مواطني الشرق الاقصى والادنى, وبعض دول اوروبا لزيارة الولايات المتحدة الاميركية لتعلم الحياة الاميركية .
واستجابة للمغريات المادية كالاقامة المجانية لمدة تتعدى اسبوعين، والاجر المادي الذي يتقاضاه الملتحقين بالبرنامج، قام عدد كبير من الفلسطينين وخاصة الشبان بتقديم طلبات للالتحاق بالبرنامج الذي يشترط اختيار فرد او اثنين من كل بلد للالتقاء بنظرائهم في نيويورك او واشنطن من دول عدة من بينها "إسرائيل" من اجل "تقريب وجهات النظر وتعزيز فرص السلام وازالة العواقب التي يراهم البعض شائكة بين العرب واليهود".
المواقع الاسرائيلية الناطقة باللغة العريبة وحتى العبرية لعبت دورا محوريا الي في عملية تسهيل الحصول على بطاقة " Green Card" للهجرة الى الولايات المتحدة من خلال الاعلانات التي نشرتها على مواقعها . ومن هذه المواقع النسخة العربية لموقع جريدة يديعوت احرنوت العبرية" www.arabynet.com" حيث بلغت الاحصائيات الاولية عن اشتراك اكثر من 2000 شاب في البرنامج خلال مدة لم تتجاوز الشهر.
عدد كبير ممن خدرتهم الاحلام الوردية للهجرة الى الولايات المتحدو تراجعوا عنها بعد التقارير الصادرة عن اجهزة الامن الفلسطينية التي كشفت نية الايقاع بهؤلاء الشباب للتعاون والعمل الامني والتخابر مع الاستخبارات الاميركية .
" للمترجمين فقط"
يعتبر من أحدث البرامج الامنية والمشرف المياشر عليه هذه المرة هو الجيش الاميركي الذي اتخذ من شبكة الانترنت وسيلة اعلانية واسعة النطاق. وعبر أشهر موقع وهو www.yahoo.com وضع الجيش الاميركي اعلانه من خلال برنامج ياهو للدردشة .
والبرنامج عبارة عن دعوة مباشرة من الجيش الاميركي للمترجمين العرب الذين يتقنون اللغة الانكليزية او لغات اخرى للعمل كمترجمين ومرافقين للجيش الاميركي والقوات الاميركية في المناطق العربية والاسلامية. وفي حين لم يكشف الاعلان عن المردود المالي وانما اكتفى بالقاشارة الى انه مغر وسوف يحسن من مستوى المعيشة للشبان الطامحين بالحياة المترفة.
فعلى من يجد في نفسه الكفاءة المشاركة في أي من البرامج المذكورة عليه الاتصال بالعناوين المعروفة لدى الجميع.
وسواء استجاب بعض الشباب الفلسطيني او لم يستجب يبقى الواقع انه يعيش في وضع صعب جدا ، فبين الاحتلال والمجازر الدائمة والمغريات التي تقدم له على كافة الاصعد .. فيجد نفسه في خضم تلك الصراعات يحاول الخروج منها باقل ضرر ممكن .
التعليقات