lt;الثلاثاء 22/6/2004:

هذا هو اليوم الذي إنتشرت فيه شائعات بأن «صفوت الشريف» سيصبح رئيسا لمجلس الشوري، وكانت مفاجأة، حيث أشيع قبل ذلك أنه سيصبح إما رئيسا للوزراء، أو علي الأقل نائبا لرئيس الوزراء، كان صفوت خلال الشهور الماضية من أقوي السياسيين في مصر، ففضلا عن قربه من الرئيس، فهو وزير الإعلام والأمين العام للحزب الحاكم، وبدا ملموسا داخل كافة الأوساط الصحفية والسياسية أن نفوذه أصبح كبيرا، إلي حد أن البعض رأي في شائعة ترشيحه لرئاسة الوزارة أمرا يكاد يكون عاديا. بالطبع أثارت الشائعة ذكريات صراع الجنزوري مع وزراء وزارته.

كان الرئيس في هذا اليوم قد بدأ يخضع - كما قيل - للعلاج الطبيعي من الغضروف في الفقرات القطنية، وقال البيان الرسمي الصادر قبل ثلاثة أيام حين سفره، أنه سيجري جراحة بسيطة بالليزر، قال البعض إن الجراحة ستستغرق علي الأكثر 45 دقيقة، وكان متوقعا أن يعود الرئيس غدا أو بعد غد، لكن الطبيب الألماني المعالج له نصح باللجوء للعلاج الطبيعي قبل الجراحة، مما يعني أن بقاء الرئيس سيطول في ألمانيا عما أعلن من قبل، ولوحظ أن التليفزيون والصحافة أشارا لمسألة العلاج الطبيعي، في شفافية غير مسبوقة، بدأت بالإعلان الرسمي عن مرض الرئيس، وسفره لإجراء جراحة في ألمانيا، في اليوم التالي لإطلاق شائعة وفاته.

طوال مدة بقاء الرئيس في ألمانيا سرت حالة من الترقب والتساؤل حول من يدير البلاد، مع الإشارة لوجود أجنحة في السلطة ـ بدأت صحف المعارضة تشبر إلي ـ صراعات بين هذه الأجنحة ـ حسب هذه الصحف ـ : «جمال مبارك ومجموعة من الشباب وعلي الدين هلال وزير الشباب، ومجموعة كمال الشاذلي وصفوت الشريف ومعهم - أو بمفرده - رئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، بالإضافة إلي محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع، وعمر سليمان مدير المخابرات، الذي تكررت الشائعات عن الإتجاه نحو تعيينه نائبا لرئيس الجهمورية، الإشاعات تضاربت اليوم، رشح البعض عمر سليمان كنائب للرئيس، والبعض قال إنه سيصبح رئيسا للوزراء، ومع الشائعات قيل إن وزير الدفاع «طنطاوي» لن يستمر في وزارته وأنه يرغب في التقاعد.

صباح هذا اليوم، جلست لحوالي نصف ساعة مع الوزير، فلم يكن لديه مواعيد مهمة، تطرقنا للشائعات، وقال إنه يعلم منذ الأمس بانتقال «الشريف» لرئاسة مجلس الشوري، وأشار إلي جريدة «الأخبار» التي كتبت «رئيس جديد لمجلس الشوري».. ثم أشرت له لمقال «سمير رجب» في الجمهورية في اليوم نفسه، وفيه تضخيم لمجلس الشوري وأهمية دوره (!)، وأطلق «رجب» وصف المجلس «الوقور» في منافسة الوصف المعروف عن، المجلس «الموقر».. مجلس الشعب.

مساء نفس اليوم أذاع التليفزيون خبرا يقول: «مبارك يطلب من صفوت الشريف ترشيح نفسه في إقتراع إختيار رئيس مجلس الشوري»، وبالتالي أصبحت الشائعة قرارا جمهوريا، فالاقتراع «عرض فني» معروفة نتيجته مسبقا.

أثناء جلستي مع الوزير صباحا تحدثنا عن السياسة في مصر، وأنها تحتاج إلي محترفين، ووزراء سياسيين، وقلت له: إن الإدارة تعني نجاح المدير الناجح لأي موقع يشغله، واستشهدت بـ «دومينيك دوفيلبان» الذي كان وزيرا للخارجية الفرنسية، واشتهر خلال إعداد أمريكا للحرب علي العراق، من خلال معارضاته «كولين باول» وزير الخارجية الأمريكي، وكلماته - دوفيلبان - في مجلس الأمن، وخلال تلك الفترة، نفسها نشر «دوفيلبان» ديوانا شعريا له، وقال إنه يكتب الشعر منذ صباه، وفي حكومة فرنسية جديدة فوجئت بأن «دوفيلبان» وزيرا للداخلية!، وقلت لم نسمع له اعتراضا، ولا سخرية من الفرنسيين، والتساؤل حول علاقة الخارجية بالداخلية، لكن أعتقد أن الوضع في فرنسا أقل غرابة من بريطانيا الذي كان وزير داخليتها في ذلك الوقت ـ بلانكيت ـ «رجلا كفيفا!».

الوزير قال خلال مناقشتنا: «تعرف، لو ماكنتش وزير ثقافة، كان نفسي أكون وزير إيه؟.. وزير داخلية، فهي تحتاج للثقافة والفكر والخيال كحاجتها للسياسة والأمن».

وأضاف «والله أنا خايف يدولنا الإعلام مع الثقافة» فقلت: هل هذا ممكن، قال: آه المفروض قانونا أن وزير الثقافة يحل محل وزير الإعلام والعكس صحيح»، قلت لكن الوزارة ستتحول إلي مجلس أعلي؟، قال الأمر سيأخذ فترة ليست قصيرة، حتي يتم إعداد قانون جديد للمجلس، ثم يمر القانون عبر الدوائر التشريعية في مجلسي الشعب والشوري، ثم يعتمده الرئيس، وخلال تلك الفترة لابد من وجود وزير للإعلام لتسيير أعمالها.

بعد انتهاء العمل، وانصراف الوزير اتصل بي «وحيد المجيد» كان وقتها نائب رئيس هيئة الكتاب، واستمر حديث الشائعات، حول تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس، وأن أكثر ما استفز صفوت الشريف هو أن الذي أبلغه طلب الرئيس بانتقاله إلي مجلس الشوري هو «عاطف عبيد» وأن الرئيس لم يبلغه ذلك بنفسه، وفي المساء أعلن التليفزيون أن الرئيس هو الذي طلب ذلك من صفوت».

مساء اليوم نفسه اتصل بي عدد من الزملاء الصحفيين، واتصل مهنئا، بإسناد وزارة الإعلام إلي «فاروق حسني» بالإضافة إلي وزارة الثقافة، كذلك هنأني «عبد اللطيف المناوي» والصديق الراحل «فتحي عامر» و«خيري رمضان» و«حبوشة» وكثيرون، وقال لي «المناوي» إن الشائعة مؤكدة، واتصلت بالوزير في المنزل، ورد عليّ أحد السكرتارية وقال «انت فين يا عم أول مرة حد يسبقك في الأخبار.. قلت: صحيح الوزير أضيفت له الإعلام؟ قال: «الجزيرة» أذاعتها والصحفيون اتصلوا وأبلغونا ذلك لكن الوزير قال معرفشي، فقلت له: إديني الوزير، قال: هو معاه ضيوف طلاينة، أول ما يخلصوا أو يعرف يرد أنا اللي هاتصل بيك».

بعدها بنصف ساعة، اتصل بي الوزير، وبادرني بنوع من الإنزعاج: «يا محمد إنت قلت لحد إنه سيضاف لنا وزارة الإعلام؟» إستغربت وقلت: دا أنا لسه صاحي من النوم و«المناوي» وآخرون أتصلوا بي، وهم الذين ابلغوني بالخبر، وظنو إني أنكر علمي بالموضوع لأنني لا أعرف بتأكيد الخبر!.. قال: «تامر» - ابن اخته يعمل بمراسم مجلس الوزراء وهو شاب صغير دخل لجنة السياسات مع جمال مبارك في الحزب الوطني، كانت له مواهب استثمارية، ثم لم يعد في حاجة لخاله ولم يكن يهتم به - المهم قال: إن «تامر» أبلغه أن صحفيين أبلغوه - تامر - إن الخبر صحيح لأن الذي أعلنه هو «محمد عبدالواحد» مدير مكتب الوزير، وحسب رواية «تامر» للوزير إنه قال لهم.. مفيش منصب اسمه مدير مكتب الوزير، قال لي الوزير: عاوزين ننفي ذلك، قلت له: مين هما الصحفيين.. قال : اتصل «بتامر»، قلت له أعطيني تليفونه، وأملاه لي، واتصلت به وسألته: «تامر» إيه الحكاية ومين هما الصحفيين دول، قال: بـ «لوع».. صحفيين في مجلس الوزراء قالوا إنك قلت ذلك، قلت له: مين هما يا «تامر»، وظل يراوغ قائلا: «يا عم دا موضوع بسيط»، فقلت له بصوت عال: إذا لم تكن تريد أن تعرفني أسماءهم، فقل ذلك للوزير، فهو سيفهم من أسمائهم دائرة علاقاتهم وغرضهم من الزج باسمي في الموضوع، قال: سأتصل به».

بعد ذلك اتصلت بـ «عبداللطيف المناوي» أعربت له عن استغرابي من هذا الموقف، وقلت له: كل ما فعلته أنني طلبت من «أحمد موسي» و«حبوشة» عندما أبلغاني بالخبر قلت لهما: عايزين نسأل «الديسك» السهران في «الأهرام» وهل سينشرون الخبر في الطبعة الثانية للأهرام - كنا 11 مساء - وأبلغاني - حبوشة وموسي - الرواية نفسها «أنهما اتصلا وقال لهما - كل علي حدة - إن الخبر جاء علي وكالة الأنباء الفرنسية وأنه - نبيل عمر «الديسك» السهران - اتصل «بسامي متولي» مدير تحرير الأهرام، ليسأله عن إمكانية نشر الخبر، فقال له «سامي» لا تنشر إلا عندما يتم تأكيده من رئاسة الوزراء، ووروده عبر «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، اتصلت بالوزير وأبلغته عن مراوغة «تامر» وأن كل ما فعلته هو ما سبق ذكره، فقال يعني الخبر مش نازل في الأهرام؟ قلت: لأ، قال: «كويس.. عاوزين ننفيه لأي حد يتصل بيك» وبعد الاتصال بقليل تذكرت أنني نسيت أنه - الوزير - كان يتحدث بنبرة صوت كان واضحا أنه يريد أن يسمعها لأحد ما، ربما يتنصت علي التليفون، وردد كثيرا «إن ذلك غير صحيح، وإنني لا أعرف شيئا وهذا الخبر سيعمل لي مشكلة مع صفوت.. إلخ» لكن الحقيقة أن الوزير وهو يقول «يعني الخبر مش نازل في الأهرام.. بدا متأكدا من صحته، وبعدها عدت إلي صوته وصورته صباحا في مكتبه وهو يقول: «الخوف يضموا لنا الإعلام»، قال ذلك بنفس طريقة المتعفف، والمضغوط عليه للتفضل بقبول إضافة وزارة جديدة له، وهو أمر يشبه تصريحه الدائم بأنه: «زهق من الوزارة ويريد تركها».. فهمت أن الشائعة مؤكدة وأنه كان يعلم بالأمر، وأنه - وهذا طبيعي - ينتظر أن يخبره رئيس الوزراء - أو غيره - إسناد وزارة الإعلام له، ورأيت أن أهم ما في تلك الأحداث بالنسبة له:

- إزاحة صفوت عن أي موقع مهم

- وأن يحل محل «صفوت» بالإضافة إلي وزارته، وأنه لذلك حقق إحدي أهم رغباته، بإثبات أنه أهم من «صفوت» الذي لم يكن ليهتم بعرض أنشطة وإنتاج وزارة الثقافة من مسرحيات ومهرجانات وندوات.. إلخ، في نفس الليلة قال لي الوزير: إن «عبدالله السناوي» رئيس تحرير «العربي الناصري» اتصل بصفوت الشريف واستقي منه تلك المعلومات، فقلت للوزير: إذن عبدالله هو الذي أبلغ «حسين عبدالغني»، مدير مكتب الجزيرة في القاهرة الذي أذاع الخبر في النشرات المسائية للجزيرة، وبالمناسبة سبق «لحسين» أن أذاع منذ ثلاثة أيام أن «مبارك سيعين نائبا له ليدير البلد خلال سفره لإجراء جراحة في ألمانيا» وتمخض الخبر بعدها بيوم عن تفويض «مبارك» لـ «عاطف عبيد» بإدارة شئون البلاد خلال تلك الفترة.

«السناوي» كان خفيف الدم، والكلام والاحتفاظ بالأخبار، فضلا عن تمسكه بأنه عالم ببواطن الأمور، وكنت قد عقدت صلة منذ 8 شهور بين «الوزير» و«عبدالله السناوي» الذي كان يرأس تحرير «العربي» التي كانت تهاجم الوزير بضراوة، تزامنت مع علاقته بالوزير وتوالي إعلانات الوزارة علي «العربي»، وموافقة الوزير علي مئات من طلبات التعيين لأصدقاء «السناوي» الذي اشتكي الوزير منه لي عشرات المرات، وضاق ذرعا بكثرة طلباته، لكنه علي كل حال كان إنسانا مهذبا صادقا في حبه للوزير ولي، وكنت أرتاح له، وأسعد لإنسانيته وبراءته، ولم يستفد من الإعلانات لأنها كانت لجريدته، فضلا عن أن الوزارة لم تدفع الكثير من مستحقات العربي، والأهم أن معظم موافقات الوزير علي الطلبات لم تكن تنفذ، أو نسيت أن أعطيها «للسناوي» !.


الطريق إلي وزارة الإعلام

lt;الخميس 24/6/2004 - الجمعة 25/6/2004

يوم من الترقب المعتاد، تقرر أن يترأس صفوت الشريف مجلس الشوري اليوم، منصبه الجديد، فاروق حسني سيتولي الإشراف علي وزارة الإعلام، وفقا لقرار جمهوري صدر سنة 1999، مع تولي عاطف عبيد، رئاسة الوزراء والقاضي بإسناد مهمة الوزير إلي وزير آخر في حالة عدم وجود أحدهما أو خلو منصبه.

صباح هذا اليوم، قابل «فاروق حسني» نظيره في جمهورية «بيلاروس»، كان رجلا فيه من الـ «روس» أكثر من الـ «بيلا»، أو «بن روس» وليس «بن بيلا»!، قبل المؤتمر الصحفي المقرر لهما، فاجأني «زاهي حواس» بصوت غاضب: «ما في واحد أقابله إلا ويقول لي محمد عبدالواحد بيشتم فيك، واندهشت فهذا لم يحدث أبدا، ولم أكن في حاجة إليه، فليس لنا تقاطعات أنا وزاهي، وبصراحة لم يكن يهمني كغيره من رؤساء قطاعات الوزارة، كنت أراهم كلهم - كموظفين - عاديين، حيث كنت أنظر لهم من «الزمالك» 2 شارع شجرة الدر، من عند مكتب الوزير الذي يرعبهم بابتسامته، لم أترك «لزاهي» فرصة للاستعراض، وقلت له بصوت عال كلاما كثيرا أتذكر منه : «قل لي بشجاعة من قال لك ذلك، واجهني به،.. أنا لا أخاف من أي أحد، وما أريد أن أقوله عنك لا يمنعني شيء من أن أقوله في وجهك»، ولفت صوتي نظر الجميع، وتدخل سكرتير الوزير «أيمن عبدالمنعم» وردد: «عيب يا محمد.. اهدأ قليلا.. زاهي طيب.. هو زي والدك»، وصرخت «عيب إيه يا أيمن» ورد: «الوزير جوه صوتك عالي» صرخت أكثر: «أكيد هوه سامع.. وأنا مش غلطان».

توقيع الاتفاقية بين الوزيرين، حضره زاهي وشريف الشوباشي وسمير فرج وفاروق عبدالسلام، وقال لي أيمن: «يا أخي دا زاهي كان هيمشي ومش هيحضر اللقاء»، قلت له: «يا ريت، علي الأقل كان الموضوع بقي مثير وملفت للنظر لأقول ما لدي».

طبعا كنت أعلم بأن محور الشر الصبياني هم من أثاروا ذلك من بطانة «زاهي» الصحفية توددا له لإستمرار تدفق الإعلانات المستترة من مجلس الآثار والشركات التي تتعامل معه، فضلا عن السفريات المصاحبة لمعارض الآثار الخارجية، والتي طورها زاهي كمكافآت دون أن يدفع مليما من جيب المجلس، فقد استحدث أن كل معرض للآثار خرج مصر فعلي الجهة الأجنبية المضيفة له أن تتكفل بإقامة وسفر الوفد المصاحب له، ووضع جدولا بالأثريين وقائمة للصحفيين، وذلك وفقا للدور الذي لعبه كلا من الفريقين!، وأحيانا كان لابد أن يوجد من لا يصيبه الدور، فيبرزه، أو يحايله، ومن أسهل الطرق استغلال ودنه الكبير في أن يسمعه «فلان بيشتمك.. انك هتبقي وزير خاصة مع التغيير الذي يحدث خلال أيام.. إلخ» أيضا كان هناك شخص اسمه «محمد حسين» مندوبا من الإذاعة إلي وزارة الثقافة ثم ألحقه زاهي للعمل بالمكتب الإعلامي للمجلس الأعلي للآثار، والحقيقة لم أدرِ سبب نظراته الغاضبة نحوي من تحت زجاج نظارته البيضاء التي تشبه الماء العكر، كنت أعامله بصورة عادية، فقد كان مندوبا مثلي يغطي أخبار الوزارة ـ منذ سنوات ـ كان يبادلني نفس الطريقة في التعامل، ورويدا رويدا بدأت نظرات عينيه الجائعة تنضح، وكراهية تطير منه بسهولة، ففي هذا اليوم، والذي تلاسنا فيه أنا وزاهي، لم يجرؤ هذا الشخص علي أن ينظر إليَّ بعينيه، فتصورت أنه أقترض من أحدهم حبوب «البلاطة» لتعطيه قوة سماع «الخناقة» التي كان يتوقعها!

- انتهي توقيع الاتفاقية والمؤتمر الصحفي

- الساعة 2 ظهرا ذهب الوزير إلي مركب «الباشا»، فقد أعد حفل غداء للوزير الضيف.

- كالعادة، وبخاصة في يوم الخميس، تسابق الجميع في «المرواح»، طاقم السكرتارية، وحتي «الريس» فاروق عبدالسلام، المشهور بأنه يمكث حتي يغلق الوزارة بالضبة والمفتاح.. انصرف، الساعة 30.1 كنت أجلس في مقهي غرزة بجوار سنترال الزمالك، وهي داخل أرض فضاء مكتوب عليها «أرض ملك السفارة الأثيوبية»(!).

في طريق العودة إلي المكتب الساعة 4 ظهرا، وكان معي مسئول السائقين وبعض صغار الموظفين في طريقنا لمكتب الوزير لنستقل سياراتنا ونذهب لمنازلنا. اتصل بي سكرتيري «ناصر» وقال: يا فندم سيادة الوزير راجع علي المكتب..! استغربت ولم أفهم سبب هذه العودة غير المسبوقة علي الإطلاق.

- اتصلت بضابط الحراسة الموجود مع الوزير في السيارة، قال أمامنا 5 دقائق ونكون في المكتب.

- علي سلالم مبني مكتب الوزير كان عمال النظافة يجرون بالمساحات والمكانس، لإزاحة المياه التي كانوا يغسلون بها البلاط، بالإضافة إلي التراب والجير والأسمنت، الذي كان يتناثر خلال عملية تجديد بسيطة لمكتب الوزير، حضر الوزير خلال دقائق، وكان البعض ينزع السقالات من فوقه، والجرادل من أمامه (!).

- دخل الوزير المكتب، بدأت إتصالاته بحسن حامد «رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون» وبعض مسئولي الأجهزة المهمة في الدولة.

- كان الوزير قد تلقي اتصالات كثيرة من بعض كبار المسئولين، ومنهم رئيس الوزراء عاطف عبيد.

- إذن قدم صفوت الشريف استقالته كوزير للإعلام، وتسلم منصبه كرئيس لمجلس الشوري، وتم إبلاغ الوزير في مركب «الباشا» بأنه بدأ فعليا تولي مهام إشرافه علي وزارة الإعلام، لذلك عاد مسرعا ليؤكد أنه قادر علي العمل وزير ثقافة صباحا، ووزير إعلام بأسرع وقت ولو مساء، أو في الإجازات، وبالفعل بدأ أول لقاءاته بقيادات التليفزيون في اليوم التالي «الجمعة»، فقابل حسن حامد، وثروت مكي رئيس قطاع الأخبار، وتوافد الصحفيون من دون دعوة من الصحف القومية، فقد طلب الوزير مني بالأمس أن أهتم بنشر خبر عن هذه التعديلات ونشرت الأهرام «الجمعة» الخبر فجاء علي أثره الصحفيون، وفي المؤتمر الصحفي، أكد لي دائما أنه موهوب كمخلوق سياسي، فقد ثمن ما فعله «صفوت» بصورة توصل أكثر من رسالة له ولغيره، وقال.. لن يكون هناك تطوير أو تغيير في السياسات العامة، فهي موجودة ومستقرة، وهدفي حاليا بث الاستقرار داخل كافة قطاعات الوزارة، فأنا موجود في هذا المنصب، لمرحلة انتقالية مؤقتة، والتطوير مسئولية الوزير الذي سيتولي هذه الوزارة بشكل دائم، وذلك بعد التغيير الوزاري، الذي سيجريه الرئيس بعد عودته من ألمانيا.

وأضاف: «خططي للتطوير، وخيالي، لا يصح أن أطرحهما في موقع قد أمر به بصورة مؤقتة وانتقالية فقط».

وسأله الصحفيون: هل تؤيد ضم الثقافة للإعلام؟ قال بحسم: لا.

- بعد المؤتمر الصحفي استدعاني الوزير ليعرف انطباعي وانطباع الحاضرين لتصريحه، فقلت أنني أعجبت به جدا نظرا لدهائه، أيضا أدرك مندوبو وزارة الإعلام أنهم يتعاملون مع شخص آخر.

1- قدم صفوت استقالته إلي الرئيس ظهر الخميس 24/6/2004، حسبما أعلن ذلك زكريا عزمي من ألمانيا، حيث كان الرئيس يعالج، وقال إن الرئيس قبلها، وإن فاروق حسني سيتولي الإشراف علي الإعلام وفقا للقرار الجمهوري الصادر سنة 1999 بهذا الشأن.

2- بدأ فاروق عمله الجديد من عصر الخميس 24/6/2004،.

3- بدأ مقابلاته الرسمية كمشرف علي وزارة الإعلام في الحادية عشرة من صباح الجمعة 25/6/2004.

4- نشرت الأهرام والأخبار والوفد صباح «الجمعة» 52/6/2004 أن فاروق حسني سيتولي الإشراف علي وزارة الإعلام، الأهرام نشرت خبر صفحة «أولي»، وصفحة «أخيرة».

المشرف علي الإعلام يحضر مهرجان صفوت

lt;الأحد 27/6/2004

وقع حسن حامد اتفاقية تعاون مع مسئولين من تليفزيون وإذاعة اليابان، جاء بهم - من باب البروتوكول - إلي مكتب الوزير في الزمالك، قابلهم لدقائق، وبعدهم قابل «تيمور» مسئول الأمن، وعبدالرحمن حافظ، حتي الساعة 12 ظهرا، كان الوزير مقتنعا بأنه لن يحضر حفل توزيع جوائز المهرجان العاشر للإذاعة والتليفزيون، والذي افتتحه «صفوت الشريف»، نصحته بذلك حتي يكون الاعتذار متسقا مع اعتذاره عن عدم حضور حفل الافتتاح الذي دعاه اليه سلفه «صفوت»، واقترحت عدم ذهابه إلي ماسبيرو، فكان حاسما في قراره بعدم الذهاب إلي هناك لأنه سبقني، وقرر ذلك.

وقبل أن نغادر المكتب الساعة 3 ظهرا اتصل حسن حامد، بالوزير، ويبدو أنه أقنعه بحضور الاحتفال وتوزيع الجوائز، ووافق الوزير، ويبدو أنه كان يحتاج إلي هذا الإلحاح.

lt;lt;حضرت الحفل «الكرتوني» الساعة 30.8 مساء، كان الجميع مرتبكين، مترقبين، من أول رجال الأمن الذين عاملوا الحاضرين بوزارة الثقافة أنهم سلطة فوق سلطة مسئوليتهم. أما كبار المسئولين في مدينة الإنتاج الإعلامي، فكانوا مختفين خلف وجوه خشبية تميل نحو الحزن والتوتر وانتظار عودة الرئيس - بعد نجاح جراحة في ألمانيا - حتي يعرفوا لهم وزيرا معينا ينافقونه، ويتعاملون معه، ويكسبون أو يخسرون، لكن المهم أن هذا الوضع المؤقت يجعل «المستفيدين والمشتاقين» بلا نوم ولا أحلام، ويشتت تفكير الموظفين الكادحين بين أمل أن يروا يوما ينهار فيه سور «المهللين» العظيم، كما انهارت مملكة استمرت 22 عاما أشغالا شاقة بالنسبة لهم، لا أذكر من الإحتفال سوي أنه وزعت فيه 90 جائزة، عبارة عن تماثيل هزيلة مطلية بالأصفر والفضي، وارتباك مضحك علي المسرح، وكان فاروق حسني دائم النظر في ساعته، فطبيعي أن يشعر بالملل وهو الذي اعتاد علي توزيع 15 جائزة علي أقصي تقدير، في أي فوز أو تكريم يحضره.


ترانزيت «الاعلام»

lt;الثلاثاء 29/6/2004

التقي الوزير الساعة 12 ظهرا مع زينب سويدان، وكان موعدا خاصا، فقد قال لوحيد حامد «زوجها» في اتصال معه أمامي - فيما بعد - : «آه.. كانت عندي النهارده.. لكن ماحدش عرف.. ما قلتش لحسن حامد»، وساعتها فهمت لماذا لم تجب «زينب» علي «ناصر» سكرتيري، عندما سألها بعد الاجتماع، هل تريدين أن ننشر تصريحا عما دار في الاجتماع؟ فقالت - حسب ناصر - «إنها مستعجلة وتعبانة»، الساعة 3 ظهرا قبل الانصراف كان الوزير مستعجلا، وسعيدا، ويريد أن يعد استقبالا «تليفزيونيا» لعودة الرئيس من ألمانيا، التي أجري فيها عملية لإزالة غضروف من العمود الفقري، كان هذا الاستقبال التليفزيوني أول محك خاصة أن صفوت كان متخصصا في ذلك، وحيد حامد، دخل علي الخط، فالمسألة عائلية، وأجري اتصالا بالأبنودي ليكتب أغنية ترحيبية علي عجل، قال وحيد للوزير في التليفون: «مابيردش علي الموبايل، أصله في عمان» رد الوزير ـضاحكا ـ «هو كل يوم مسافر في حتة وبرضه مش عايز يرد علشان ما يغرمش فلوس»، اتصل الوزير بحسن حامد أكثر من مرة لأجل الاحتفال التليفزيوني، قال «حامد» إن لديه تسجيلا لأغنية ـ لم تذع من قبل ـ لحنها «بليغ حمدي» لعفاف راضي، أغنية عن مصر وقال الوزير هذا أفضل بدلا من الكتابة المباشرة عن «مبارك»، خلال تلك الأيام كان الوزير مشتتا فهو يريد أن يستمر في الإعلام، وفي الثقافة، ويريد أن يفعل شيئا مختلفا في التليفزيون، لكنه يعلم أن فترة الاختيار لن تتخطي أياما، حيث يعود الرئيس بعد أيام، وعقبها سيجري التعديل الوزاري، هل يتصرف كوزير إعلام قادم؟ أم كوزير ثقافة حالي وقادم، أم كوزير ثقافة وإعلام «مؤقت» قادم؟ لأول مرة أراه ـ وربما كنت مخطئا ـ في حالة عدم تركيز شديد.

«هاني شاكر» تبرع بإرسال أغنية «للوزير» ترحيبا بعودة الرئيس فحولها الوزير لحسن حامد، وقال له إنها غير جيدة، وانتهي الاتفاق علي أغنية «عفاف راضي» وبعض التنويهات ترحب بالرئيس، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.

lt;الأربعاء 30/6/2004

كان واضحا أن كل تركيز الوزير في التليفزيون، وأنه لا مواعيد إطلاقا لها علاقة بعمله كوزير للثقافة، لم يأخذ مواعيد «اليوم الأربعاء ولا غدا»، وتفرغ تماما لإعداد خطة للترحيب بعودة الرئيس، طلبني الساعة 2 ظهرا، نزلت من مكتبي إلي مكتبه، قال عاوزين نفكر في تطوير، فقرات، حاجة سريعة لبرنامج «صباح الخير يا مصر» - طبعا كان الرئيس دائم الإعلان عن أنه متابع للبرنامج، ويبدو أن الحديث عن الترحيب التليفزيوني، تراجع، لكنه قال لي فجأة «عاوزين حاجة جرافيك مجنونة كده، قصيرة، حول أغنية أم كلثوم.. «ألف سلامة».

lt;الخميس: 1/7/2004

صباح اليوم قرأت خبرا أضحكني، في جريدة «الجمهورية» باب تقول الجريدة عنه إنه أسرار، وفيه أن «أنس الفقي» رئيس هيئة قصور الثقافة، قد أغلق هاتفه المحمول، ولا يرد علي أي تليفونات، فقد تلقي خبرا بأنه سيصبح وزيرا في التشكيل الوزاري الجديد، واستغربت لأن «أنس» اتصل بي بالأمس، وكان هاتفي المحمول مع سكرتيري «ناصر» فأجاب عليه، حيث كنت وقتها عند الوزير في مكتبه، وعندما عدت إلي البيت اتصلت «بأنس» فرد علي هاتفه المحمول، وكنت قد اتصلت به صباح أمس، وسمعت صوته، وانقطع الخط، فقد كان - كما علمت - في احتفال أقامه الحزب الوطني لشبابه، حضره صفوت الشريف أمين عام الحزب رئيس مجلس الشوري، والدكتور علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة، الذي كان عميدا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وفجأة أصبح وزيرا، بهتت عليه صورة الوزير «الموظف» وتلاشت تماما صورته ودوره كخبير وأستاذ سياسة، وإن كان يقوم - كما يشاع - بهذا الدور داخل فصول الحزب الوطني لمحو الأمية السياسية، وكان من المقربين من «جمال مبارك» أمين لجنة السياسات بالحزب، ونجل الرئيس، و«أنس» كان في تلك اللجنة في شعبتها الثقافية، ولم يكن يعرفه أحد كمثقف علي الإطلاق، وعلاقته بالثقافة، تتمثل في مسماه الوظيفي الذي يحمل هذه الكلمة، فهو رئيس هيئة قصور «الثقافة»، وكنت أراه خلال السنوات الأربع الماضية يظهر بجوار السيدة «سوزان مبارك» في احتفالات وتوزيع جوائز علي الأطفال، كنت أشاهده غالبا، يحمل الهدية إلي يدها لتسلمها للفائزين، كان وجهه غير مألوف، مقارنة بكل من كانوا حولها، اعتقدت بداية أنه من «المراسم»، حتي فوجئت - والكثيرون - به في هذا المنصب، قال «س» لي منذ أسبوعين، إن أكبر خطأ ارتكبه في حياته أنه قدم «أنس» لحضور هذه الاحتفالات وما حدث أنه منذ يناير الماضي «خلال معرض الكتاب 2004» قال الوزير لي، وتسرب الخبر، أنه سيعينه «أنس»، خلفا لـ «سمير سرحان» رئيسا لهيئة الكتاب، وكانت هذه السنة هي آخر سنوات التجديد «لسمير» بعد المعاش، كانت السنة الخامسة، واشترط - الرئيس - علي الوزير أن يعين نائبا لـ «سمير» حتي يوافق علي التجديد الأخير له، ورشحت «وحيد عبدالمجيد» للوزير، فاختاره، وكان اختيارا لم يرض الكثيرين جدا، وكنت أشعر بالحرج، إذ كنت أعلم أن «وحيد» لن يندرج - كما كنت وهو يتصور - من «نائب» إلي «رئيس» الهيئة، وفيما بعد تحدثت مع «وحيد» فقال إنه يعلم بالأمر - أمر الحديث عن تولي «أنس» لهيئة الكتاب - ووجدته ممتعضا وإن لم يظهر ذلك في هذه المرة، لكن خلال الأيام التي تلت ذلك شعرت أنه «غضبان» جدا، فقد كانت مفاتحتي له بمثابة قرار، حسم كل الشائعات التي وصلت إليه، وتردد خلال تلك الأيام أن «أنس» سيصبح وزيرا للثقافة، بحكم علاقته بلجنة السياسات في الحزب الوطني، والتي يرأسها «جمال مبارك» وتدير الحزب - وربما البلد -، وفي بعض الأحيان كان «أنس» يتعامل علي اعتبار الشائعة حقيقية، لكنني دائما كنت أراه خفيفا، مفتعلا، سواء في ملابسه الغالية التي يستعرضها، أو في محاولة رسم صورة المثقف ورجل الأعمال الناجح.

استدعاني الوزير اليوم وبدا أنه يعيش حالة «وزير الإعلام في «فالريموت» في يده، والتليفزيون أمامه مفتوح علي القناة الأولي «المصرية»!!، قلت في نفسي «سبحان مغير الأحوال»، بعد سخطه الدائم علي التليفزيون المصري، وقوله إنه يسبب التخلف العقلي، ها هو يشاهده، يقول إنه «مضطر» لكنني كنت أقول «مضطر بدرجة وزير».

أين أيام قنوات «ديسكفري» و«ناشيونال جيوجرافيك» و«الخامسة» الفرنسية، التي كان دائم التحدث عن أنه لا يشاهد سوي تلك القنوات.

تحدثناعن عدم رغبته في منصب وزير الإعلام «وأنه عبء.. إلخ»، وقال إن «الدكتور سامي عبدالعزيز» وكان أستاذا في كلية الإعلام وصاحب شركة دعاية وإعلان، قد زاره صباح اليوم وقال له «أنا معاك» وأن الكاتب المعروف «محمد عودة».. قال له: «اعتبرنا جنود وراءك».

قلت للوزير: الوزارة دي مهمة، اعتبر نفسك وزير التليفزيون، ولا تذهب إلي مبني ماسبيرو، بجيوش موظفيه المخيفة، قال: طبعا، قلت له: قناة «الجزيرة» حققت كل هذا الإبهار والانتشار من مبني صغير لا يتجاوز الطابقين، شوف لك مكان مثله، في مدينة الإنتاج الإعلامي مثلا، قال بإجابة سريعة تعني أنه فكر وفكر: «المكان موجود، في الأوبرا»، يقصد مبني «القبة السماوية» الذي كان يجهزه لإقامة قناة «القاهرة» التي يتحدث عنها منذ سنوات.

إذن الموضوع يشغله وقال زيادة علي ذلك: «إحنا عاوزين نكون مستعدين.. بالأفكار والأشخاص»، كان مضطربا ومتوترا من دون عصبية طوال هذين اليومين، وقال إن اجتماع مجلس الوزراء الاثنين القادم، هو الاجتماع الأخير، وربما كان لأجل بحث خطاب استقالة الحكومة، فالرئيس سيعود من ألمانيا السبت أو الأحد والاجتماع الاثنين.

كانت جريدة يومية جديدة اسمها «المصري اليوم» كتب فيها الزميل «مجدي الجلاد».. مقالا بعنوان «وزير اللاثقافة» فيه الحديث المعتاد عن «تدجين» الوزير للمثقفين، وبالمرّة قال عني بدون ذكر اسمي «وآخرهم شخص وظيفته تلميع الوزير.. لذلك تري الوزير يوميا يطل علينا في الصحف والمجلات والتليفزيون».

صباحا قال لي سكرتير الوزير - تليفزيونيا - (الوزير بيقولك اقرأ المصري اليوم النهاردة فيه واحد مهاجمك، عاوزك ترد عليه في «العربي» مش «القاهرة»).

لم أهتم بالرد علي هذه الكلمات، وأعتبرتها شهادة مضحكة علي نجاحي في عملي، ورأيت أن من كتبها لا يستحق الرد عليه، فقد كان واضحا أن كلماته الركيكة المعادة نوع من «جر الشكل» ربما ليتردد اسم الصحيفة أكثر واصطناع معركة وهمية والحقيقة أن انشغالي بالأحداث والصراعات داخل الوزارة علي مشارف التغيير الوزاري لم تدع لي مجالا أو وقتا للاهتمام بهذه الأمور، ونسيت أمر هذا المقال بعدها بساعات قليلة، فقد كنت أتابع بانفعال وشغف تصفيات كأس أوروبا، واليوم مباراة قبل النهائي بين فريقين زلزلا البطولة «اليونان والتشيك» وكان مؤكدا فوز «التشيك» وصعودها إلي النهائي لتقابل «البرتغال» منظمة البطولة لكن «اليونان» فازت 1/صفر بالهدف الفضي في الشوط الأول من الوقت الإضافي.

lt;الوزير - الإعلام - التغيير

السبت: 30/7/2004

مازال الحديث عن التغيير الوزاري، بنفس الإيقاع، لم يتجدد، الوزير أمام جهاز التليفزيون في مكتبه، يشاهد القناة الأولي، كنت أضحك في سري، وعلي وجهي ابتسامة أدرك - هو - معناها، وقال: هو أنا مضطر أشوف القرف دا.. يا ربي علشان أغيره لازم طول النهار أتفرج عليه، حاجة تجيب التخلف، قلت له: التخلف لن يأتي إلا بالتخلف، ليس ضروريا لأن تتفرج حتي تنسف ما تتفرج عليه ولا يرضيك، حضرتك تضع تصورات مسبقة، وتبحث عن كوادر تنفذها: قال: أنا مش عايز تغيير يسبب قلق، في الأول نعمل برنامج أو اثنين، حلقتين للنظر وبعدها ربنا يسهل.

اقتربت كلماته أكثر من كلمات وإشارات جديدة تؤكد له أنه سيتولي الوزارتين، وقال: الدكتور عاطف عبيد اتصل بي أمس - الجمعة - وقلت له: أنا مش حأقف أمام الصحفيين في مجلس الوزراء اطلعهم علي بيان صحفي، لا، مش مقامي، وقال رئيس الوزراء - حسب الوزير - ما رأيك في صفوت النحاس - أمين عام المجلس - ليقوم بهذا الدور.

قال الوزير لرئيس الوزراء.. موافق!

تساءلت: ما مغزي هذا الحوار: هل معناه إن الوزير سيصبح صاحب الوزارتين وأن «عبيد» باق واختار المتحدث باسم مجلس وزرائه الجديد لا يمكن الجزم بشيء، لكن الواضح أن الكثيرين من الإعلاميين يعرضون خدماتهم كأصدقاء وكمشتاقين، ومن جانبي بدأت أتصل بمعارف لي أثق في مواهبهم، كان الوزير صباح اليوم قال لي بلهجة محفزة «فين الناس، عاوزين مجموعة تفكر معانا» قلت: إنني بالفعل بدأت ذلك، حسين عبدالغني مراسل الجزيرة كل يوم - منذ أسبوع - يتصل بي ويقول إن لديه تصورات يريد عرضها علي الوزير، لكنني كنت أميل لسمير عمر الذي يعمل معه في المكتب، وعبداللطيف المناوي - مدير مكتب الشرق الأوسط في القاهرة ومقدم برنامج «الرأي الثالث في القناة الأولي» والسيدة حرمه الاعلامية «رولا خرسا» التي تقدم برنامج «في العمق» و«أخبار الناس» علي نفس القناة.

وحيد عبدالمجيد بدأ يضيق علنا بضياع فرصته في رئاسة هيئة الكتاب، وأنس الفقي قال لي اليوم: يا عم موقفكوا قوي ووزيرك باق.

كان الوزير علي ثقة ما.. فأنا أعرفه كلما ارتسمت صور وأصوات التعفف علي وجهه، أعرف أنه نال ما يقول إنه يتعفف عنه ولا يجري وراءه، يقول ذلك دائما إذ يصل إلي نهاية العدو فائزا أو وحيدا!.

الوزير - الإعلام.. إلخ

lt;الاثنين: 5/7/2004

اليوم اجتماع لمجلس الوزراء، قيل إنه الأخير له، نويت الذهاب إلي المكتب متأخرا، فالوزير في المجلس، وإن عاد للمكتب فيكون ذلك متأخرا، توالت الاتصالات من المكتب: «الوزير يريدك أن تكتب قائمة بأسماء صحفيين وشخصيات عامة، ليحضروا حفل عشاء/ استقبال يقيمه غدا لوزير الثقافة اللبناني «غازي العريضي»، كتبت بعض الأسماء في ورقة صغيرة، أكملتها في المكتب، اتصل الوزير من المجلس،قرأ عليه «سكرتيره» الأسماء لم يبدل فيها سوي اسمين أو ثلاثة، عاد الوزير إلي المكتب مبكرا - مقارنة بوقت اجتماعات المجلس، استدعاني، وجههه مرهق جدا، السكر يبدو أنه مرتفع، مع قليل من النوم والقلق، وجهه مرآة لمن يعرف طبيعته ومرضه، سألني كعادته خلال الأسابيع القليلة الماضية: «إيه الأخبار؟»، تحدثنا قليلا، سألني عن القوائم التي أعددتها للمشاركين في التفكير - والعمل - في التليفزيون عندما يكون - هو - مسئولا فعليا عن وزارة الإعلام..

lt;الأربعاء: 7/7/2004

11 صباحا، أيقظني سكرتير الوزير، من النوم: «الوزير عاوزك تتصل به حالا.. فيه حريقة في دار الكتب» اتصلت بالوزير، رد الحارس: «نحن في الطريق لدار الكتب علي الكورنيش، بسرعة ارتديت ملابسي، وصلت إلي دار الكتب، وجدت بقايا صحفيين وكان الوزير قد غادر إلي مكتبه، قيل لي إنه مكث ثلث ساعة، كان مجرد تطاير شرار من آلة لحام، واحترقت بعض أكوام القمامة في دور أرضي، لا شيء مهم!!، كان رئيس الدار د. أحمد مرسي في وصلة شتائم لبعض العاملين في الدار، وعندما انصرف من أمامهم واصلوا شتمه.

في الطريق إلي المكتب تتابع في رأسي «اختفاء لوحة «حابي» من مخزن المتحف المصري قبل أسابيع والوزير في طريقه للإجابة عن 40 طلب إحاطة، تم العثور علي اللوحة قبل أن يغادر المجلس، بعدها بأسبوع اختفاء 38 قطعة من المخزن نفسه، ثم اليوم حريق «محدود» في دار الكتب، كل ذلك خلال شهر دار خلاله حديث مؤكد عن تغيير وزاري، واليوم أيضا عاد الرئيس «مبارك» من ألمانيا، بعد أن أزال غضروفا في مستشفي «بميونيخ»، لم يستقبل سوي وزراء الدفاع «محمد حسين طنطاوي»، و«حبيب العادلي» وزير الداخلية، وأحمد شفيق وزير «المطار» أو الطيران، وعاطف عبيد رئيس الوزراء الذي سيتغير في الوزارة الجديدة، وفتحي سرور» رئيس مجلس الشعب، وزميله الجديد «صفوت الشريف» رئيس مجلس الشوري!!، قيل إن «مبارك» طلب عدم وجود احتفال بعودته، ولا وزراء كثير في استقباله، ربما لأنه مازال لا يستطيع الوقوف والمشي كثيرا.. قيل إنه لن يعود إلا إذا استطاع النزول من علي سلم الطائرة، سليما، دون مساعدة من أحد، لم يعرض التليفزيون سوي صورته وهو يسلم علي مستقبليه - فقط - الذين ذكرتهم، استقل سيارته علي الفور ومعه قرينته السيدة «سوزان مبارك» كانت حركة قدميه أبطأ وكذلك حركته بشكل عام واهتم التليفزيون بإذاعة فقرة الوصول في حوالي دقيقتين فقط، تلاهما أغنية أم كلثوم «نصرة قوية.. ألف سلامة» لمرة واحدة فقط، وعلي غير العادة، لم يذع الخبر سوي بشكل عادي طوال بقية النشرات، ونشر مكرم محمد أحمد في «المصور» اليوم إن التغيير الوزاري سيعلن خلال أيام، ربما أول الأسبوع القادم.

الوزير غادر المكتب مبكرا، فوزير الثقافة اللبناني «غازي العريضي» كان ضيفه في منزله علي الغداء، ويبدو أنه اقتنع بحديثي عن إعجابي بغازي العريضي، واستجاب لاقتراحي، بالحديث معه علي انفراد في منزله، وكان ساعة قلت له ذلك، لم يحسم قراره إزاء ذلك.

قبل أن يغادر قابل المذيعة «هالة سرحان» لنصف ساعة، حضرت ومعها مسئول بشركة «روتانا» التي تعمل بها، كانت قد قالت لعبدالله السناوي أمس «خللي الوزير يعرض عليّ العمل في التليفزيون المصري، فذلك سيرفع أسهمي أمام صاحب الشركة»، وكان «عبدالله» اتصل بها إثر قولي له «إنها ستحضر إلي المكتب غدا»، وبطفولته واستمتاعه بأنه عالم ببواطن الأمور اتصل بها علي الفور، بعد «هالة» قابل الوزير «فخري كريم» لمدة 20 دقيقة فقط وغادر إلي غدائه مع غازي العريضي.

lt;الجمعة: 9/7/2004

كان الوزير بالأمس يبدو مطمئنا، تجاه بقائه في التشكيل الوزاري، أيقظني ظهر اليوم هاتف من عبداللطيف المناوي، قال: هل سمعت شيئا عن التغييرات الوزارية، قلت: لا ثم بدأت قناة الشائعات في البث، مصطفي بكري قال لي: أحمد نظيف - وزير الاتصالات - رئيسا للوزراء، فاروق حسني «خارج» وقد يحل محله إما إسماعيل سراج الدين - في حال عدم تولي سراج الدين «الإعلام» - أو أنس الفقي، وسمير فرج - رئيس الأوبرا - وزير دفاع، والمؤكد أن - كمال الشاذلي - خارج، وحسين طنطاوي - وزير الدفاع - نائبا لرئيس الوزراء، وعبدالله السناوي: لديه الشائعات نفسها، لكن المؤكد - حتي ظهر اليوم - أن مجلس الوزراء يجتمع في الثامنة مساء للاستماع لخطاب الاستقالة الذي سيتلوه عليهم رئيس الوزراء عاطف عبيد، عبداللطيف المناوي، وعبدالله السناوي، وبكري كنت علي اتصال بهم طوال الوقت، لكن الوزير قبل حضوره لمجلس الوزراء قال لي: شوف أحمد نظيف معروف منذ الأمس وأنا اللي قلت للسناوي عليه: السناوي قال إنه الذي أبلغ الوزير والأخير اندهش!

الساعة 10 مساء: توالت الاتصالات التي تحمل الشائعات حول من يخرج ومن يدخل التشكيل الوزاري الجديد، ولأن الأمور كلها ستتضح خلال غد أو بعد غد علي الأكثر فسأحيل الأمر إلي جرائد الأيام الثلاثة القادمة 9، 10، 11/7/2004 ومن الأسماء المطروحة اليوم «حسام بدراوي وزيرا للبحث العلمي، إسماعيل سراج للثقافة - بعد أن تنازل عن رئاسة الوزارة! - ودخل معه علي الخط درية شرف الدين - مذيعة - وأنس الفقي - طبعا - وزاهي حواس» ولا أدري لماذا لم يطرح اسم «جابر عصفور» اليوم في هذا التغيير؟!.

كان واضحا أن كل الشائعات التي أنقلها له لا يعرف عنها شيئا، لم أستغرب أنه - حتي الوزراء - لا يعرفون ما الذي يحدث وسيحدث.

كانت مهزلة مكررة، فخلال آخر اجتماع لحكومة «الجنزوري» استأذن «عاطف عبيد» في الانصراف - علي رأي محمد حسنين هيكل الذي كتب آخر مقال له في الأهرام «استئذان بالانصراف» لكنه لم ينصرف طبعا، انصرف فقط علي الورق، وأطل علينا دون استئذان بداية من أمس في برنامج «مع هيكل» علي قناة الجزيرة عذرا علي الانصراف عن الموضوع، وخروج «عاطف عبيد» من الاجتماع، تخلله اتصال من «الرئيس» ليبلغه بأنه اختاره رئيس وزراء مصر الجديد! والجنزوري يدير الاجتماع بكل ثقة، وكذلك - حسب الوزير - اتصل الرئيس بفاروق حسني وخرج من الاجتماع نفسه ليرد علي اتصال من الرئيس قال له فيه: أخبار المتحف المصري الكبير إيه يا فاروق، عايزين نشوف الرسومات بتاعته اليومين الجايين وكان هذا قرارا جمهوريا تليفونيا ببقاء فاروق حسني وزيرا للثقافة في حكومة «عبيد»، والأمر نفسه تكرر مع «أحمد نظيف»، فقد استدعوه من الساحل الشمالي صباح (الجمعة 9/7/2004) لحضور مجلس الوزراء الأخير، وبعد بداية الاجتماع بـ 10 دقائق، استدعوه لمقابلة «مبارك» الذي كلفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وانصرف «نظيف» إلي منزله، وقيل إنه سيقابل الوزراء الجدد والمودعين السبت 10/7/2004 في «القرية الذكية» القريبة من مسكني في 6 أكتوبر، لكنها بعيدة عن كل المصريين لأنها قرية للأذكياء فقط، ولا أدري ما علاقة الوزراء، الذين يعرفون أخبار أنفسهم من الشائعات والجرائد.. بالذكاء وقراه؟!.

lt;صباح: السبت 10/7/2004

مازالت الأسماء المرشحة للوزارة غير محسومة، ويبدو ذلك واضحا من خلال الصحف الرسمية، الوزير لم يحضر إلي المكتب، سوي لفترة قصيرة، حيث صدرت توجيهات بأن يلتزم كل الوزراء - في الحكومة المستقيلة - مكاتبهم إلي حين استلام وزراء التشكيل الجديد مناصبهم، حضر الوزير لحوالي ساعة ونصف الساعة، كان القرف أكثر من القلق باديا عليه، أحسست بأن نهاية الخدمة في نظام متخبط «بهدلة»، وزير قضي مع النظام 17 سنة ويجلس مثل بقية المواطنين ليستمع للنتيجة من أي صحيفة أو تليفزيون!، هنا بدأت المؤشرات أمامي تتضح، فلا أحد ولا الوزراء المؤبدين يعلمون شيئا، صحيح هذه طبيعة نظام، لكن هذه المرة كان الغموض يخفي «طبخة» لم تنضج - ولم يقدر لها ذلك - ويؤكد وجود صراعات ما، داخل الحزب الوطني، والدماء لم تجف، دماء «صفوت الشريف» و«يوسف والي» و«حسين كامل بهاء الدين»، وسأوضح أهمية تلك الدماء فيما بعد.

طوال الفترة من الرابعة عصرا وحتي العاشرة مساء، كنت علي اتصال دائم بالوزير كل إشاعة ومعلومة خاطئة أو هشة أنقلها له، فلم يكن طوال الوقت سوي «المهمش» و«الخطأ» وسرت شائعة - نشرتها جريدة «الأسبوع» التي يرأس تحريرها مصطفي بكري كانفراد صباح الأحد 11/7/2004 - بأنه سيتم تشكيل مجلس استشاري برئاسة «مبارك» يضم كلا من «عاطف عبيد» للشئون الاقتصادية، و«محمد حسين طنطاوي» لشئون الدفاع، و«عمر سليمان - رئيس المخابرات» لشئون الأمن القومي، و«زكريا عزمي» لشئون الرئاسة، وانتشرت تلك الشائعة بقوة، وكانت تعكس ما أشيع عن أن «المشير» - طنطاوي - لابد أن يكون في موضوع أعلي من رئيس وزراء مستجد، وأن «مبارك» يمسك بتلابيب كل شيء، فلا قرارات مؤثرة لأحد سواه، خاصة مع ما أصبح معروفا بين الوزراء من توحش لنفوذ بعض الوزراء أو لجنة السياسات.

وفي العاشرة مساء كنت كمن يسرق نتيجة امتحان من «الكونترول»، كالعادة اتصلت بأصدقاء في «الأهرام»، منهم محمد شمروخ - صديق محرر في قسم الحوادث - وقرأ لي مانشيتات الأهرام حول التغيير، وكتبها وراءه عبر الهاتف، فالأهرام كان يضرب سرية شديدة علي محرريه خوفا من تسرب الأخبار إلي صحف أخري، ولذلك أصدر إبراهيم نافع - رئيس تحرير الأهرام - قرارا بطبع الأهرام، عقب طبع كل الجرائد اليومية الأخري، وكذلك طرح «الأهرام» بعد نزول الصحف نفسها للأسواق، وألقيت بالإجابات التي نقلتها من «شمروخ» نصا للوزير في التليفون، وكان معه علي الخط الآخر «مهدي مصطفي» يبلغه بالنتيجة، وأن «الأهرام» يقول إنه باق في الوزارة، واتصل بي «مهدي» كثيرا بعدها، وخلال هذه الأيام بالذات - وسألته: هل معك نسخة من «الأهرام»؟ قال: معي، فمررت عليه في «الأهرام» وصحبته إلي منزل الوزير الذي تلقف الجريدة وقال - كالعادة «برضه لسّه ماحدش عارف حاجة»، اعتدت ذلك منه في كل تغيير، لكن هذه المرة كانت تلك الجملة المعادة تعكس قرفا أكثر من القلق.

انصرفنا أنا و«مهدي» الذي ذهب إلي «الجريدة» وذهبت إلي «إيمان أنور» صحفية بالأخبار في مقهي «فرايديز» وكانت معها شقيقتها الممثلة «دينا عبدالله»، وكنت قد تعرفت «بإيمان» خلال الأيام القليلة التي تولي فيها «الوزير» الإشراف علي وزارة الإعلام حيث «إيمان» هي مندوبة جريدة «الأخبار» في وزارة الإعلام والحزب الوطني، وكانت - بالطبع مقربة من «صفوت» وقالت لي كثيرا إنها ستحزن لو ترك «الوزير» «الإعلام»، تحدثنا عن التغيير وشائعاته، وقالت إنها - فجأة - ستتصل برئيس تحريرها «جلال دويدار» واستنتجت أنها ستبلغه، بآخر الشائعات - الموثقة - التي نقلتها إليها، وغادرت إلي البيت في الرابعة صباحا.

lt;الأحد: 11/7/2004:

حضر الوزير إلي المكتب 30.11 صباحا، قبل حضوره استمر البث من جانبي إليه، بعد تسقط المعلومات من أحمد موسي - رئيس قسم الحوادث في الأهرام كان مقربا من الداخلية وإبراهيم نافع، وعضو مجلس نقابة الصحفيين، وهاني عمارة «زميلي» في الأهرام المسائي ومندوب الجريدة في وزارة الاتصالات، وبالتالي له علاقة برئيس الوزراء المكلف «أحمد نظيف» وبطانته، الكلام كان متضاربا في البداية أن «نظيف» قابل «البلتاجي» و«محمود محيي الدين» ووزير آخر مرشح، وذلك في مكتب وزير الاتصالات بالمهندسين، وليس في «القرية الذكية» واتضح فيما بعد أنه لم يقابل سوي «محمود محيي الدين» وأن الأخير قال - للصحفيين - بعد اللقاء إنه لم يحسم بعد أي وزارة ستسند له (!!) رغم أن «محيي الدين» مثار حديث مؤكد من شهور أنه رجل لجنة السياسات «جمال مبارك» وأنه سيتولي حقيبة «الاقتصاد» بلا منازع لكن كل ذلك - بالفعل - كان يعكس صراعا - ومقاومة ما، أيضا لم يقابل «نظيف» «البلتاجي» ولم يتصل بأي من الوزراء القدامي، وكان ذلك مبعث ضيق لهم.

حدثت بعض التغييرات فيما نشره أهرام (الأحد 12/7/2004) حيث فوجيء الناس بإعلان بقاء وزراء التموين «حسن خضر» والتخطيط «عثمان..» والكهرباء «حسن يونس» والإنتاج الحربي «سيد مشعل» وكان قد تم الإعلان عن خروجهم - المؤكد من الوزارة - وبالفعل تلقيت الإملاء اليومي من «شمروخ».. لعدد الأهرام الاثنين (12/7/2004) وفيه ال