الرباطمن زكية عبد النبي- دعت ناقدة مغربية الى دراسة النص النسائي العربي من خلال السؤال الابداعي الادبي وليس بالنظر الى جنس كاتبه. وقالت الناقدة والروائية المغربية زهور كرام في مقابلة مع رويترز يوم الجمعة ان "الحديث عن السرد النسائي هو سؤال أدبي صرف وليس سؤالا نسائيا فالمسألة ليست مرتبطة بالنسبة لي بسؤال نسائي لان هذا واضافت كرام "قراءاتي للنصوص الادبية هي التي أوحت لي بهذا الاختلاف الذي تنتجه بعض الكاتبات ومن هنا فالسؤال هو ادبي بالاساس." وصدر للناقدة حديثا كتاب (السرد النسائي العربي). وترى كرام ان الكاتبة يمكن ان تكتب نصا روائيا لا يندرج فيما يسمى بالنص السردي النسائي وفي المقابل تكتب نصا اخر يدخل في باب السرد النسائي. وتعني الناقدة بالسرد النسائي "كل كتابة حاولت فيها الكاتبة ان تتحول من مفعول به الى فاعل.. وان تحاول تجاوز النظرة التجزيئية التي ينظر بها اليها المجتمع ووسائل الاعلام والثقافة السائدة عن المرأة." واضافت "فهذه الثقافة السائدة منذ الادب الجاهلي تصور المراة بشكل مجزأ مجرد شفاه او خصر او أمومة او رقة... وليس بشكل موحد."
فبالنسبة لكرام المفهوم المتداول حول المرأة يكرس الثقافة الرجولية السائدة حولها "فعندما تكتب المرأة رواية وتنتج لنا مفهوم الوحدة بجسد المرأة نقول اننا بصدد ما يسمى بالسرد النسائي كما ان تناول الكاتبات لمفاهيم جديدة غير مألوفة كادخال الرجل كاشكالية بدل التسليم بان المرأة هي الاشكالية نكون بصدد سرد نسائي ايضا." وتعطي كرام المثال بالكاتبة اللبنانية حنان الشيخ في روايتها (مسك الغزال) حيث تقر بان الرجل هو ايضا اشكالية ومن هنا "يجب البحث في هذه العلاقة الثنائية بينهما وهذا مفهوم جديد لم يسبق للكتابات الادبية ان طرحته."
ومن بين الاشياء الاخرى التي تثير الاهتمام في السرد النسائي بالنسبة لكرام هو مشكل الذات. اذ ان معظم الكاتبات اهتمت بطريقة او باخرى بالسيرة الذاتية "بل هناك من الكاتبات من بدأن مسارهن بالسيرة الذاتية فهذه القراءة لها ايجابية اخرى تتمثل في استخلاص ان السرد النسائي ليس هو كل كتابة تنتجها امرأة وانما انتاج مفهوم جديد."
وتفسر كرام التي هي باحثة اجتماعية واكاديمية ايضا تدرس في جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة بقولها "اننا تعودنا ان السيرة الذاتية غالبا ما تصدر عن كاتب بلغ سنا معينة وتجربة معينة في الكتابة والحياة وبالتالي يصدر سيرته ليوثق لذاته." ففي هذه الحالة تكون السيرة الذاتية عبارة عن "أنا قوية يصدرها ليستخلص الحكم ويوثق لحياته غير ان المراة لا تكتب سيرتها الذاتية من اجل ان توثق وانما من اجل ان تعيد قراءة هذه الذات."
فبالنسبة لكرام المراة العربية "لا تريد ان توثق لذات مشروخة لذلك فهي تكتب ذاتها لتعيد قراءتها وهناك فرق بان تكتب لتوثق وان تكتب لتقرأ وهذا الفرق هو الذي يجعل الكتابة مختلفة وتدخل في اطار السرد النسائي." وتتحدث كرام بمعزل عن الشعر لان هذا الاخير "لا يمكنه ان يمنحنا فرصة للنظر في كتابات المرأة كما هو الشأن بالنسبة للسرد الذي يتميز ببعد تحليلي نثري."
اما السرد النسائي "فليس معناه كل كتابة تنتجها امرأة وانما هو انتاج مفهوم جديد." وأصدرت كرام عددا من الدراسات والروايات منها على وجه الخصوص رواية (جسد ومدينة) سنة 1996 ومجموعة نصوص (سفر في الانسان) سنة 1997 ودراسة نقدية (في ضيافة الرقابة) سنة 2001 ورواية حديثة (قلادة قرنفل) بالاضافة الى مئات المقالات في جرائد ومجلات مغربية وعربية. وتكاد تجزم كرام بان الحديث عن وجود كتابة نسائية أم لا غير مجد "لاننا في الادب بشكل عام لا يغير شيئ عندما نكون مع او ضد موقف معين. "فعلى النقد ان يتجه الى هذه الكتابات ويبحث فيما ماذا تضيفه بالنسبة للثقافة والسياسة وعلم الاجتماع.. والنقد بشكل عام.
التعليقات