آن دايفيز شاعرة أستراليّة، تقطن في مدينة سيدني. تُضمِّن شعرها قصّة حياتها منذ الطفولة إلى الرشد .. وآراءها في الحياة والموت. والقصائد هنا مترجمة من ديوانها الأخير: "عِتّ وجِمال".
أسيرة الأوهام
في الرابعة عشرة من عمري
كنت أسيرة أوهامي
لم أكن أعلم شيئاً
عن التمييز بين الجنسين
في الرابعة عشرة من عمري ربحت جائزة أدبيّة
تسلّمتها خلال حفل لنادي الـ"روتاري"
حيث كنت هناك وحدي في صالة
مع خمسة وخمسين رجلاً.
أنا ...
... لستُ النبي
لكني أتكلّم كلامَ النبي
أقصّ حكايات النبي
أتحسّس ألم النبي.
نهر يتدفّق صوب البحر
ولستُ ذاك النهر
لكني أستشعر إيقاع النهر
أرنّم أغنية النهر
أردّد إيقاع اللازمة ذاتها.
حصان يجرّ المحراث
ولست ذاك الحصان
لكني أكابد الآلام ذاتها
أفلح الأثلام المحروثة تكراراً
أشدّ اللجام المتراخي.
هناك متسوّل على قارعة الطريق
ولستُ ذاك المتسوّل
ومع هذا أصلّي الصلاة ذاتها كلّ يوم
واثقة بأيّام أجمل ستأتي
وانفعالي يقوّض عزيمتي.
لستُ النبي
لكني اتحسّس ألم النبي.
نهاية
كلّ صباح
أطلّ من النافذة
أرشف من كوب شاي
أراقبُ قطّتي
تراقب العصافير.
مرّة،
منذ زمن بعيد،
راقبت زوجي بالطريقة ذاتها،
مُثارة، وعندي لهفة
لالتهامه.
في ما بعد،
راقبته يتحوّل
من شهيّ إلى مجنون،
من وليف إلى غريب
بينما كدّر الغضب
والحيرة والشفقة
صفو قلبي.
أخيراً،
أخذته،
غافلاً،
ليستقرّ في سكن
خاضع للمراقبة.
تركته وعيناي معشيتان بالدمع
والذكريات.
صباحَ انقضّت الهرّة،
دهمتني شفقة عارمة
على العصفور
لكني سلّمت
بغريزة البقاء
المتأصلة في القطة.
احلمْ لي بمستقبل
احلمْ لي بمستقبل
لا سحابة فيه
تعكّر وجه الصداقة المفتوح
تمنّ لي مكاناً آمناً
يردّ عواصف
الكبرياء والتفاخر
حدثني عن صلاة
تجعلني أمضي الحياة
واثقةً بحبّنا.
غنِّ لي اغنيةً
ودعِ النغم يتهادى
خلف ترانيم الرفقة.
خطّ لي عمراً
من مصيري، من تناسخي الآتي،
من ذوي قربتي،
من إشارة المجوس والحظّ
وصدفة اكتشاف ما يسرّ...
...أبحر بي في مياه هادئة.
التعليقات