خديجة العامودي من الرباط: لأول مرة منذ سنوات طويلة ينافس فيلم للسيرة الذاتية باقي الأفلام التجارية التي نزلت إلى الأسواق خلال الأسابيع القليلة الماضية. وتحول فيلم "مذكرات راكب دراجة نارية" الذي يتحدث عن حياة تشي غيفارا، إلى ظاهرة في القاعات السينمائية حيث يحصد كل يوم المزيد من المشاهدين خصوصا في القاعات السينمائية بأمريكا اللاتينية.
ويحكي الفيلم الذي أخرجه "والتر سالس" قصة الرحلة التي قام بها تشي غيفارا أيام شبابه الأول عبر دراجته النارية في عدد من بلدان أمريكا اللاتينية، وهي الرحلة التي مهدت لولادة غيفارا السياسي والمناهض للإمبريالية الأمريكية. واعتمد والتر سالس على المذكرات الحقيقية التي كتبها تشي غيفارا بنفسه خلال الرحلة التي قادته إلى مجاهل أمريكا الجنوبية في الوقت الذي كانت تعتبر حديقة خلفية حقيقية للبيت الأبيض في واشنطن. وأثرت هذه الرحلة كثيرا في الشاب غيفارا الذي بدأ يتحول إلى مناهض قوي لسياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية التي كانت تحكمها الشركات الأمريكية عبر وكلاء محليين يسمون رؤساء دول.
وعلى الرغم من تحدر تشي غيفارا من عائلة بورجوازية ودراسته الطب آنذاك، إلا أنه قرر ترك كل شيء رفقة صديق له واعتزم اكتشاف أمريكا اللاتينية الحقيقية التي دفعته فيما بعد إلى تبني سخط عارم على سياسة واشنطن في أمريكا الجنوبية وإفريقيا وقاد حرب عصابات قبل أن يتم اغتياله في غابات بوليفيا من طرف المخابرات الأمريكية وعملائها.