عامر الحنتولي من الكويت: علمت quot;إيلافquot; من مصادر خاصة بأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد اتصل هاتفيا صباح اليوم الإثنين بالرئيس السوري بشار الأسد، وسمع منه عتبا سوريا ndash; كما تروي المصادر- على تصريحات رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي خلال زيارته الى العاصمة العراقية بغداد قبل نحو أسبوعين، في توقيت بالغ السوء على العلاقات السورية العراقية، إلا أن العاهل الأردني وفقا للمصادر نجح في تأطير العتب السوري، ومنع تسربه الى جوانب أخرى من العلاقات بين دمشق وعمان، لكن العاهل الأردني فوجئ برغبة من جانب الرئيس الأسد في أن يزور العاهل الأردني وعقيلته الملكة رانيا العبدالله دمشق ويقضيا ليلة رمضانية سيتم التجوال خلالها، بحسب مصادر quot;إيلافquot; على مواقع أثرية سورية قديمة جدا، تأخذ طابعا خاصا في رمضان الذي ينتهي يوم الأحد المقبل في جميع الأقطار الإسلامية.

وكانت الحكومة السورية يوم السبت الماضي قد أخطرت نظيرتها الأردنية بتعذر استقبال رئيسها نادر الذهبي في الموعد الذي حددته حكومة الذهبي منفردة في الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الحالي، إذ ترك خطاب الحكومة السورية موعد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية السورية المشتركة مبهما، قبل أن تحدد عمان موعدا جديدا قيل إنه سيتم يوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري، إلا أن معلومات تم تداولها في سوريا لم تشر لا من قريب ولا من بعيد الى أي أثر لزيارة الذهبي في الموعد المشار إليه، خصوصا وأنها ستكون فترة سيمضي الرئيس الأسد فيها جولة عربية، وسيرافقه خلالها رئيس الوزارة السورية محمد ناجي العطري، مع التنويه باستحالة أن تتم زيارة الذهبي الى دمشق في التوقيت الذي أعلن على لسان المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور نبيل الشريف وزير الإعلام والإتصال السياسي.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; فإن القصر الملكي الذي أحيط بالإرجاء السوري لزيارة الذهبي، تأكد أن تصريحات الأخير في بغداد غير المتفق عليها في عمان قد أحدثت إدارة ظهر سورية للأردن، في توقيت بالغ السوء أظهر عمان وكأنها تساند اتهامات بغداد لدمشق، فالرئيس الذهبي كان بوسعه أولا أن ينتقي توقيتا أفضل للزيارة على اعتبار أن مكاسب زيارته ndash;إن تحققت- ليست فورية، كما أن الرئيس الذهبي الذي تفتقر حكومته إلى مطبخ إعلامي يجيد الإتصال والتحليل السياسي قد أخطأ بتصريحاته السياسية، التي قال خلالها إن على دول الجوار أن تحترم وتحافظ على الإستقرار الأمني والسياسي في العراق، لهذا يقول مصدر في القصر الملكي لـquot;إيلافquot; إن العاهل الأردني قرر التحرك بعيدا عن حكومته للتمسك بتفاهمات أردنية سورية وضعت خلال زيارة للعاهل الأردني الى دمشق عام 2007 بغية وضع مسار ثابت وآمن للعلاقات الأردنية السورية.

وبحسب المعلومات فإن العاهل الأردني ربما يصطحب رئيس وزرائه معه الى دمشق كي تعقد اللجنة العليا الأردنية السورية المشتركة اجتماعاتها في دمشق، كتأكيد أردني سوري مشترك أن سوء الفهم الأخير قد أصبح من الماضي، وأن العلاقات الأردنية السورية سيحكمها مستقبلا التنسيق والتشاور السياسي المستمر، خصوصا وأن زيارات عبدالله الثاني الأسد كلا الى عاصمة الآخر شهدت إنتظاما خلال العامين الماضيين بعد قطيعة كانت تتقطع حسب المزاج السياسي في عمان ودمشق، إذ زار الأسد عمان لساعات قليلة في مارس آذار الماضي. يشار الى أن quot;إيلافquot; كانت أول وسيلة إعلام تتحدث عن الإنعكاس السلبي المحتمل لزيارة الذهبي الى بغداد على العلاقات الأردنية السورية، إلا أن أقلاما صحافية في الأردن لمحت بقوة الى أن هذه المعلومات غير صحيحة، بل وتحدث بعض الكتاب عن إتصالات مستمرة بين الذهبي والعطري قبل وبعد الزيارة الى بغداد، وهي معطيات أثبتت الوقائع الأخيرة بشأن العلاقة الأردنية السورية بأنها تفتقد إلى الدقة المطلوبة.