من المعروف أن احتلال العراق وتدميره وتشريد شعبه كان من ضمن الاهداف والركائز المهمة لما يسمى بالشرق الاوسط الجديد، والذي يجب أن تكون فيه اسرائيل هي الدوله المحوريه والمهيمنة ثقافيا وأقتصاديا وعسكريا( تحقيقا لحلم توراتي بالنصر على ملك بابل ومن ثم قتله وأستباحت دماء شعبه) وقيام اسرائيل كبرى وما الى ذلك من مزاعم وخزعبلات، بمقابل تفتيت كامل لدول المنطقة وخاصه الدول المهمة عن طريق الحروب الاستباقية التي اصبحت شعارا امريكيا بعد أحداث سبتمبر وأثارة النعرات القومية والطائفيه، والاستعاضه عن تلك الدول بكيانات ضعيفه هزيله ذات عرق واحد أو طائفة واحده حتى يسهل التحكم بها والتلاعب بثرواتها،وهذه الكيانات الجديدة تلبي الهدف المنشود أيضا لديمومة تفوق أسرائيل والغرب وتحكمهما بشعوب المنطقه،أذ تعد المنطقة العربيه والشرق الاوسط عامة هدف لما يسمى بالمحافظين الجدد الذين يتحكمون الان في كثير من مفاصل السياسه الامريكية الداخلية والخارجية والذين يعتقدون بأن هذه المنطقه يجب أن تتبدل كرها أو طوعا شعوبا وحكومات لتدور في فلك وحسابات السياسه الامريكية الصهيونية وتستجيب لايحاءاتها وتوجهاتها فكريا وثقافيا وأقتصاديا بدون أي أعتراض أو أبداءا للرأي، أي تجريد هذه الشعوب من كل خاصيه أوميزة ثقافية أو ودينيه، وجعلها معتمده وتابعه لما يقوله ويفعله المستعمر وتلغى كل قوانين وقيم السياده الوطنيه فالتدخل في الامور الداخليه وفي أدق التفاصيل سوف يصبح أمرا مفروغا منه في تلك الدول في هذه الحاله وهو موجود الان لكنه سوف يصبح أشد وأكثر صلفا وعنجهية.

وهذه المجموعة التي تدير السياسه الامريكيه والتي برزت بشكل واضح في عهد بوش الابن والتي تعرف بالمحافظين الجدد هم ليسوا بساسة فقط بل فيهم من المحاربين القدامى وبعض المثقفين وكتاب نافذين وبعض من باحثي المراكز الستراتيجيه مدعومين من المتطرفين المسيحيين المتصهينيين ويهود يؤمنون بقوة أمريكا العسكريه وتفوقها على جميع شعوب المعموره ويؤمنون بأستخدام طاقات امريكا العسكريه للوصول الى أهدافهم في السيطره والهيمنة وأستعباد الشعوب وهم مؤيدون مخلصون لأسرائيل وتفوقها في تلك المنطقه وهي قلب الوطن العربي، قاسمهم المشترك العداء الشديد للعرب والمسلمين. لا يكلون في البحث عن أهداف لتطبيق سوداوية افكارهم وظلاميتها ولا يستطيعون العيش بدون نظرية التفوق التي بها يؤمنون.

حتى أن كوكب الارض في نظرهم اصبح لا يتسع لكل هذه المليارات من البشر التي تتنافس على ثروات هذا الكوكب المحدوده التي يحاولون الاستحواذ عليها لديمومة تفوقهم التقني والصناعي وأصبحت هذه الثروات وخاصة المعدنيه منها في طريقها للنضوب وأفضل طريقة لضمان وصول هذه الثروات والاستحواذ عليها كما يعتقدون ويفكرون هو تقليل عدد سكان الارض أو تقليل عدد سكان الدول التي تحوي مثل هذه المعادن عن طريق الحروب والابادة الجماعية لدول العالم الثالث وخاصة العرب والمسلمين الذين لا زالت لديهم جيوب مقاومة وممانعة لمثل تلك المشاريع الشيطانية.

وفق ما تقدم فقد تبين الان بأن الهدف من غزو العراق هو لتقسيمه وسرقة ثرواته عن طريق زرع كيانات طائفيه وعرقيه ضعيفة تلبي وتتطابق مع مشروعهم الجهنمي الذي يحاك للمنطقة ككل وكما اسلفنا وليس كما روجوا له من نشر للديمقراطيه وحقوق الانسان وما الى ذلك من شعارات براقه تدغدغ ضمير الانسان وقلبه.

أن تقديم مشروع قرار غير ملزم الى الكونغرس يوصي بتقسيم العراق عرقيا وطائفيا هي أول بذور أفكار المحافظين الجدد في المنطقة وهذا كان مخطط له منذ عام 1991 عندما فرضوا ما يسمى بخطوط الطول والعرض،حتى ولو قدم المشروع من بعض الديمقراطيين فهو للتغطيه والتمويه بحجة وضع حد لما يسمى بالاقتتال الاهلي هناك، فهي مجرد تبادل أدوار وتهيئة الظروف للمرحلة القادمه لتنفيذ مثل هكذا مشروع عندما يتسلم الديمقراطيون الرئاسة.

لم يتوقف هؤلاء عن مشاريعهم الشيطانيه في زعزعة استقرار العالم بحجة مكافحة الارهاب وحجج أخرى سوف يبتدعونها لجعل العالم والمنطقه العربيه والشرق الاوسط خاصه في قلق دائم وسوف تكون ايران أو سوريا او حتى ما يسمونها ببعض دول الاعتدال أهدافهم القادمة مالم يكن هناك استعداد دائم للمقاومة ورص الصفوف وتوعية الجماهير ومفاتحتها بشفافيه وبكل صراحة لما يحاك ويخطط لها من امراء الظلام خفافيش الليل والنهار من خطط لاستباحة البلاد والعباد ونشر ثقافة الخوف والرعب والدمار، فالمقاومة هي السبيل الوحيد للتصدي لهؤلاء وهي الحل الامثل لكسر أرادات الشر التي تريد نشر الفوضى وأشعال النيران في هذه المنطقة لتتمكن من تنفيذ أجندتها المسمومة.

نعم لقد تعثر مشروع هؤلاء في العراق نتيجة المقاومة الباسلة التي أبداها شعب العراق وأصبح العراق محور العالم ومحط أنظاره في مقاومة هؤلاء ومشاريعهم التدميريه فقد قلبت كثير من حساباتهم وخططهم نتيجة لتلك المقاومة البطولية التي لم يكونوا يتوقعونها والتي عرقلت حتى حلمهم التوراتي الذي يزعمون لكن الخوف كل الخوف من بعض ما يسمى بساسة العراق أو بعض العملاء،أو حتى بعض من اطراف المقاومة التي باتتت تفاوض العدو وبات سقف ثوابتها وشروطها الوطنية والقومية ينخفض لتحقيق بعض المكاسب الضيقة على حساب الوطن والشعب عامة،،وهذا ما يريده العدو وهو شرك من شراكه المنصوبة لكل العراق والعراقيين والمنطقة فحذار من التعاطي مع العدو ومشروعه والوثوق به أو عقد أي صفقة أو حلف معه فهذا مخالف لامال العراقيين وتطلعاتهم في خروج المحتل صاغرا وعودة العراق الى وضعه الطبيعي عزيزا موحدا..


حيدر مفتن جارالله الساعدي
[email protected]