ترويج مغاير وصفقات لا تسترعي اهتمام الناشرين العرب
كتب العالم تستعرض نفسها ومؤلفيها في فرانكفورت


عبد الرحمن الماجدي من فرانكفورت: لم يكتف معظم الناشرين المشاركين في الدورة الستين لمعرض فرانكفورت للكتاب بعرض نماذج من كتبهم على رفوف جاهزة تفنن هؤلاء بطرق عرضها لجلب أكبر عدد من القراء والموزعين لبضاعتهم المعرفية ولأجنحتهم التي تعرض آخر النتاجات في مئة بلد مشارك في المعرض الالماني العريق. وبدا الاهتمام الاعلاني للكتب طاغياً من قبل الناشرين الاوروبيين خاصة. فمن تعليق الكتب بخيوط تتدلى من السقف كطيور تلامس رؤوس الزائرين إلى صور ضخمة لأهم الكتاب المعروضة نتاجاتهم إلى ارتداء نموذج كتاب بحجم نصف قامة انسان والترويج له بين اروقة المعرض أو عرض مكتبة منزلية برفوف كاملة ومقاعد صالة منزل روسي تظهر من خلال شاشة بلازما كنافذة تطل على شارع حي يقع فيه المنزل الذي نقل الجناح نموذجه كصورة بحجمها الطبيعي للمعرض أو تجهيز منصة ومقاعد لجمهور لكاتب يتحدث عن كتابه الاخير المعروض في أحد الاجنحة مستمعا لتعليقات القراء وجهاً لوجه. لكن شذت معظم دور النشر العربية المشاركة عن هذه الظاهرة الترويجية اللافتة. اذ اقتصر العرض العربي على رفوف تقليدية مع اشهار بعضها رايات دولها وربما عرض بعضها صور زعمائها.


وانتبه معلن تركي لحاجة الزوار لحمل الكتب التي قد يحصلون عليها من الاجنحة مجانا او كتيبات الاعلانات او الهدايا التذكارية فعمد الى صنع حقيبة من الكارتون تجلس على حامل من الالمنيوم بعجلتين كوعاء ليتفادى الزائر ثقل ما يحمل مساهما بالترويج للمعلن حتى خارج المعرض مجاناً.

وكان أمراً لافتاً ما يحصل في القطاع السادس من الطابق الثالث في المعرض وهو مخصص لعقد الصفقات بين الناشرين والموزعين ووكلاء المؤلفين الذي يجول ممثلون لهم على الاجنحة مستعلمين أو مستفسرين عن مؤلفين منحوا لهذا الناشر او ذاك حق ترجمة كتبه للغة اخرى. وقد غاب اي ناشر عربي عن هذا الجناح الذي لم يعلم به عدد كبير من الناشرين العرب.

وقد اوضح لنا أحد الناشرين طريقة بيع وشراء حقوق المؤلفين التي يعتبر معرض فرانكفورت السوق الاوسع لها؛ فالناشر المحترف يجلب معه من بلده او بلدان اخرى كتيبات quot;بروشوراتquot; او اقراص مدمجة باللغة الانكليزية quot; لكثرة الناطقين بهاquot; او الالمانية تحوي معلومات تعريفية بالكاتب ومؤلفاته وبعض ما كتب عنه. ويكون قد وقع معه اتفاقاً لبيع حقوقه لناشر أجنبي ويقوم الناشر المحلي بالتفاوض حول قيمة العقد في هذا المكان.

ولم يحترف هذه العملية من الناشرين العرب سوى واحد او اثنين فقط من مصر. وعلمنا ان ثمة ناشرين من الولايات المتحدة الاميركية كانوا في اليوم الاول للمعرض يبحثون عن وكلاء لكتاب عرب يمكن نشر مؤلفاتهم في اميركا وجالوا على عدد من الاجنحة العربية فلم يعثروا على مبتغاهم.

وينظر عدد من المثقفين العرب لعمليات بيع الحقوق لناشرين، او وكلاء بيع حقوق مؤلف ما، كترف لايليق بمثقف الاهتمام به، غير أن ذلك بات سائدا ومكملا لشهرة المثقف الذي يسعى إلى ايصال نتاجه لأكبر عدد من القراء. وقد كان هؤلاء الوكلاء سبب وصول كتب مؤلفين من لغات أخرى للعربية.

وربما كان نشاط المشتغلين بالثقافة العربية من غير العرب اوسع من أقرانهم العرب وقد شاهدنا خلال تجوالنا في أروقة المعرض حراك بعض هؤلاء من دول المانيا وفرنسا واسرائيل وايران.

والأمر المثير في المعرض ان هناك بين المشاركين العرب من لايعلم ان معرض فرانكفورت ليس لبيع الكتب على طريقة معارض الكتب التي تقام في بلدان اخرى ومنها البلدان العربية بل هو لعرض الكتاب كسلعة وعقد صفقات كبرى وصغرى في عالم الكتب الواسع.