عن بلاد وأوطان تشبه quot;السجونquot;
الاعلامي أحمد علي الزين يوقع روايته الجديدة

دارين ابراهيم: يوقع الكاتب و المذيع في قناة quot;العربيةquot;،أحمد علي الزين، يوم الأربعاء القادم روايته الجديدة الصادرة عن دار المدى quot;ثلاثية عبد الجليل الغزال.. حافة النسيانquot;، وذلك في نادي دبي للصحافة.
وكانت باكورة الاعمال الروائية للكاتب أحمد علي الزين منذ 20 سنة وهي quot;الطيونquot; ثم أعقبها quot;خربة النواحquot; و quot;معبر الندمquot;، ثم quot;ثلاثية عبد الجليل الغزالquot; العمل الصادر حديثا عن دار المدى.
وأحمد الزين هو مقدم برنامج quot;روافدquot; على فضائية العربية، والذي يستضيف فيها أدباء ومفكرين من العالم العربي ويلقي الضوء على أعمالهم وهمومهم. وهو من مواليد 1955.
ويقول أحمد علي الزين أن روايته هي تجربة إنسانية شديدة الألم، وقد قاربها بعض الكتّاب عربا وأجانب وهي quot;فكرة السجنquot;.
ويضيف أن قصة عبد الجليل quot; الذي وجد نفسه في سجن صحراوي دُمر وقُتل كل من فيه ليبقى وحيدا، حيا، فوق هذا الركام والحطام البشري، مفتوحة أمامه الجدران وأبواب السجن التي أذراها القصف، متاحة أمامه الحرية.
وكان تساءل في حوار نشرته له في وقت سابق صحيفة quot;النهارquot;: الرواية تطرح التساؤل ما معنى الحرية في الخلاء المطلق في هذا الصمت اللامتناهي الممتد أمام هذا الركام والحطام، والى أي الجهات يسعى عبد الجليل وهو في حالة ما بين النسيان والتذكر، ما بين الغياب والحضور. ويسأل نفسه الى أين يمشي وأي جهة يقصد حيث لا جهات محددة في تلك اللحظة المكثفة التي تشبه العدم.
ويتخدث أحمد على الزين عن إشارات تذكر بطله عبد الجليل على الدوام بأن حياة مرت من هنا، وانتهت في مكان آخر، بقايا آدمية، فردة حذاء أحيانا، خصلة من شعر، كتاب تلعب في أوراقه النسائم يذكره هذا الكتاب بنزيل معه كان في السجن. أشياء كثيرة أخرى الى أن انبثقت أمامه شجرة السدر ليستريح بعد نهار ويأخذه النعاس ويحلم بحبيبته في بيروت في وادي أبو جميل. في تلك اللحظة ظهر عليه أو أحس بنفس قريب وكان كلب السجان. هنا، تبدأ حكاية عبد الجليل الغزال بمستوياتها الإنسانية والوجودية، وتبدأ ذاكرته تفتح على بعض مشاهد الماضي، وتبدأ تلك الصحبة على شيء من التوجس في البداية، حيث لم ينس أن هذا الكلب كان قد حوّل في السجن الى ذئب، ولكن في هذه المتاهة وهذا الهباء يبدو أن كليهما بحاجة الى أن يعود الى طبيعته، الى حقيقته.
ويرى أنه يمكن أن نجد عبد الجليل الغزال ان الكثير أو القليل منه موجود فينا نحن الذين نتمشى ونتسكع ونحاول الحياة في بلاد وأوطان تشبه السجون، أو هي سجون laquo;محببةraquo; أكثرها ضيقا ورعبا تلك السجون الفكرية التي نحشر فيها وأجيالنا لتبقى على حافة الحياة ومعناها الانساني مستعدة على الدوام للوقوع في الخرافة والغيب، وهذا هو البؤس بعينه.