فى مقابل مصطلح quot;الإرهاب الإسلامىquot; الذى خرج كتوصيف حقيقى لموجة الإرهاب المسيطرة على العالم حاليا ومنذ عقود، وقد اكتسب المصطلح مصداقية سواء عند الاكاديميين أو الاعلام الدولى أو حتى لدى المواطن العادى حول العالم باستثناء الدول الإسلامية،خرجت مصطلحات دفاعية سواء فى الداخل الإسلامى أو فى الخارج الغربى تحديدا. فى الغرب تتبنى عشرات المنظمات الإسلامية مصطلح quot; الإسلاموفوبياquot; مروجة لمفاهيم مزيفة من أن الخوف من إستغلال الإسلام من قبل الإسلاميين هو هجوم على الإسلام ذاته وخوف مرضى من الإسلام وأن هؤلاء لا يمثلون الإسلام.فإذا كان هؤلاء فعلا لا يمثلون الإسلام لماذا تصمت كل المرجعيات الدينية كبيرها وصغيرها فى المجتمعات الإسلامية عن إدانة هؤلاء إدانة قاطعة وعزلهم عن الجسد الإسلامى. فى الدول الإسلامية يفتون فى كل شئ من بول البعير إلى بول الرسول،ومن رضاعة الكبير إلى مؤخرة النملة التى تثير الصائم فى رمضان، ومن تحريم الزهور والورود فى المناسبات إلى الإحتفاء بالذبابة التى فى جناحها داء والجناح الآخر شفاء، ولكن لم يتطوع شيخ واحد ليدين بن لادن والزرقاوى والظواهرى ومحمد عطا وامثالهم،ولم تصدر فتوى واحدة بتكفير هؤلاء وتبرئة الإسلام منهم، حتى أن الشيخ محمد النجيمى عضو مجمع الفقه الإسلامى السعودى اندفع بغضب لينكر أن محمد عطا وزملائه قد دخلوا النار!!!. والشيخ يوسف القرضاوى أشهر داعية فى الدول العربية تحدث فى كل شئ حتى إنه خصص حلقة كاملة من برنامجه الشريعة والحياة فى قناة الجزيرة لمناقشة العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته بطريقة أفلام البورنو ولكنه ضن على العالم بإصدار فتوى ضد بن لادن والظواهرى والزرقاوى وغيرهم.وطارق رمضان فى أوروبا ومعه عشرات المنظمات وكير فى امريكا واخواتها الذين يروجون لمصطلح الإسلاموفوبيا لم يصدروا ولا بيان واحد يقولون فيه بصراحة أن هؤلاء القتلة كفرة بالإسلام، كل ما يصدر عنهم هو إدانات عامة مبهمة للإرهاب كذرا للرماد فى العيون أما سلوكهم الفعلى فهو النفخ فى السخط الإسلامى المحفز للإرهاب.



المنظمات الإسلامية التى تروج للإسلاموفوبيا هى بوضوح تعمل على تنمية السخط لدى الجاليات الإسلامية فى الغرب ومن ثم يسهل تجنيدها من قبل المنظمات الإرهابية وهذا ما يقرره تقرير وزارة الخارجية الإمريكية عن أنماط الإرهاب حول العالم لعام 2006 حيث ذكر quot; استمر تحول السكان المهاجرين والشباب والأقليات المنسلخة عن المجتمع فى اوروبا والشرق الأوسط وافريقيا إلى التطرف. إلا أنه أصبح واضحا بصورة متزايدة أن مثل هذا التحول إلى الإرهاب لا يحدث بالصدفة، أو لكون مثل هؤلاء السكان ميالين بالفطرة إلى التطرف، بل أن هناك أدلة متزايدة على وجود إرهابيين ومتطرفين يستخدمون مظالم الشباب المنسلخين عن المجتمع لخلق إضطرابات وإستخدام المظالم لجر الآخرين إلى التطرفquot; وقد اطلق التقرير على ذلك quot; الحزام الدوار الناقل الإرهابىquot;.
رغم أن كل المسلمين ليسوا إرهابيين،فهناك الملايين من الشخصيات المسلمة المسالمة والمنفتحة، إلا أن معظم الارهابيين المعاصرين مسلمين واغلب العمليات الإرهابية يقوم بها مسلمون وهذا ما قاله مثقفون مسلمون منهم عبد الرحمن الراشد وغيرهم، وليس هذا فقط بل أن كل الإرهابيين المسلمين يستخدمون نصوصا دينية لتبرير اعمالهم الإرهابية وتجنيد خلايا جديدة ولحث المسلمين على التبرع لهذه المنظمات الإرهابية. فإذا كان معظم الإرهابيين مسلمين، وكل الإرهابيين الإسلاميين يستخدمون النصوص الدينية كدافع ومحفز ومبرر للإرهاب وفى نفس الوقت تأتى هذه الاموال الداعمة للإرهاب من الدول الإسلامية فكيف بعد ذلك يتبجح البعض ويطلقون على ذلك إسلاموفوبيا.
إذا استعرضنا الإرهاب الحادث فى عام 2006 وحده وفقا لتقرير quot;أنماط الإرهاب حول العالم quot; لاتضح لنا الخطورة الشديدة للوضع الراهن، وإذا كان معظم هذه العمليات قامت بها تنظيمات إسلامية متطرفة وإرهابيون مسلمون لاتضح اكثر أن ترويج مصطلح الإسلاموفوبيا هو عامل مساعد فى تنمية السخط على الغرب ومن ثم الإرهاب وفى نفس الوقت يمثل نوعا من الإبتزاز للمجتمعات الغربية للتوقف عن مطاردة الإرهابيين والمتطرفين المسلمين وتدليل المنظمات الإسلامية فى الغرب بدلا من محاكمة أغلبها. فوفقا للتقرير تمت 14352 عملية إرهابية حول العالم عام 2006 وقد قتل من جراء ذلك 74545 من العسكريين و 20570 من المدنيين وجرح وقتل 1800 طفل، وقتل 430 طالبا و215 معلما و129 صحفيا، وجرح وقتل 8200 رجل شرطةو 1300 زعيما حكوميا وحراسهم.ويقدر عدد الأشخاص المخطوفين خلال السنة ب 15855 واستهدفت العمليات الإرهابية 19500 مبنى ومدرسة ومصالح حكومية وتبنت 300 جماعة إرهابية هذه الحوادث هذا بالاضافة إلى الإرهاب الفردى. الغريب أن التقرير يرصد أن 50% على الأقل من هذه العمليات قد استهدف مسلمين من قبل مسلمين وقد تم الإعتداء على 350 مسجدا خلال نفس الفترة، فإذا كان كل هذا القتل والتخريب تم خلال عام واحد فقط، وإذا كان أكثر من 90% منه جاء من قبل إرهابيين مسلمين فكيف يتصايحون بأن هذا إسلاموفوبيا، وإذ لم تكن كل هذه العمليات والتخريب تشكل هاجسا وخوفا حقيقيا للعالم كله فمن ماذا يخاف الناس إذن. إن الشخص الذى لا يخاف من كل هذا الإرهاب ويقاومه بكل الطرق هو إنسان متبلد عديم الإحساس.
مصطلح quot; الإسلاموفوبياquot; هو أحد أدوات خداع العالم،وإبتزاز الغرب،وإرهاب كل من يقترب من الإسلام بالنقد، وتنمية سخط الشباب المسلم، والتهوين من خطر الإرهاب الإسلامى، وسيف مسلط على حريات الفكر والابداع والنقد فى الغرب... وفى النهاية يصب قطعا فى صالح الإرهابيين.

إذا كان طارق رمضان هو الأكثر إستخداما حاليا لمصطلح الإسلاموفوبيا فإن سعد الدين إبراهيم هو الأكثر إستخداما لمصطلح آخر وهو quot; فزاعة الإسلاميينquot;، وهو مصطلح موجه للغرب أيضا ويقصد به أن الحكومات المستبدة تستخدم الخوف من وصول الإسلاميين للحكم كفزاعة لتخويف الغرب من عواقب الإصلاح عل مصالحهم وعلى الأقليات غير الإسلامية وعلى وجه الشرق الأوسط كله، وإن كنت أتفق مع صديقى العزيز د. سعد الدين إبراهيم فى براعة الأنظمة المستبدة فى الشرق الأوسط فى إستخدام هذا الموضوع وتوظيفه بمهارة لتخويف الغرب فعلا والأقليات غير الإسلامية فى الشرق علاوة على الليبراليين والمراة إلا أن هذا لا ينفى أن المصطلح فى حد ذاته غير سليم بل ومخادع ويصب فى صالح الإسلاميين ومشروعهم للدولة الدينية.

الإسلاميون ليسوا فزاعة أو خيال مقاتة للتخويف وإنما هم بالفعل مصدر هاجس وخوف لكل دعاة الدولة المدنية،وإذا حدث واستولى الإسلام السياسى على الشرق الأوسط سيتغير وجه هذا الشرق حقيقة إلى وجه اسود كالح،وما حدث من حماس وإنقلابها على كل اسس العمل الديموقراطى التى ارتضته بل وتقويضها للتجربة الفلسطينية، وما يحدث من الاخوان المسلمين فى مصر حتى وهم خارج الحكم يدرك تماما أن هؤلاء اصحاب دولة دينية ومشروع تخريبى لا يحيدون عنه، وإذا كان مشروعهم الإصلاحى الذى طرحوه هو مشروع دولة دينية يتحكم فيها فقهاء بول البعير على المتخصصين ويخضع القانون للشريعة والعلم للخرافة والإنتماء الوطنى للإنتماء الدينى وتكون المناصب السياسية تكليفات دينية وتنحنى السلطة السياسية للسلطة الدينية ويستعيدون ولاية الفقيه من إيران فكيف إذن سوف يكون مشروعهم الحقيقى على أرض الواقع وهم يحكمون ويملكون السلطة؟.
الإسلاميون ليسوا فزاعة وإنما هم عائق أساسى امام الديموقراطية الحقيقة وأمام المواطنة وأمام الدولة المدنية، فهم لا يوافقون على السيادة للقانون ولدستور مدنى يفصل الدين عن الدولة، ولا يوافقون على قوانيين تحمى الحريات وتوسعها، ويرفضون المساواة الحقيقية لغير المسلمين مع المسلمين، وينامون ويصحون على قال الله قال الرسول، وتشجيعهم والدفاع عنهم وتبييض وجههم أمام الغرب معناه القضاء على الجزء اليسير المتبقى من الدولة المدنية لصالح دولة دينية كالحة السواد.
نعم الأنظمة فى الشرق الأوسط مستبدة وفاسدة وشبه دينية واستغلت الإسلاميين فى مناورة ولعبة خطيرة مع الداخل والخارج ولكن تشجيع الإسلاميين أيضا هو مناورة ولعبة عكسية خطيرة هو quot; خيار شمشون quot; للمنطقة وعبث بكل شئ ومقامرة شديدة الخطورة.
هناك خوف حقيقى من الإسلام وإستخدام نصوصه بكثرة لتدمير سلام العالم وهناك خوف حقيقى من الإسلاميين لأنهم فى النهاية هم الأدوات الحقيقية التى استخدمت وتستخدم هذه النصوص الدينية لفعل كل ما هو غير إنسانى وغير عقلانى وغير قانونى وغير وطنى.
[email protected]

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونيه