عاد رمضان بمسلسلاته المملة فى معظمها والمثيرة للتفكير فى القلة القليلة، ويتميز كتاب مسلسلات رمضان بقدرة فائقة على تطويل المسلسلات ومطها بطريقة منقطعة النظير حتى أنه يقال أن كتاب المسلسلات يعملون صباحا لدى شركة (دنلوب) الإنجليزية للمطاط ويكتبون المسلسلات مساء!!
ومن المسلسلات التى أتابعها من وقت لآخر مسلسل (الملك فاروق) ورغم جودته إلا أنه يعيبه المط الغير معقول، وكذلك يعيبه الممثل الكوميدي والذى نسى أنه يقوم بدور الزعيم مصطفى النحاس وإستمر يقوم بدوره كممثل كوميدى، ولا يعقل أن مصطفى النحاس حينما يريد أن يقسم سوف يقول:
أقطع دراعى لحد هنا!! أن على ماهر وراء تلك المؤامرة!!

الملك فاروق
ولقد أثار فى نفسى مسلسل الملك فاروق الهواجس والحزن على العصر الملكى وقد تكون هذه حالة من الحنين للماضى (النوستالجيا) بالرغم من أننى لم أعاصر العصر الملكى وتفتحت عيناى على العصر الجمهورى، ولكن بالنظر إلى الأوضاع فى مصر حاليا، أجد أن الحكومات المتتابعة فى الثلاثين سنة الأخيرة تحاول العودة إلى ما كانت عليه مصر قبل عام 1952، يحاولون إعادة وتشجيع الإستثمارات الأجنبية (بعد طردها سنة 1956) ويحاولون تشجيع عودة البنوك الأجنبية (بالرغم من مرور نصف قرن على محاولات تمصير الإقتصاد)، ويحاولون تسديد ديون مصر، وبعد أن كانت مصر لها فوائض مالية فى إنجلترا قبل 1952، أصبحت الآن مدينة لطوب الأرض، وإستطاع رجال quot;الثورةquot; بكفاءة منقطعة النظير على الإستدانة من كل مكان فى العالم بشكل يجعل ملك مصر العظيم quot;الخديو إسماعيلquot; يتقلب فى تربته لأنه إستدان لبناء قناة السويس والقناطر والترع والطرق وبناء مصر الثقافة وأسس أول برلمان مصر فى القرن التاسع عشر وسبق بذلك إيطاليا وبلدان أوربية كثيرة.
وإذا نظرنا حولنا، لأن إعلان التليفزيون المصرى كان دائما يقول للمواطن:quot;إنظر حولكquot;، فلا أملك إلا أن أقارن بين الأنظمة الملكية والجمهورية فى منطقتنا العربية، الأنطمة الملكية التى إتهمت من قبل القومجية بالتخلف والرجعية والجمود لم تورط بلادها وشعوبها فى مغامرات عنترية غير محسوبة، كما فعلها عبد الناصر فى اليمن وهزيمة 1967، وكما فعلها صدام حسينفى إيران والكويت والحواسم، وكما فعلها القذافى فى مغامراته فى مساعدة الجيش الأيرلندى وإسقاط طائرة بان أميركان فى لوكيربى ومغامرات تشاد وغيرها، وكما فعلها الأسد فى هزيمة 1967 و لبنان، وكما فعلها النظام العسكرى فى الحرب الأهلية فى جنوب السودان ودارفور، وكما فعلها النظام القومجى فى الجزائر فى مواجهته الدامية مع جبهة الإنقاذ، وكما فعلها إنقلاب السلال العسكرى وورط اليمن فى حرب أهلية وفى حرب حدود مع السعودية. أما ملوك وأمراء العرب quot;الرجعيونquot; و quot;المتخلفونquot; فقد نأوا بأنفسهم عن الحروب والمشاكل، حتى أنه عندما قام صدام حسين بغزوته المجنونة للكويت لم يتحرك ملك ولا أمير ولا رئيس لإنقاذ الكويت، ولكنهم قاموا بإستدعاء الجيش الأمريكى للدفاع عنهم ولتحرير الكويت:quot;وكفى الله المؤمنين شر القتالquot;!! وقد تفرغ ملوك وأمراء العرب فى بناء بلدانهم وحباهم الله بنعمة البترول فلم quot;يبعزقوهاquot; على مغامرات مثلما فعل صدام والقافى (أصحاب بترول أيضا)، صحيح أن هناك سوء فى توزيع الثروات ولكن الرؤساء القومجية لم يسلموا من سوء توزيع الثروات والفساد (ولا تعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك)، يعنى الكل فى الهوا سوا.
ولكننا نرى الآن نتائج البناء فى الممالك والأمارت، فنرى ماحدث فى دبى والبحرين وقطر وعمان، والسعودية والكويت على الطريق، حتى مملكة الأردن بالرغم من شح مواردها تسير بخطوات واثقة نحو التنمية العمرانية والتقدم الإقتصادى.
الجنرال فرانكو

لذلك أرى أن حكم الملوك والأمراء قد يكون الأفضل للعرب والذين تعودوا على أن الحاكم يظل فى الحكم إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.

وأعتقد أن الحكم الملكى قد يناسب مصر أكثر من أى بلد آخر، لأن المصريين قد تعودوا على أن يجلس الحاكم على قلبهم مدى الحياة منذ خمسة الآف سنة وحتى الآن.
ولقد درست تاريخ الرئيس الأسبانى السابق (فرانسيسكو فرانكو) والذى تولى حكم أسبانيا بعد إنقلاب عسكرى وظل فى الحكم لمدة 36 عاما متصلة إنتهت بوفاته عام 1975 عن عمر يناهز ال 83 عاما، وفى عام 1969 تراجع وإعترف بالملك خوان كارلوس ملكا لأسبانيا.

الملك خوان كارلوس
وقد أصدر قانونا بأن يتولى خوان كارلوس الحكم كملك لأسبانيا بعد وفاته، وبالفعل تولى خوان كارلوس الملك بعد يومين من وفاة فرانكو، وبعدها تغير حال أسبانيا من حال إلى حل وأصبحت فى مصاف الدول الصناعية وقبلة للسياحة العالمية، وإستمتعت بالإنضمام إلى السوق الأوربية المشتركة فى عام 1986.
الملك خوان كارلوس ولقد فكرت كثيرا لماذا لا يفعلها الرئيس المصرى حسنى مبارك ويقوم بدعوة الملك أحمد فؤاد الثانى للعودة لمصر لكى يقوم بإستعاده ملكه والذى تولاه بعد طرد أبوه الملك فاروق فى 26 يوليو1952 ووكان ملكا على مصر وهو طفل عمره ستة أشهر (تحت مجلس وصاية) ثم فقد هذا الملك فى يونيو من عام 1953 بعد إعلان الجمهورية المصرية، والملك أحمد فؤاد ولد بمصر بعكس الملك خوان كارلوس والذى ولد فى روما فى المنفى (بعد نفى أبوه بعد الإنقلاب العسكرى فى أسبانيا عام 1931)

والملك أحمد فؤاد هو إبن الملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك فاروق وق أنجبت له الولد الوحيد، و يكون أحمد فؤاد ملكا دستوريا (يملك ولا يحكم) ويتولى الحكم رئي

الملكة ناريمان وإبنها

الملك أحمد فؤاد

(عام 1974) فى باريس

س وزراء منتخب، ويتولى الجيش القوى حماية الدستور وحدود البلاد والملك، ويصبح الملك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقد ولد أحمد فؤاد فى 16 يناير عام 1952 وقد تزوج فى عام 1976 من دومنيك فرانس بيكار الفرنسية و وأصبح أسمها بعد الزواج الأميرة فضيلة، وقد أنجبت لأحمد فؤاد الأمير محمد على المولود بالقاهرة عام 1979، والأميرة فوزية عام 1982 والأمير فخر الدين عام 1987. وقد إنفصل أحمد فؤاد عن الأميرة فضيلة عام 1996. وهو يعيش فى أوروبا فى منفاه الإختيارى أو الإجبارى (الله أعلم).

وأنا أعتقد أن الشعب المصرى فى معظمه سوف يؤيد خطوة من هذا النوع، وخاصة إذا تم التحضير لها إعلاميا، وأيضا إذا تم تحضير أحمد فؤاد نفسه ليكون ملكا على

الرئيس حسنى مبارك
صر من جديد، هذا المُلك الذى قرأ عنه ولم يجربه أو يشعر به. وسوف يحافظ الملك على الوحدة الوطنية للبلاد ويكون ملكا لكل المصريين ويترك التنافس على الحكم للأحزاب (ويتدخل إذا لزم الأمر بمساعدة الجيش) للحفاظ على أمن اللاد ودستورها. وحياته فى المنفى فى أوروبا لابد وأن تكون قد أثرت على ثقافته وتفكيره، والرئيس المصرى حريص على أمن وتقدم مصر (قد نتختلف أو نتفق معه) ولكنه بدون شك يحاول على قدر طاقته إنتشال مصر من التخلف ولقد شهدت مصر فى السنوات الأخيرة معدلات تنمية عالية وصلت فى العام الماضى إلى %7 سنويا وهى نسبة عالية جدا.
وكما ذكرت فقد تعود المصريون أن يكون الحاكم بمثابة الأب والرائد وكبير العيلة، وهذا لا يتأتى إلا لحكم ملكى ولا ينفع معه الحكم الجمهورى والمفترض فيه تداول السلطة، ولكن السلطة لم تتداول إلا عن طريق عزرائيل فى الخمسين عاما الماضية، لذلك لا بد أن نأخذها من قصيرها ونعيد الحكم الملكى، وأهو الملك موجود والحمد لله، يعنى لن يكلفنا سوى تذكرة طائرة درجة أولى فى إتجاه واحد من باريس للقاهرة، والحمد لله القصور مازالت موجودة (على قفا مين يشيل)، بين قصر القبة وسراى عابدين فى الشتاء وقصر رأس التين والمنتزة صيفا، وإستراحة الملك فى القناطر والهرم لقضاء الويك إند!!
وعاشت مصر حرة مستقلة!!

[email protected]

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونيه