دبلوماسي اوروبي: التهديدات شكل "ضغوطا يصعب قبولها"
إيران تستأنف عمليات تخصيب اليورانيوم جزئيًا


طهران: أمهلت إيران الاتحاد الأوروبي حتى الساعة الثانية عشرة والنصف بتوقيت غرنتش من بعد ظهر اليوم الأحد لتقديم مقترحاته للتعاون التي يفترض ان تمنع حدوث أزمة في المفاوضات حول البرنامج النووي، معربة عن نيتها استئناف عمليات تخصيب اليورانيوم جزئيًا ما لم يعترف الأوروبيين بحقها في ذلك في المقترحات التي يفترض أن يقدمها الاتحاد الأوروبي. وقال المفاوض الإيراني علي آغا محمدي ان ايران ستستأنف جزئيا عمليات تخصيب اليورانيوم ما لم يعترف الاتحاد الاوروبي بحقها في مثل هذه النشاطات الحساسة في المقترحات التي يفترض ان يقدمها. واوضح "عملنا كثيرا نهار ومساء امس (السبت) واتخذنا قرارات تستند الى ثلاثة مبادىء هي اولا مواصلة المفاوضات وثانيا اننا لن نستأنف عمليات التخصيب وثالثا اننا ننتظر المقترحات الاوروبية قبل الساعة 17 بالتوقيت المحلي (12:30 تغ)".

في المقابل، اعتبر دبلوماسي اوروبي اليوم الاحد في باريس ان تهديدات المفاوض الايراني تشكل "ضغوطا يصعب قبولها"، وذلك ردا على اعلان طهران انها ستستأنف النشاطات النووية الحساسة جدا اذا لم تقدم اوروبا اقتراحات تعاون قبل الساعة 12:30 تغ. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "انها ضغوط يصعب قبولها وتدفعنا الى التعبير عن استغرابنا وقلقنا".

وقالمحمدي ان "الامر الوحيد الذي سنستأنفه اذا لم تأخذ المقترحات الاوروبي في الاعتبار الحد الادنى الذي نطالب به هو جزء من نشاطات (التحويل في) اصفهان".

واعلنت وزارة الخارجية الايرانية ان ايران ستبلغ اليوم الاحد او غدا الاثنين الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستئناف بعض النشاطات الحساسة جدا وانها تستعد لازالة الاختام التي وضعت على بعض منشآتها.وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي للصحافيين "سنسلم رسالتنا الى فيينا (مقر الوكالة الذرية) اليوم (الاحد) او غدا" الاثنين.وقال ان مفتشين من وكالة الطاقة الذرية "وصلوا الى طهران ولم يبق الا مرافقتهم الى اصفهان" الى مصنع تحويل اليورانيوم حيث تنوي ايران استئناف النشاطات التي علقت في تشرين الثاني/نوفمبر من اجل اجراء مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي.واضاف انه "سيتم ازالة" الاختام التي وضعتها الوكالة على المنشآت "بحضور المفتشين (...) وسيتم استئناف النشاطات".ويمكن ان يدفع هذا القرار مجلس الامن الدولي الى مناقشة قضية الملف النووي الايراني.

وفي المقابل يريد الاتحاد الاوروبي أن تقبل إيران تعليقا لاجل غير مسمى لعمليات تخصيب اليورانيوم ومعالجة الوقود النووي والانشطة ذات الصلة. وقالت إيران إن الاطراف اتفقت اصلا على الاول من أغسطس آب موعدا نهائيا لتقديم المقترحات لكن سفراء ما يسمي "الثلاثة الكبار" طلبوا تمديد هذا الموعد ستة أيام. وقالت طهران إنها رفضت أي تمديد.

ولم يتضح ما إذا كانت ايران التي تقول إن برنامجها النووي لا يهدف سوى لتوليد الكهرباء تنتهج موقفا متشددا فيما يتعلق بمسالة أيام لممارسة ضغوط على الاتحاد الاوروبي. وقال دبلوماسيون في دول الاتحاد الاوروبي "الثلاث الكبار" إنهم ليسوا على علم بان الاتحاد الاوروبي التزم بموعد الاول من اغسطس آب. وقالوا إنه جرى الاتفاق خلال محادثات مايو ايار الماضي في جنيف مع ايران على أن الاتحاد الاوروبي سيقدم مقترحات بنهاية يوليو تموز "أو أوائل اغسطس".

والانتظار حتى السابع من أغسطس آب سيتيح للاتحاد الاوروبي تقديم مقترحاته بعد تنصيب الرئيس الجديد محمود احمدي نجاد في الثالث من أغسطس آب. وبغض النظر عن الموعد أعرب دبلوماسيون عن تفاؤل محدود إزاء امكان التوصل الى اتفاق.

ويقول دبلوماسيون أوروبيون إن العرض الاوروبي يقوم على أساس توقع قبول إيران مواصلة تعليقها لاجل غير مسمى لعمليات تخصيب اليورانيوم ومعالجة الوقود النووي والانشطة ذات الصلة. وهدد الاوروبيون أنه إذا لم تفعل إيران ذلك فانهم سيدعمون مطالب الولايات المتحدة باحالة ملف ايران إلى مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة لفرض محتمل لعقوبات.

والمحللون غير واثقين بشأن التاثير المحتمل لرئيس جديد على نزاع إيران النووي لكنهم أشاروا إلى أن المفاوضين النوويين يتجاوزون الحكومة ويتلقون أوامرهم بشكل مباشر من الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي.