غير مدرجين على أية اجندة لإطلاق سراحهم
أسرى القدس يتعرضون لتعذيب غير مسبوق بالسجون الإسرائيلية

الأسير الضرير علاء البازيان
أسامة العيسة من القدس: اصبح اسم الأسير الفلسطيني الكفيف علاء البازيان ( 49) عاما، رمزا لمعاناة نحو 300 أسير من القدس يقبعون في السجون الإسرائيلية، غير مدرجين على أية اجندة فلسطينية - إسرائيلية لإطلاق سراحهم، ولا تشملهم ما تصفها إسرائيل بوادر حسن النية تجاه محمود عباس ( أبو مازن ) رئيس السلطة الفلسطينية، التي تمثلت بالإفراج عن مجموعتين من الأسرى الفلسطينيين خلال الفترة الماضية. وترفض إسرائيل إدراج أسرى القدس، أو الأسرى الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر، أو أسرى الجولان السوري المحتل، في أية مفاوضات أو صفقات لإطلاق سراح الأسرى، باعتبار انهم يحملون بطاقات الإقامة الدائمة فيها مثل الأسرى المقدسيين، أو جنسيتها مثل أسرى الداخل أو أسرى الجولان.

ووجه النائب عيسى قراقع، مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، دعوة للاهتمام السياسي والإنساني بأسرى القدس، مشددا على quot;عدم الخضوع للاشتراطات الإسرائيلية التي تستثني أسرى القدس وفلسطين 1948 من أية تسوية ومفاوضاتquot; وفقا لتصريحات صحافية أرسلها إلى إيلاف.
وبالإضافة إلى البازيان، تعتبر الأسيرة الفلسطينية آمنة منى، التي تعرّف بأنها زعيمة الأسيرات، رمزا آخر لمعاناة الأسرى والأسيرات من القدس، حيث تتعرض لما يوصف بأنه أبشع أنواع العزل الانفرادي والتعذيب، وبشكل غير مسبوق على يد إدارة السجون الإسرائيلية.

وقال قراقع انه زار منزلي علاء البازيان وآمنة منى في القدس المحتلة، والتقى مع عائلتيهما وعدد من عائلات أسرى القدس واستمع إلى ظروفهم ومشاكلهم. ويوجد خلف القضبان الإسرائيلية 18 أسيراً من القدس قضوا أكثر من 20 عاما داخل السجون من بينهم البازيان الذي اعتقل للمرة الثالثة عام 1986، لمقاومته الاحتلال، ويقبع حالياً في سجن جلبوع ويعاني من أمراض صعبة ووضع انساني قاسٍ للغاية، بالإضافة إلى إصابته بالعمى.

وأشار قراقع إلى أن أهالي أسرى القدس يطالبون القيادة الفلسطينية والمفاوضين زيادة الاهتمام بأسرى القدس وإخوانهم من داخل الخط الأخضر، الذين لا تعترف حكومة إسرائيل بهم كجزء من الحركة الأسيرة وترفض إدراجهم على قوائم الافراجات والمفاوضات. وأشار الأهالي في لقائهم مع قراقع أن أسرى القدس المحتلة هم جزء من المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ويجب عدم التخلي عنهم بأي شكل من الأشكال وعدم الخضوع للمواقف الإسرائيلية وسياستها القائمة على التجزئة وتصنيف الأسرى وفق معاييرها العنصرية المجحفة.

وكان الأسير الضرير علاء البازيان قد اعتقل أول مرة في 20/4/1979 وأطلق سراحه في 20/4/1981 واعتقل في المرة الثانية في 4/12/1991 حكم بالسجن لمدة 20 عام وأطلق سراحه في صفقة تبادل شهيرة نفذتها منظمة احمد جبريل عام 1985، واعتقل للمرة الأخيرة في 20/8/1986 وحكم عليه بالسجن المؤبد.

والتقى قراقع والدة الأسيرة آمنة منى التي اعتقلت في 19/1/2000 والمحكومة بالسجن المؤبد وتقبع في عزل سجن الرملة منذ عام ونصف في ظروف قاسية وصعبة.وناشد قراقع، مؤسسات حقوق الإنسان، بالتدخل لوقف ما اسماها المأساة التي تتعرض لها الأسيرة آمنة حيث يتم احتجازها في أقسام السجينات الجنائيات مما يشكل خطراً حقيقياً على حياتها، وأشار قراقع أن إدارة السجون تستهدف تصفية الأسيرة آمنة منى وسبق أن هددتها بالقتل.

وقال quot;أن آمنة منى من أكثر الأسيرات اللواتي تعرضن لعزل انفرادي كعقوبة قاسية ومن أكثرهن من تعرضن للقمع والضرب والإهاناتquot;.وأصدرت اللجان الشعبية الفلسطينية، بيانا، قالت فيه بان منى، التي تخضع للاعتقال والعزل الانفرادي، هي في quot;حالة موت بطيءquot;.

وتحتجز منى في زنزانة صغيرة جداً، تقع في وسط غرف الأسيرات الجنائيات اليهوديات، وخاصة المدمنات على المخدرات والكحول واللواتي ينتابهن حالات من الفزع والخوف الشديد والصراخ العالي بسبب الإدمان، مما جعل الأسيرة آمنة منى quot;في حالة سيئة ويرثى لها جراء وجودها في هذه الزنزانة الصغيرة وسط غرف السجينات الجنائياتquot; وفقا لبيان اللجان.

وجاء على لسان منى أن السجينات المدنيات الجنائيات الإسرائيليات مريضات بأمراض معدية وخطيرة جداً وعندما يدخل السجانون أو السجانات عليهن يضعون كمامات واقية ويلبسون لباساً عازلاً ويغطون أرجلهم وايديهم ورؤوسهم، وتضيف منى بان رائحة كريهة جداً تنتشر في زنزانة العزل كونها موجودة وسط وبجانب غرف الأسيرات الجنائيات.

وتتعرض آمنة منى للعزل عن باقي الأسيرات، لقيادتها نضالات مطلبية، لتحسين الظروف التي تعتقل فيها الأسيرات الفلسطينيات.وقالت والدة منى لايلاف بان ابنتها ليست نادمة على ما فعلته من اجل تحسين ظروف الأسيرات، وان معنوياتها مرتفعة رغم الظروف الصعبة التي تحتجز فيها، ورغم انزعاجها الشديد من السجينات الجنائيات اليهوديات، الذي يعتبر احتجازها بينهن عقابا فظيعا لها.

ولا تتورع السجينات اليهوديات من سب وشتم منى، وتهديدها بالقتل والاعتداء، في حين تعتبر إدارة السجون الإسرائيلية ذلك نوعا من العقاب الذي تستحقه زعيمة الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية.وحسب والدتها، فان منى تعاني من أوضاع صحية صعبة، مع استمرار رفض إدارة السجون تقديم العلاج الطبي اللازم لها.

وقال عزمي الشيوخي أمين عام اللجان الشعبية لايلاف بان منى تعاني من أزمة تنفسية حادة والزنزانة الموجودة فيها ضيقة جداً لدرجة أنها لا تتسع لمقعد لها، ولا تستطيع المشي فيها، ويؤثر على وضعها الصحي، ان شبابيك الزنزانة شبه مغلقة بشكل دائم.

وناشد الشيوخي quot;كافة الضمائر الحية والأسرة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر من اجل التدخل الفوري للإنقاذ حياة الأسيرة منى قبل فوات الأوان وخصوصاً ان ظروفها الاعتقالية صعبة جداً ووضعها الصحي اصبح في حالة خطرة جداً مع إصابتها بمرض ضيق التنفسquot;.

وبالإضافة إلى منى، تحتجز سلطات الاحتلال الأسيرة عبير عودة من مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، في العزل الانفرادي أيضا، في سجن الرملة.وتعاني عودة من أمراض عصبية ونفسية حادة، تتفاقم مع استمرار عزلها وفصلها عن باقي الأسيرات، مما يشكل خطرا حقيقيا على حياتها.

ويذكر أن 95 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجن تلموند الإسرائيلي يعشن في أوضاع سيئة جداً ويتعرضن لعمليات قمع وسلب لأبسط حقوقهن الإنسانية ومن بين الأسيرات عدد من الأمهات والقاصرات والمصابات بأمراض صعبة بحاجة إلى علاج طبي.وناشدت والدة الأسيرة آمنة جميع أصحاب الضمائر التدخل لإنهاء عزل ابنتها، والأسيرة عبير عودة، وقالت quot;اسرانا خصوصا أسرى القدس لا بواكي لهمquot;.