بهية مارديني من دمشق: مع العد التنازلي لجلسة مجلس النواب اللبناني في 21 الشهر الحالي جددت سوريا مواقفها تجاه لبنان وانتخاب رئيس توافقي ، وأكدت انها تتمنى ان يخرج لبنان من أزمته هذه عبر توافق لبناني على شخص يحمل الهوية اللبنانية ويكون ولاؤه للبنان وليس للخارج ، ولا يكون برنامجه مستمداً من الأجندة الأميركية للمنطقة ومن مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وشددت ان لبنان ليس موضوعاً للمساومة مع واشنطن، مثلما لم يكن الموقف السوري من الاحتلال الأمريكي للعراق والمواقف الثابتة من القضية الفلسطينية. .

وكررت سوريا اتهاماتها عبر صحفها الرسمية لإدارة الرئيس الاميركي جورج بوش بالتدخل في أدق الشؤون الداخلية اللبنانية، واشارت الى انه ليس هناك لديها مواقف سورية سرية وتحت الطاولة تتعارض مع التوجه القومي وأن ليس لسورية مرشح محدد ليحتل منصب الرئيس ، في حين تلقى الرئيس السوري بشار الأسد امس اتصالا هاتفيا من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تناولا خلاله نتائج زيارة بان كي مون إلى لبنان. الذي حذر في ختام زيارته للبنان من أن عدم حصول انتخابات رئاسية في لبنان quot;قد يؤدي إلى ظروف خطيرة وغير معروفةquot;.

وقال quot;لا بد أن تحصل الانتخابات في وقتها بموجب الدستور ومن دون أي تدخل أجنبي ومع احترام القرارات الدوليةquot;.

على صعيد مواز اتهم زعيم تيار المستقبل والنائب اللبناني سعد الحريري ورئيس الهيئة المركزية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع سورية أمس بالتهجم على المبادرة الفرنسية فيما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الفرنسيين أبلغوه بدعم سورية لمبادرتهم ولانتخاب رئيس توافقي ولكن دمشق أكدت عبر العديد من المصادر ان مانشر في افتتاحية جريدة البعث الحاكم في سوريا حول فشل المبادرة الفرنسية لا تعبر عن الموقف الرسمي السوري الداعم للمبادرة الفرنسية، بل هناك تفاهم سوري - فرنسي لحل الأزمة اللبنانية كما ان المسؤولين الفرنسيين يتحركون على أساس التفاهم.

وكانت الاتصالات السورية الفرنسية شملت لقاء بين الرئيس الأسد وموفدين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بينهما أمين عام الرئاسة الفرنسية و لقاء بين وزير الخارجية وليد المعلم ونظيره الفرنسي برنار كوشنير.

ونصت المبادرة الفرنسية على أن يضع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة تحال إلى بري والحريري ليتم اختيار اسماء تطرح على المجلس النيابي في جلسته المقررة في 21 تشرين الثاني الجاري.

ووسط واقع سياسي معقد تبقى الآمال معقودة على التفاؤل الذي عبر عنه بري والحريري quot;بإمكانية التوصل إلى رئيس توافقي وحل الأزمة في جلسة البرلمان المرتقبة quot; تجنبا لفراغ رئاسي قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.