موسكو: منيت الأحزاب التي تصف نفسها بأنها ليبرالية مثل quot;اتحاد القوى اليمينيةquot; أو quot;يابلوكوquot; بالهزيمة الساحقة في المعركة الانتخابية التي شهدتها روسيا في الثاني من كانون الأول/ديسمبر.

والآن يرى الليبراليون أمامهم ثلاثة سبل.

السبيل الأول هو أن يستمروا في البكاء وإقناع أنفسهم بأنه كان عليهم أن يكونوا أكثر نشاطًا في الدعاية الانتخابية، وهو سبيل سيؤدي إلى تهميش القوى الليبرالية بشكل كامل ونهائي.

السبيل الثاني هو أن ينتظروا حتى انهيار نظام الحكم بفعل هزات اقتصادية في سوق النفط، مثلاً، إلا أن تطورات الوضع الاقتصادي لا تبعث على تخيل سيناريو كهذا.

السبيل الثالث هو أن يقروا بأن أحزابهم ماتت ورحلت عن الحياة السياسية لاسيما أن أحدها طالما كان يتوجه وجهة الاشتراكية الديمقراطية.

وإزاء هذه الحقائق فقد يكون مجديًا أن يحاول من يقدم نفسه في قالب الليبرالية الوصول إلى بر quot;اليمين الجديدquot; وإن كان الحديث عن quot;اليمين الجديدquot; في روسيا يخلو مما هو جديد. وعلى أي حال فإن هذا لا يقطع الطريق على تجريب الحظ.

طلاق يخدم مصلحة الدولة

على صعيد آخر، هناك من يرى أن قادة روسيا ينوون تحقيق هدف طالما كانوا يصبون إليه بمساعدة مجلس النواب القادم الذي سيتم تشكيله بعد إعلان النتائج النهائية للعملية الانتخابيات التي جرت في الثاني من ديسمبر وهو الفصل بين الانتخابات التشريعية (النيابية) والانتخابات الرئاسية حتى لا تأتي الانتخابات الرئاسية فور الانتخابات النيابية.

ويكمن السبب في ذلك في أن العمليتين الانتخابيتين المتزامنتين ترهقان الدولة. وفضلا عن ذلك فإن حشد تأييد الناخبين لحزب محدد ومرشح معين لمنصب الرئاسة بصفة مستمرة خلال ثلاثة أشهر أمر صعب.

ولم يكن مصادفة أن يلمح الرئيس بوتين إلى إمكانية ألا يكمل مجلس النواب الذي سيتم تشكيله في ضوء نتائج انتخابات الثاني من ديسمبر مدته.

ويمكن تحقيق هذا الهدف بحل مجلس النواب في وقت مبكر أو بإقالة رئيس الدولة من منصبه وهو ما يستوجب أيضا حل مجلس النواب. وبالتالي فإن مجلس النواب الجديد قد لا يكمل مدته التي يجب أن تنتهي في عام 2011 أو لا يكمل من سيتولى منصب الرئاسة الروسية خلفا لبوتين مدته التي يجب أن تنتهي في عام 2012.