البيرة (الضفة الغربية): في حين لا زال الحوار السياسي بين حركتي فتح وحماس بعيد التحقق، يغتنم مسؤولون في الحركتين وكذلك من فصائل فلسطينية اخرى مناسبات وطنية للتقرب من الطرف الآخر، ولا سيما عند المقابر.
والجمعة وقف احد قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الضفة الغربية والقى خطبة مؤثرة امام عشرات من انصار حركة فتح ورجال الامن الخاص بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال دفن رجل امن قتل ليل الخميس برصاص الجيش الاسرائيلي قرب رام الله.
وتشهد العلاقات توترا بين الحركتين منذ الاحداث الدامية التي انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة منتصف حزيران/يونيو واعقبتها اعتقالات ومضايقات في صفوف حماس في الضفة الغربية.
ولم يحاول احد منع فرج رمانة احد قياديي حماس في الضفة الغربية، من الحديث في مقبرة البيرة التي كانت تعج برجال الامن الفلسطيني وكوادر حركة فتح، خصوصا وانه كانت تعرض للتوقيف سابقا من قبل اجهزة الامن.
وهتف رمانة quot;يا هنية ويا عباس وحدتنا هي الاساسquot; في حين كانت مجموعة من رجال الامن ومن حركة فتح يوارون الثرى زميلهم معتصم الشريف (22 عاما) الذي قتل برصاص وحدة خاصة من الجيش الاسرائيلي في بلدة بيتونيا.
واطلق مسلحون النار بكثافة في الهواء لدى خروج الجثمان من مسجد وسط مدينة البيرة، فيما هتف المشاركون quot; بالروح بالدم نفديك با فلسطينquot;.
وتقدم تسعة من عناصر القوة 17 الى المقبرة حاملين النعش الذي لف بالعلم الفلسطيني يتبعهم اكثر من عشرين من رجال الامن بخطوات عسكرية. وكان معتصم الشريف مرافقا لرئيس الوفد الفلسطيني احمد قريع.
وتوجه رمانة لاكثر من عشرين دقيقة الى اعضاء مختلف الفصائل الفلسطينية المشاركة في التشييع، وسط صمت الجميع الذي لم تقطعه سوى اصوات ادوات الدفن.
وقال quot;ليلة امس، سقط الشهيد في بيتونيا وقبله سقط شهداء في غزة برصاص الحقد الصهيوني، وهذه ابلغ رسالة بان الاحتلال لا يفرق بينناquot;.
واضاف quot;اليوم نلتقي موحدين من مختلف الفصائل الفلسطينية، لنقول انه اذا كانت المقابر هي التي تجمعنا فلنجتمع موحدين في طرق اخرىquot;، في اشارة الى مطالبة حماس المتكررة باجراء حوار داخلي يرفضه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل عودة الحركة عن quot;انقلابهاquot; في غزة.
واوفد قريع موفدا تكلم نيابة عنه، ووضع اكليلا من الزهور.
وقال ممثل قريع quot;اليوم يكتب شهيدنا بالدم وللعالم اجمع، ان فلسطين لنا واننا مصرون على ثوابتنا وعلى حقوقنا الوطنيةquot;.
وقدم فرج رمانة باسم حركته تعازي حركة حماس لحركة فتح، ودعا المشاركين في الجنازة الى تقديم واجب العزاء في مقر حركة فتح في بلدة بيتونيا.
وعن مغزى خطبته قال فرج رمانة لفرانس برس quot;هذا دليل على ان خط الشهداء هو خط احمر لا يمكن لاحد ان يتجاوزه لاهداف حزبيةquot;.
وتابع ان quot;سقوط الشهداء في غزة والضفة، دليل اخر على ان الاحتلال الاسرائيلي لا يفرق بين حركتي فتح وحماس، وبين كل اطياف الشعب الفلسطيني، وعلى الاقل علينا ان ندرك هذا الامر ونتحد على هذا الامر كحد ادنىquot;.
وقال احد كوادر حركة فتح في رام الله والبيرة لوكالة فرانس برس quot;لم يحاول احد منع رمانة من الحديث لانه لم يقفز عن النص الذي بتنا جميعا متفقين عليهquot;.
وفي غزة، شيع الاف الفلسطينيين بعد ظهر الجمعة ايضا سبعة من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي وعز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بينهم قائد عسكري في سرايا القدس قتلوا الخميس في غارات اسرائيلية.
وعادة يشارك في التشييع عناصر من مختلف التنظيمات الفلسطينية التي ترتفع راياتها بين الجموع ويشارك عناصرها في ترديد الهتافات والاناشيد الوطنية.
وردد المشيعون في جنازة محمد عبد الله القيادي في سرايا القدس في غزة quot;يا شهيد يا حبيب الرد الرد في تل ابيبquot;، وquot;الانتقام الانتقامquot;.
وتراجع حجمالمشاركة في القضايا العامة بين الحركتين، عما كانت عليه الحال قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، الا ان كوادر من الحركتين يشاركون معا في الفعاليات الوطنية وخصوصا في التعازي حينما يكون القتيل سقط برصاص الجيش الاسرائيلي، كما اكد اعضاء في الحركتين من مدن مختلفة في الضفة الغربية لفرانس برس.
وقبل ثلاثة اشهر رفعت رايات حماس وفتح خلال جنازة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، شارك فيها اعضاء من الحركتين لتشييع شاب من كتائب ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واخر من حركة حماس لف نعشه برايتها الخضراء. وقتل الاثنان برصاص الجيش الاسرائيلي في مخيم عين بيت الماء.